ما عدد ابناء الرسول و بناته؟

لا خلاف بين المؤرخين في أن الله عزَّ و جل رزق الرسول المصطفى ( صلَّى الله عليه و آله ) أولاداً ذكوراً و إناثاً ، لكن إختلفت أقوال المحدثين و المؤرخين في عدد أولاده ( صلَّى الله عليه و آله ) ، فمنهم من عدَّهم ستاً و منهم من عدَّهم سبعاً .
فقد ذكر العلامة إبن شهر آشوب أن مجموع أولاد النبي ( صلى الله عليه وآله ) من الذكور و الإناث سبعة .
أما الذكور فهم : القاسم و عبد الله ـ و هما الطاهر و الطيب ـ و أمهما السيدة خديجة الكبرى ، و إبراهيم ، و أمه السيدة مارية القبطية .
و أما الإناث فهن : زينب و رقية و أم كلثوم ـ و هي آمنة ـ و فاطمة ، و كلهن من السيدة خديجة .
و يظهر من كلامه أنه لم يولد للنبي من زوجاته غير ما ذكر ، و لا عقب للنبي إلا من وُلد فاطمة 1 .
و قال المحَدِّث الكليني ( قدَّس الله نفسه الزَّكية ) : ... وَ تَزَوَّجَ خَدِيجَةَ وَ هُوَ ابْنُ بِضْعٍ وَ عِشْرِينَ سَنَةً فَوُلِدَ لَهُ مِنْهَا قَبْلَ مَبْعَثِهِ ( عليه السَّلام ) الْقَاسِمُ وَ رُقَيَّةُ وَ زَيْنَبُ وَ أُمُّ كُلْثُومٍ وَ وُلِدَ لَهُ بَعْدَ الْمَبْعَثِ الطَّيِّبُ وَ الطَّاهِرُ وَ فَاطِمَةُ ( عليها السَّلام ) .
ثم قال وَ رُوِيَ أَيْضاً أَنَّهُ لَمْ يُولَدْ بَعْدَ الْمَبْعَثِ إِلَّا فَاطِمَةُ ( عليها السَّلام ) وَ أَنَّ الطَّيِّبَ وَ الطَّاهِرَ وُلِدَا قَبْلَ مَبْعَثِهِ 2 .
وَ قَالَ الإمام عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ ( عليه السَّلام ) : " وَ لَمْ يُولَدْ لِرَسُولِ اللَّهِ ( صلَّى الله عليه و آله ) مِنْ خَدِيجَةَ ( عليها السَّلام ) عَلَى فِطْرَةِ الْإِسْلَامِ إِلَّا فَاطِمَةُ ( عليها السَّلام ) " 3 .
و قال العلامة السيد هاشم معروف الحسني ( رحمه الله ) : لقد أنجبت السيدة خديجة الكبرى للنبي ( صلَّى الله عليه و آله ) من الذكور إثنين ، القاسم و به كان يُكَنَّى ، عبد الله الملقب بالطاهر و الطيب ، و قيل أن الطاهر و الطيب ولدان من أولادهما ماتا صغيرين ، و المشهور بين المؤرخين و المحدثين أنها لم تلد له من الذكور سوى القاسم و عبد الله كما ذكرنا ، و عاش القاسم نحوا من سنتين ، و قيل أكثر من ذلك ، و أنجبت له من البنات كما هو المشهور بين الرواة و المؤرخين أربعاً ، و هن زينب و رقية و أم كلثوم و الزهراء ، و قيل أنها لم تلد له سوى زينب و الزهراء ، أما رقية و أم كلثوم فمن صنع الوضَّاعين أضافوهما إلى بناته و زوجوهما لعثمان بن عفان على التوالي ليكون الكفوء الكريم عند الرسول لبناته كغيره ممن صاهروه و لقبوه بذي النورين لمناسبة زواجه من بنتيه ، و ليس ذلك ببعيد .
و قيل أنها قد أولدت له ثلاثاً زينب و رقية و الزهراء ، و القول الأول هو الشائع و المشهور عند المحدثين و المؤرخين .
ثم أضاف قائلاً : و لا يهمنا تحقيق هذه الناحية في حين أني اُرجِّح القول الأخير ، و قد أضاف الوضاعون إلى بناته الثلاثة أم كلثوم و زوجوها لعثمان بعد اختها رقية ليكون ذا النورين أو لغير ذلك من الأسباب التي ترفع من شأنه بنظر الوضاعين 4 .

  • 1. يُراجع : مناقب آل أبي طالب : 1 / 162 ، لرشيد الدين محمد بن شهر آشوب المازندراني ، المولود سنة : 489 هجرية بمازندران ، و المتوفى بحلب سنة : 588 هجرية ، طبعة مؤسسة انتشارات علامة ، قم / إيران ، سنة : 1379 هجرية .
  • 2. الكافي : 1 / 439 ، للشيخ أبي جعفر محمد بن يعقوب بن إسحاق الكُليني ، المُلَقَّب بثقة الإسلام ، المتوفى سنة : 329 هجرية ، طبعة دار الكتب الإسلامية ، سنة : 1365 هجرية / شمسية ، طهران / إيران .
  • 3. الكافي : 8 / 340 .
  • 4. سيرة الأئمة الإثنى عشر : 1 / 54 ، للعلامة السيد هاشم معروف الحسني ( رحمه الله ) ، طبعة : دار التعارف للمطبوعات ، بيروت / لبنان .

تعليق واحد