ولد في 1-3-1953 م في قرية مقنة قضاء بعلبك محافظة البقاع لبنان .
أكمل دراسته العلمية في حوزة النجف و لبنان و إيران و تتلمذ عند مجموعة من العلماء، منهم آية الله السيد حسين الشاهرودي و آية الله السيد أحمد المددي و آية الله العظمى السيد كاظم الحائري حفظه الله و المرحوم سماحة آية الله العظمى السيّد محمود الشاهروديّ (قدس سره) .
كان مدير المعهد الشرعي الإسلامي للعلوم الدينية من سنة 1984 م إلى سنة 1988 م في الضاحية الجنوبية لبيروت.
قد يعيش الإنسان أحياناً في مجتمع ذي طبيعة ثقافية واحدة ناتجة عن اشتراك أفراد ذلك المجتمع في عقيدة مشتركة, فتترتب على ذلك أنماط متوحدة أو متقاربة في العادات والتقاليد والأعراف وأنواع السلوك.
التواضع هو الخُلُق الممدوح من الله والناس لأنّه التعبير الصافي عن النفس الإنسانية السمحة البسيطة والبعيدة عن الإنحرافات والتعقيدات النفسية التي تنتج عن العديد من النماذج المستكبرة والمتعجرفة.
والآية الكريمة ناظرة إلى الحق والباطل بالمعنى الثاني، أي أن المسلم ولو كان على حق في الاعتقاد، وكان بينه وبين غيره منازعة في أمر ما سواء كان الآخر غير ملتزم بالحق كلياً أو ملتزماً به لفظاً وليس سلوكاً وتطبيقاً وكان الحق بالمعنى الثاني إلى جانبه، فهنا يجب بمقتضى دلالة الآية أن يرضخ المسلم الملتزم ويسلّم بالحق بمعناه الثاني للغير.
ومن خلال الواقع الذي نعيش نشعر بالأسى والأسف للحالة المأساوية التي تعيشها الأمة لأنها تتنافى تماماً مع ما تفرضه الآية من أجواء الرحمة والتلاحم ، بسبب الأكثرية من زعماء هذه الأمة الذين يعيشون أجواء الذلة والإستسلام أمام قوى الاستكبار العالمي ويمارسون فعل الشدة والقوة ضد المجاهدين الإسلاميين من أبناء هذه الامة.
في عقدي الستينات والسبعينات كان الإسلام بمعناه الذي نراه اليوم غير موجود، بل إن التدين لم يكن حالة عامة خصوصاً بين الشباب الذين كانوا ينظرون إلى الدين والإسلام على أنه عودة إلى الوراء والتخلف وعدم إرادة التطور نحو اللحاق بركب العصر الحديث –عصر العلم والحضارة والتقدم-.
وتزامنت ولادته مع العديد من الأحداث المهمة أبرزها ما حصل مع أبرهة ملك الحبشة الذي أراد نقل الكعبة إلى بلاده لتصبح مكان حجّ الناس، وجاء بجيش جرار لإنجاز هذا العمل الذي فيه تحد واضح لإرادة الله عزوجل، والكل يعلم ماذا كان مصير ذلك الجيش الذي سلّط الله عليه الطير الأبابيل التي فتكت به وبملكه.
إن مناسبة ولادة رسول الله الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم هي المناسبة التي يلتف حولها المسلمون جميعاً على اختلاف مذاهبهم وعقائدهم الفرعية واجتهاداتهم الفقهية.
الإمام علي بن موسى الرضا(عليه السلام) هو الثامن من سلسلة الأئمة الأطهار (عليهم السلام)، ولد سنة 153 للهجرة وقيل غير ذلك وتوفي سنة 203 للهجرة وقيل غير ذلك أيضاً، وقد عاش في ظل إمامة والده خمساً وثلاثين سنة ثم استقل بعد ذلك بالإمامة.
تحدّثت الآيات وكثير من الروايات عن المعصومين عليهم السلام عن الصدقة وآثارها الجليلة والكبيرة دنيوياً وأخروياً؛ لأنّ إخراج الإنسان المسلم جزءاً من ماله، يعني أنّ المتصدّق يشعر ويقدّر نعمة الله عليه، ولكي يشكر ربّه على ما أنعم عليه من وفرة الثروة يشارك الفقير في ماله فيعطيه قسماً منه.
ولا شكّ أنّ احتلال الثورة الحسينية لهذه الموقعية المميزة لم يكن وليد الصدفة، أو وليد التفاعل مع هذا الحدث بنحوٍ مجرد عن التوجيه والتنظيم، بل كان كلّ ذلك نتيجة جهود مكثّفة قادها الأئمة (عليهم السلام) أولاً، ثمّ من بعدهم العلماء الأبرار الذين قادوا مسيرة أتباع أهل البيت عبر العصور.
قال الله تعالى في محكم كتابه: ﴿ لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ ... ﴾1.
وما يدلّ على مظلومية الإمام الحسن (عليه السلام) هو إغراء معاوية لجعدة بنت الأشعث بدسّ السم للإمام (عليه السلام) لقتله ولتزويجها من ولده يزيد وإعطاؤها مبلغ ضخم من المال ...
عاش مع جدّه رسول الله سبع سنين كان يشمله فيها بالرعاية والعناية والإهتمام، ولم يلبث أن فقد أمّه الزهراء (عليه السلام) بعد جدّه بشهور قليلة لم تتجاوز السنة على أكثر الروايات، وقد كان لهذين الحدثين أثرٌ كبيرٌ في حياة الإمام (عليه السلام) ...
وهناك نادى هو وأصحابه صيحة واحدة: (يا ربِّ إنَّا قد خذلنا ابن بنت نبينا، فاغفر لنا ما مضى منّا، وتب علينا إنّك أنت التواب الرحيم، وارحم حسيناً وأصحابه الشهداء الصدِّيقين، وإنَّا نُشهدك يا رب أنَّا على مثل ما قُتلُوا عليه، فإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين)
إنّ هذا الوفاء الذي لم تعهده الثورارث، هو نتيجة عوامل إيمانية قوية وراسخة كانت تحملها قلوب أولئك المجاهدين الصابرين المحتسبين، الذين خلدوا مع الحسين (عليه السلام)، فيُذْكَرون حيث يُذْكر، ويُدعَى لهم حيث يُدعى له.
فالموقف الأول للإمام السجاد (عليه السلام) كان في الكوفة، عندما تجمّعت الناس لرؤية السبايا من نساء أهل البيت (عليهم السلام)، حيث خطب بالناس قائلاً: (أيّها الناس من عرفني فقد عرفني، ومن لم يعرفني فأنا علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، أنا من انتهكت حرمته، وسلبت نعمته وانتهب ماله، وسبي عياله، أنا ابن المذبوح بشط الفرات... أنا ابن من قتل صبراً وكفى بذلك فخراً....).