الأبحاث و المقالات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع بالضرورة ، بل تعبر عن رأي أصحابها

ما الفرق بين النبي والامام ؟!

نص الشبهة: 

لا يذكر الشيعة فرقاً كبيراً بين الأنبياء والأئمة ، حتى قال شيخهم المجلسي عن الأئمة : « ولا نعرف جهة لعدم اتصافهم بالنبوة إلا رعاية خاتم الأنبياء . ولا يصل إلى عقولنا فرق بين النبوة والإمامة » (بحار الأنوار : 26 / 28 .) . والسؤال : ما أهمية عقيدة ختم النبوة إذاً ؟! إذا كانت الوظائف والخصائص التي اختص بها الأنبياء دون الناس من عصمة وتبليغ عن الله ومعجزات وغيرها لم تتوقف بوفاة خاتم الأنبياء محمد ﷺ ، بل امتدت من بعده متمثلة باثني عشر رجلاً ؟!

الجواب: 

بسم الله الرحمن الرحيم
وله الحمد ، والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين . .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته . . وبعد . .
فإننا نجيب بما يلي :
أولاً : إن هذا العالم الذي أشار إليه السائل يقول : إنه هو لم يستطع أن يصل عقله في هذه المسألة إلى معرفة الفرق . . فلعل غيره من العلماء قادر على الوصول إلى النتائج المتوخاة ، وتمكن من معرفة الفرق الذي عجز هو عن معرفته . .
ثانياً : إن المجلسي نفسه قد صرح في نفس كلامه هذا بقوله : « لا بد لنا من الاذعان بعدم كونهم « عليهم السلام » أنبياء » .
وقال أيضاً : « لعل الفرق بين الأئمة « عليهم السلام » وغير أولي العزم من الأنبياء : أن الأئمة « عليهم السلام » نواب لرسول الله « صلى الله عليه وآله » لا يبلغون إلا بالنيابة . وأما الأنبياء وإن كانوا تابعين لشريعة غيرهم ، لكنهم مبعوثون بالأصالة ، وإن كانت تلك النيابة أشرف من تلك الأصالة . . » .
فاتضح من كلام المجلسي « رحمه الله » : أن الشيعة يرون فرقاً بين النبوة والإمامة .
ثالثاً : إن إبراهيم « عليه وعلى نبينا وآله الصلاة والسلام » قد نال مقام الإمامة بعد نيله مقام النبوة والخلَّة والرسولية ، لأنه نال الإمامة في آخر حياته . .
وهذا يعني : أن للإمامة معنى عظيماً يحتاج إلى دراسة وتأمل ، وقد يكون هناك أنبياء ليس لهم مقام الإمامة ، وأئمة لم ينالوا مقام النبوة . .
ومقام النبوة الخاتمة هو المقام الأكمل ، والأتم ، والأجل والأفضل ، وللإمامة المرتبطة به ، والوصاية من قبله مقام عظيم وجليل مستمد من جلال مقام النبوة الخاتمة بالذات ، فلا معنى لقول السائل : ما أهمية عقيدة ختم النبوة إذا ؟!
رابعاً : إن العصمة ليست من مختصات النبوة الخاتمة ، بل هي من خصوصيات النبوة والإمامة مطلقاً وفي كل زمان . . كما أن التبليغ ، والمعارف الخاصة لا تختص بالنبوة الخاتمة ، بل تشمل كل نبوة وإمامة إينما وجدت ، وفي أي زمان كانت . .
فلا معنى لقول السائل : إن العصمة يجب أن تتوقف بوفاة خاتم الأنبياء . .
إذ لماذا تتوقف بوفاته ، إذا كانت ليست من خصائصه . بل هي عامة لكل نبوة وإمامة ؟!
خامساً : إن ما يجب أن يتوقف بوفاته « صلى الله عليه وآله » هو التبليغ عن الله وهي النبوة . لأن النبوة قد ختمت برسول الله « صلى الله عليه وآله » . .
أما المعجزات فإن كانت بمعنى ما يثبت النبوة ، فهي أيضاً قد توقفت بوفاة الرسول . . وأما المعجزة لأجل إثبات الإمامة ، من خلال الإستفادة من علم الكتاب ، كاستفادة آصف بن برخيا منه لإحضار عرش بلقيس من اليمن إلى بيت المقدس ، فهي لم تنقطع أيضاً بوفاة النبي « صلى الله عليه وآله » ، بل هي باقية مع كل إمام عنده علم الكتاب .
والصلاة والسلام على عباده الذين اصطفى محمد وآله . . 1 .

  • 1. ميزان الحق . . (شبهات . . وردود) ، السيد جعفر مرتضى العاملي ، المركز الإسلامي للدراسات ، الطبعة الأولى ، الجزء الثالث ، 1431 هـ . ـ 2010 م ، السؤال رقم (128) .

تعليق واحد

صورة احمد الدراجي

اسماء الانبياء الائمة عليهم السلام وعلى نبينا افضل التحية والسلا

السلام عليكم ورحة الله وبركاته
لدي سؤال عن اسماء الانبياء الذين نالوا مرتبة الامامة وما هو المانع في عدم شمول غيرهم من الانبياء ؟؟