نشر قبل 18 سنة
مجموع الأصوات: 176
القراءات: 14296

السائل: 

شهد

العمر: 

19

المستوى الدراسي: 

الدولة: 

المدينة: 

الكويت

هل التذمر من الآلام الجسدية حرام ؟ و هل الآلام تخفف من الذنوب ؟

السوال: 

هل التذمر من الآلام الجسدية حرام ؟ و هل صحيح ان ذلك الالم يخفف من ذنوب الانسان ؟

الجواب: 

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ، و بعد :
هناك أحاديث كثيرة رُوِيَت في ثواب الصبر و تحثُّ على تحمُّل ما يُصيب الإنسان المؤمن من أنواع البلاء كالأمراض و غيرها .
و مِن الواضح أن الصَّبْرُ ضِدُّ الْجَزَع ، و لو جزع الإنسان و اشتكى مما هو فيه من المشاكل و الآلام لم يكن بالطبع صابراً ، و بجزعه هذا سيُفوِّتُ على نفسه أجر الصابر و ثواب الصبر .
فقد رُوِيَ عن الإمام جعفر بن محمد الصادق ( عليه السلام ) أنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ( صلى الله عليه وآله ) : " قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ : مَا مِنْ عَبْدٍ أُرِيدُ أَنْ أُدْخِلَهُ الْجَنَّةَ إِلَّا ابْتَلَيْتُهُ فِي جَسَدِهِ ، فَإِنْ كَانَ ذَلِكَ كَفَّارَةً لِذُنُوبِهِ ، وَ إِلَّا شَدَّدْتُ عَلَيْهِ عِنْدَ مَوْتِهِ حَتَّى يَأْتِيَنِي وَ لَا ذَنْبَ لَهُ ، ثُمَّ أُدْخِلُهُ الْجَنَّةَ .
وَ مَا مِنْ عَبْدٍ أُرِيدُ أَنْ أُدْخِلَهُ النَّارَ إِلَّا صَحَّحْتُ لَهُ جِسْمَهُ ، فَإِنْ كَانَ ذَلِكَ تَمَاماً لِطَلِبَتِهِ عِنْدِي ، وَ إِلَّا آمَنْتُ خَوْفَهُ مِنْ سُلْطَانِهِ ، فَإِنْ كَانَ ذَلِكَ تَمَاماً لِطَلِبَتِهِ عِنْدِي ، وَ إِلَّا وَسَّعْتُ عَلَيْهِ فِي رِزْقِهِ ، فَإِنْ كَانَ ذَلِكَ تَمَاماً لِطَلِبَتِهِ عِنْدِي ، وَ إِلَّا هَوَّنْتُ عَلَيْهِ مَوْتَهُ حَتَّى يَأْتِيَنِي وَ لَا حَسَنَةَ لَهُ عِنْدِي ، ثُمَّ أُدْخِلُهُ النَّارَ " ، ( الكافي : 2 / 446 ) .
وَ رُوِيَ عن الإمام جعفر بن محمد الصادق ( عليه السلام ) أنه قَالَ : " حُمَّى لَيْلَةٍ كَفَّارَةٌ لِمَا قَبْلَهَا وَ لِمَا بَعْدَهَا " ، ( الكافي : 3 / 115 ) .
وَ عن الإمام جعفر بن محمد الصادق ( عليه السلام ) أنه قَالَ : " مَنِ ابْتُلِيَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ بِبَلَاءٍ فَصَبَرَ عَلَيْهِ كَانَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِ أَلْفِ شَهِيدٍ " ، ( الكافي : 2 / 92 ) .
وَ عن الإمام محمد بن علي الباقر ( عليه السلام ) أنه قَالَ : " قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى : مَا مِنْ عَبْدٍ ابْتَلَيْتُهُ بِبَلَاءٍ فَلَمْ يَشْكُ إِلَى عُوَّادِهِ إِلَّا أَبْدَلْتُهُ لَحْماً خَيْراً مِنْ لَحْمِهِ وَ دَماً خَيْراً مِنْ دَمِهِ ، فَإِنْ قَبَضْتُهُ قَبَضْتُهُ إِلَى رَحْمَتِي ، وَ إِنْ عَاشَ عَاشَ وَ لَيْسَ لَهُ ذَنْبٌ " ، ( الكافي : 3 / 115 ) .
وَ عَنِ الْعَزْرَمِيِّ ، عَنْ أَبِيهِ ، عن الإمام جعفر بن محمد الصادق ( عليه السلام ) أنه قَالَ : " مَنِ اشْتَكَى لَيْلَةً فَقَبِلَهَا بِقَبُولِهَا وَ أَدَّى إِلَى اللَّهِ شُكْرَهَا كَانَتْ كَعِبَادَةِ سِتِّينَ سَنَةً " .
ـ يقول الراوي ـ قَالَ أَبِي :
فَقُلْتُ لَهُ : مَا قَبُولُهَا ؟
قَالَ : " يَصْبِرُ عَلَيْهَا وَ لَا يُخْبِرُ بِمَا كَانَ فِيهَا ، فَإِذَا أَصْبَحَ حَمِدَ اللَّهَ عَلَى مَا كَانَ " ، ( الكافي : 3 / 116 ) .
6- عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ عَنْ أَبِيهِ عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ـ أي الإمام جعفر بن محمد الصادق ـ ( عليه السلام ) : " مَنْ مَرِضَ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ فَكَتَمَهُ وَ لَمْ يُخْبِرْ بِهِ أَحَداً أَبْدَلَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ لَهُ لَحْماً خَيْراً مِنْ لَحْمِهِ ، وَ دَماً خَيْراً مِنْ دَمِهِ ، وَ بَشَرَةً خَيْراً مِنْ بَشَرَتِهِ ، وَ شَعْراً خَيْراً مِنْ شَعْرِهِ " .
قَالَ : قُلْتُ لَهُ : جُعِلْتُ فِدَاكَ ، وَ كَيْفَ يُبْدِلُهُ ؟
قَالَ : " يُبْدِلُهُ لَحْماً وَ دَماً وَ شَعْراً وَ بَشَرَةً لَمْ يُذْنِبْ فِيهَا " ، ( الكافي : 3 / 116 ) .
معنى الشكوى و حَدّها :
وَ رُوِيَ أن الإمام جعفر بن محمد الصادق ( عليه السلام ) سُئِلَ عَنْ حَدِّ الشِّكَايَةِ لِلْمَرِيضِ ؟
فَقَالَ : " إِنَّ الرَّجُلَ يَقُولُ حُمِمْتُ الْيَوْمَ ، وَ سَهِرْتُ الْبَارِحَةَ ، وَ قَدْ صَدَقَ ، وَ لَيْسَ هَذَا شِكَايَةً ، وَ إِنَّمَا الشَّكْوَى أَنْ يَقُولَ قَدِ ابْتُلِيتُ بِمَا لَمْ يُبْتَلَ بِهِ أَحَدٌ ، وَ يَقُولَ لَقَدْ أَصَابَنِي مَا لَمْ يُصِبْ أَحَداً ، وَ لَيْسَ الشَّكْوَى أَنْ يَقُولَ سَهِرْتُ الْبَارِحَةَ وَ حُمِمْتُ الْيَوْمَ وَ نَحْوَ هَذَا " ، ( الكافي : 3 / 116 ) .
و هنا لا بدَّ لنا أن نُنبّه على أنه ليس المقصود من عدم الشكوى عدم الرجوع الى الطبيب أو عدم المعالجة من المرض ، بل تجب المعالجة في كثير من الأحيان حسب نوع المرض لكن من دون جزع و شكوى .

تعليق واحد