تقيمك هو: 2. مجموع الأصوات: 56
نشر قبل 6 سنوات
القراءات: 6206

حقول مرتبطة: 

الكلمات الرئيسية: 

الأبحاث و المقالات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع بالضرورة ، بل تعبر عن رأي أصحابها

افرح بالحج ولا تحزن

لقد قبلك الله ضيفا عنده من بين ملايين البشر، وقبل أن يقبلك أعطاك صحة تتمكن بها من أداء المناسك الواجبة عليك، ومدك بالمال اللازم كي تبدأ مشوار الحج إليه، وأجزل لك عطاياه إذ رفع عنك كل العوائق المانعة من الوصول إلى هدفك وأداء واجبك، فلماذا الحزن؟ ولماذا الخوف؟ ولماذا القلق؟ يا ضيف الله افرح ولا تحزن.

لا تخف من أولئك الذين يهولون عليك أعمال الحج ومناسكه في جنبتها التشريعية والفقهية، لأنك لأول مرة ستذهب لأداء هذا الواجب، فالحج سهل يسير، ومضيفك لن يتركك للتيه والضياع، وكل ما عليك هو أن تتعلم أحكامك بتوجه وصفاء وحب وطمأنينة.
لا تنصت كثيرا لمن يضخم لك الزحام وتدافع الناس على بعضهم وما ينجم عنه من خلل في بعض الأعمال، لأنك سترى شيوخا وكبارا وعجزة من الرجال والنساء وهم يتوكلون على الله في أداء أعمالهم، ويسيرون مع الحجيج في طوافهم وسعيهم وتنقلاتهم، فالكل هناك سيكون تحت عناية الرب الذي لم يبخل بعنايته علينا مذ خُلقنا وقبل أن نُخلق، ولن يبخل بها ونحن ضيوفه.
أيها الحاج : حين ينتابك القلق لن تعيش القرب الروحي من المنعم، بل ستسيطر عليك الهواجس في صحة أعمالك والشكوك في تصرفاتك، والحيرة في نسكك، وهذه جميعا تباعد بينك وبين هدفك، وتعطي للشيطان مزيدا من المساحات التي يستطيع من خلالها التشويش على رحلتك الروحية إلى الله.
حينها ستضجر من الأعمال وتتمنى انتهاءها والخلاص منها، لأنك لن تستلذ بها، ولن ترى فيها أنسك وسعادتك، وكيف تكون السعادة قلقا؟ ويكون الاستلذاذ أرقا؟
لست هنا أدعوك لإلقاء الحبل على الغارب، ولا للإهمال وعدم الاكتراث، ولا للميوعة في أداء المناسك، كلا، ليست هذه دعوتي لك أيها الحاج.
أنا أدعوك لبديل هو خير لك من القلق والشك والوسوسة، أدعوك للحرص فقط، كن حريصا على إتقان أعمالك وكفى، وأنت تعلم الفرق بين الحرص وبين القلق، فالحريص يتعلم ويتفهم الأمور دون تقصير ثم ينطلق بثقة وحب واطمئنان، ولذلك يستلذ بما يقوم به ويراه لمعرفته بأحكامه غاية في اليسر والسهولة، وهذا ما لا يتيسر للخائف والقلق والمتوتر.
لقد رأيت أناسا حجوا من قبل، ولكنهم يودون إعادة حجهم، لأن الهواجس تلاحقهم مذ كانوا في حجهم السابق وحتى اليوم، ولا زالت الشكوك تراود أذهانهم، هل برئت ذمتهم بما أتوا به من نسك أم لا؟ وأغرب ما لفت انتباهي أنهم إلى اليوم يعيشون حالة القلق والخوف والتوتر وهم يريدون الحج مجددا في هذا العام.
قبل الختام لي كلمات قصيرة معك أيها الحاج:

  1. افرح لأنك سيغفر لك إن شاء الله ما مضى من ذنوبك وستفتح لك ورقة جديدة كيوم ولدتك أمك، وعزز بفرحك هذا اطمئنانك وسكونك وهدوء أعصابك، كي تكون في وضع نفسي مساعد على التقرب والعبادة والشكر للخالق.
  2. احرص على قراءة الأحكام الفقهية لعبادتك التي تنوي القيام بها مراعيا الفهم والاستيعاب، ومتأملا في الدقائق التي قد تختلف الأحكام بسببها، كي لا تشعر بالتناقض بينها.
  3. ثابر على حضور البرامج الدينية التي تشرح لك مناسكك واستفد من أهل العلم والمطلعين على الأحكام الفقهية، ولا تشغل نفسك عن الحضور بشواغل الحياة التي لا تنتهي ولا تتوقف.
  4. اسأل فالسؤال طريق للمعرفة، ولا تقل إن في سؤالي ما يكشف عدم فهمي ومعرفتي وفي ذلك ما يوجب مذلتي، فإن البقاء في الجهل مدى الحياة أكثر ذلا للإنسان.

ختاما حج مبرور وسعي مشكور وتجارة لن تبور1.

لمزيد من المعلومات يمكنكم مراجعة الروابط التالية:

  • 1. الشيخ محمد الصفار * صحيفة اليوم 6 / 11 / 2010م - 3:06 ص - العدد: 13658