مجموع الأصوات: 44
نشر قبل 6 سنوات
القراءات: 15490

حقول مرتبطة: 

الكلمات الرئيسية: 

الأبحاث و المقالات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع بالضرورة ، بل تعبر عن رأي أصحابها

الزواج بين مسؤولية الفرد والمجتمع

اذا كان الزواج ضرورة وحاجة ملحة للانسان في كل عصر، فانه في هذا الزمن اكثر ضرورة، واشد الحاحا. وذلك لما يتعرض له انسان اليوم من وسائل تحريض للشهوة، وعوامل اثارة للغريزة، تجعله يعيش حالة من الهياج والاندفاع الجنسي العنيف. فوسائل الاعلام واجهزة الاتصالات تتفنن في اذكاء الغرائز والشهوات، اضافة الى انتشار اجواء الخلاعة والابتذال. ولم تعد هناك حدود او مراعاة لشيء من الحياء والاحتشام، الذي كان يميز الانسان في ممارساته لغرائزه عن بقية الحيوانات.

كما تحيط بالانسان المعاصر الكثير من دواعي القلق، واسباب الاضطراب النفسي، للتعقيدات التي يواجهها في توفير متطلبات الحياة، وللاخطار والتحديات المختلفة التي تنتصب امامه على الصعيد الشخصي والاجتماعي.
وبذلك تزداد حاجة الانسان الى مأوى يلجأ اليه ليمنحه الطمأنينة والاستقرار، والى قناة سليمة، واطار مشروع، يمارس من خلاله غريزته الجنسية الطبيعية.
والزواج هو ذلك الحصن الحصين والكهف المنيع، الذي يوفر للانسان اجواء الراحة النفسية، واللذة الغريزية، ففيه سكون واطمئنان نفسي، حيث يشعر كل من الزوجين بوجود من يشاركه هموم الحياة، ويعينه على مشاكلها، ويمكنه الانفتاح عليه، وبثه آلامه وآماله، لذلك يصف الله تعالى الزواج بانه سكن للانسان، فالرجل سكن لامرأته، وهي سكن له، اي يتوفر بكل واحد للاخر سكون النفس واطمئنانها. يقول تعالى: ﴿ وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً ... 1 والخطاب موجه للرجال والنساء.
وبالزواج يصبح الانسان اكثر حصانة ومناعة تجاه الانحرافات السلوكية، والمفاسد الاخلاقية، بل وتجاه مختلف الجرائم. وهذا ما تدل عليه الاحصاءات والارقام. فالمتزوج امامه طريق سالك لاشباع رغباته وشهواته، وهو غالبا ما يفكر اكثر في تصرفاته وممارساته، لما يشعر به من مسؤولية عائلية واسرية.
اخرج البخاري عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه قال: كنا مع النبي شبابا لا نجد شيئا فقال لنا رسول الله: «يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة ـ اي النفقة ـ فليتزوج فانه اغض للبصر، واحصن للفرج».
اصبح تأخير الزواج للشباب والشابات هو الحالة السائدة في مجتمعاتنا، حيث تستغرق الدراسة حوالي ثمانية عشر عاما، اضافة الى السنوات الست الاولى قبل سن الدراسة، وبعد التخرج يحتاج الى بضع سنوات حتى يجد له عملا، وحتى يكون نفسه ليكون قادرا على توفير مستلزمات الزواج.
وهذا يعني ان يقضي الشباب والشابات اهم الفترات حراجة وحساسية في حياتهم العاطفية والنفسية، وهم في حالة العزوبة، مما يعرضهم للكثير من مخاطر الانزلاقات والانحرافات، ويعرض امن المجتمع الاخلاقي للاهتزاز والاضطراب. ان المجتمع الذي يفكر في تحصين امنه واستقراره، ويهتم بصلاح واصلاح ابنائه، يجب ان يسهل وييسر امور الزواج، ويساعد الشباب على الاسراع في بناء حياتهم العائلية.
واذا ما تأملنا النصوص والتعاليم الدينية نراها تحمل المجتمع مسؤولية زواج ابنائه، يقول تعالى:﴿ وَأَنْكِحُوا الْأَيَامَىٰ مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ﴾ 2.
﴿ وَأَنْكِحُوا ... 2 اي زوجوا، وهو خطاب للمجتمع بان يزوجوا العزاب، حيث لم يخاطب العزاب هنا بان يتزوجوا، وانما خاطب الناس ان يزوجوهم. ذلك لان الزواج غالبا ليس قضية فردية يقوم بها الطرفان المعنيان فقط، وبمعزل عن الارتباطات والتأثيرات الاجتماعية، كسائر الامور من بيع وشراء واجارة. بل هو مسألة لها ابعادها وارتباطاتها المؤثرة بأكثر من جانب اجتماعي. كما ان من يريد تأسيس حياته العائلية وخاصة لاول مرة، قد يحتاج الى دعم وعون مادي ومعنوي، لمساعدته على انجاز هذه المهمة وانجاحها. من هنا يتوجه الخطاب الى المجتمع ﴿ وَأَنْكِحُوا ... 2. و﴿ ... الْأَيَامَىٰ ... 2 جمع (ايم) على وزن (قيم) وتعني الانسان الذي لا زوج له رجلا كان او امرأة، وان كان قد كثر استعمال هذه الكلمة في الرجل اذا ماتت امرأته، وفي المرأة اذا مات زوجها، ولكنه كما نص عليه اللغويون: تشمل كل ذكر لا انثى معه، وكل انثى لا ذكر معها بكرا وثيبا.
واذا كان بعض الاشخاص، يعانون من الضعف الاقتصادي، فان زواجهم قد يكون دافعا لهم للمزيد من العمل والانتاج، كما ان الله تعالى سيبارك لهم ويوسع عليهم، بتحملهم لمسؤولياتهم العائلية والاجتماعية3.

تعليقتان

صورة هیثم

الزواج من بنت اميه

سلام عليكم
تزوجت العام الماضي من بنت عمتي وسالتها عند خطوبتي لها هل دخلتي المدرسه قالت لي نعم 6 سنوات وانا تيقنت وقبلت كلامها ولكن الان بعد الزواج فهمت انها لم تدخل المدرسه اي اميه وقالت لي كنت استحي اقول لك اني اميه وفكرت ان تتركني ولم تتزوجني والان انا في وسواس و حيره لماذا كذبت عليه وكيف يكون دورها في مجتمع يحتاج الى زوجه صاحبة. دراسه
ف يا شيخ انا افكر في مستقبلي ومستقبل اولادي واني لا اريدها ان تعمل في دائره او تعمل في مكان ولكن مجرد فهم ودرايه للعلم هيه الان تصلي فقط ولاتعرف تقرا القران او دعاء وهذا الامر يحرجني بعض الاوقات

ما هو الحل يا شيخ???

صورة العلاقات العامة (PR Islam4u)

العفو والصفح مع الأهل

عليكم السلام ورحمة الله وبركاته .. صحيح أن زوجتك كذبت عليك يوم خطبتها ولكن الله عزوجل يدعونا إلى العفو والصفح في التعامل مع الأهل فيقول تعالى " وَإِنْ تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ " إذن ستحصل على مغفرة الله تعالى فيما لو سامحتها وغفرت لها كذبتها . الأمر الآخر هو أن الدراسة و حصول الفرد للشهادات العالية ليس العامل الكافي ليحول الإنسان قادرا على الفهم والدراية ، فكم من أناس أميين إلا أنهم أكثر فهما ودراية من بعض حملة العلم والشهادات . والشاهد على ذلك القول المأثور :" عليكم بدين العجائز " و لكن هذا أيضا لا يعني ترك مساحات التعلم والتفقه . و عليه ندعوك أخي الكريم لأن توفر لزوجتك مجالا للتعلم كأن تسمعها بعض المواعظ النافعة و تعلمها قراءة القران الكريم وتوفر لها أجواء الدراسة و تعرفها على  المجالس الدينية . ولك الأجر و الثواب ولا تنس قول النبي للإمام علي (ع) : فو اللَّهِ لأنْ يهْدِيَ اللَّه بِكَ رجُلًا واحِدًا خَيْرٌ لكَ من حُمْرِ النَّعم . وفقك الله لكل خير .