تقيمك هو: 5. مجموع الأصوات: 52
نشر قبل 4 سنوات
القراءات: 5598

حقول مرتبطة: 

الكلمات الرئيسية: 

الأبحاث و المقالات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع بالضرورة ، بل تعبر عن رأي أصحابها

ما هو الطريق لحل المشكلات للامة الاسلامية؟

الحمد لله رب العالمين و الصلوة و السلام على اشرف الانبياء و المرسلين، محمد خاتم النبيين، و على اله الطيبين الطاهرين و السلام عليكم ايها الاخوة و رحمة الله و بركاته.

مع ان عدد المسلمين فى العالم يتجاوز المليار نسمة، و مع غنى بلادهم بالثروات الطبيعية و المواد الاولية و مع امكانياتهم الجيدة فى مجالات الصناعة و الزراعة و الثروة الحيوانية...
و مع ان امة بهذه الامكانات يجب ان تكون امة مستقلة و قوية فى العالم...فأن اوضاع المسلمين ليست كذلك مع الاسف! و فيما يلى نشير اليها بصورة مجملة.

1) مع ان المسلمين بحكم القرآن الكريم امة واحدة حيث يقول﴿ إِنَّ هَٰذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ ﴾ 1، فان اعداء الاسلام نفذوا خطتهم و جزؤوا امّة الاسلام الكبرى فجعلواها دولا متعددة.

2) مع ان جميع المسلمين بحكم القرآن الكريم اخوة، و قد نهاهم الله تعالى عن الاختلاف و التفرق﴿ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ ... 2﴿ وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا ... 34فان التفرقة و النظرة السلبية و عدم الثقه، و حتى العداء، توجد بين البلاد الاسلامية.

3) فى الوقت الذى قام اعداؤنا الغربيون و الشرقيون بتجزية الامة الاسلامية و فصل شعوبها عن بعضها، اقاموا بينهم و بين حكوماتها مواثيق و معاهدات رسمية. حيث نرى هذه الحكومات ترتبط بهم ثقافيا و اقتصاديا و عسكريا، و فى سائر الشؤن، بل و تقلّدهم! مع ان القرآن الكريم اراد للمسلمين ان يكونوا امّة مستقلة و نهاهم عن الارتباط و التبعية لغيرهم فهو يقول:

﴿ ... وَلَنْ يَجْعَلَ اللَّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلًا 5، و ينادى ﴿ ... يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءَكُمْ مِنَ الْحَقِّ ... 6﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَىٰ أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ﴾ 7.

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَتُرِيدُونَ أَنْ تَجْعَلُوا لِلَّهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَانًا مُبِينًا ﴾ 8.

4) يقوم المستكبرون و كفار الشرق و الغرب بنهب ثروات البلاد الاسلامية بثمن بخس فيبنون بذلك بلادهم، ثم يبيعون بهذا الثمن للمسلمين سلعا غير ضرورية و اسلحة.

5) بسبب الخطة المشؤومة لاعدائنا الكفار المستكبرين، وقع المسلمون فى سباق شراء الاسلحة. فتراهم لخوفهم من بعضهم ينفقون اكثر مواردهم فى شراء الاسلحة و التجهيزات العسكرية، فيما يهملون العمل لاعمار بلادهم و محاربة البطالة و الفقر و الحرمان المتفشّية فى شعوبهم.

6) اقام اعداؤنا فى قلب بلادنا الاسلامية اسرائيل الغاصبة، فهم يحمونها بكل قوتهم و يقدمون لها انواع الاسلحة و المعدات العسكرية لكى يحققوا بذلك مجموعة اهدافهم التى من ضمنها استنزاف طاقة البلاد الاسلامية و استنزاف مواردها بشراء الاسلحة!

7) من الامور الملفتة فى مسألة بيع الاسلحة الى البلاد الاسلامية ان الهدف فيها ليس تقوية هذه البلاد على الدفاع عن نفسها و تحقيق استقلالها و حريتها طبعا، بل الهدف ربط هذه البلاد بهم و التحكّم فى زمام امورها و فى جيوشها عن طريق تكبيلها بالاتفاقيات و التحكم بحاجتها الى الذخيرة و قطع الغيار و فرض خبراء عسكريين عليها، و ما شابه ذلك...و هذا هو السبب فيما نشاهده من ان الدول العربية على الرغم من الاسلحة و المعدّات الكثيرة التى لديهم لم يستطيعوا ان يقاوموا اسرائيل مقاومة فعّالة، او يحقّقوا تقدّما ملموسا فى حربهم معها...و قدراينا كيف قامت اسرائيل باحتلال البلاد الاسلامى و ارتبكت الفظائع و المجازر بحق المسلمين الفلسطينين فى صبرا و شاتيلا و غيرها...جرى كل ذلك و يجرى على مرأى و مسمع من هذه الحكومات المدّعية للاسلام التى لم تحركها صرفات استغاثة المسلمين و التزمت السكوت المريب تجاه هذا العدوان الاسرائيلى الجديد بل لم يؤثر ذلك مسيرها نحو التفاوض مع اسرائيل و الاستسلام لها.

8) على راس الجهاز الحاكم فى اغلب البلاد الاسلامية اشخاص يطيعون اوامر و رغبات المستكبرين الغربيين و الشرقيين، و فى الواقع انهم عملاء لهم، فهم يقومون بارهاب شعوب الامة الاسلامية بالقوة العسكرية التى فى ايديهم ، و يصادرون حريتها و يمنعونها من ابداء رايها فى قضاياها المحلية و القضايا الاسلامية الاخرى.

هذه النقاط المتقدمة هى اشارة اجمالية، الى اوضاع بلادنا الاسلامية المؤسفة، فياترى ما هو الحل لهذه الاوضاع السيّئة و المشاكل المحيطة؟

يا ترى الى متى سيبقى المسلمون يتحملون هذه الظروف، و يرزحون تحت سلطة المستكبرين من الشرق و الغرب؟ ترى هل يرضى رسول الله صلى ‏الله ‏عليه ‏و‏آله لامته هذه الاوضاع؟ و هل ان الله تعالى يعذر المسلمين و هم يعيشون فى ظل هذه الظروف؟ كلا، ـ فما هو الحل؟

بصورة اجماليه يجب القول: ان هذه الاوضاع المؤسفة انما جاءت من عدم العمل بالاسلام الحقيقى و الاعراض عن القرآن و انه ليس لدينا حل لمشكلتنا التى تخيّم على كل مرافق حياتنا الاّ بوعى الاسلام الاصيل و تطبيقه فى كل المجالات و العودة الى القرآن الكريم و السنة النبوية الاصيلة طريق الحل الوحيد ان لا نعقد الآمال على الحكومات التى تدّعى الاسلام، لانها ترتبط بالاجانب و لاتعمل الاّ برأيهم. طريق الحل الوحيد ان نبنى المسلمين بحقائق الاسلام، و نقوّى الطاقة الايمانية فى شخصياتهم، و نحيى فى نفوسهم روح الايثار و التضحية و الجهاد و حبّ الشهادة فى سبيل الله تعالى و الشعور بالمسؤولية و الثقة بالله تعالى، و الدفاع عن الاسلام و القرآن، و مقاومة الكفر و الظلم...كما فعله رسول الاسلام صلى الله عليه و آله.

طريق الحل الوحيد ان يفعل المسلمون اليوم كما فعل اسلافهم فى صدر الاسلام اذ تسلّحوا بطاقة الايمان و سلاح «الله اكبر» و صاروا قوّة عظمى فى العالم و هيّئا لهم كل تلك الانتصارات الباهرة، كان الايمان هو العامل الاهم فى انتصار المسلمين فى صدر الاسلام و كان هو الاساس الثابت لكل ما قاموا به من اعمال و بذلوا من جهود. فكل تضيحة و صبر و ثبات و جهاد كان لديهم فانما هو مسبب عن ايمانهم لانهم كانوا مؤمنين حقيقيين نجحوا فى ثورتهم و رفعوا راية التوحيد خافقة فى سماء العالم كله و الايمان بالحياة الاخرى يجعل من حياة الانسان حياة هادفة و يسموا بفكر الانسان و يخرجه من الاجواء الضيّقة و يحلق به فى اجواء واسعة جدا هى اجواء الحياة الاخرى بما فيها من اشعاع و خلود و يمنح المجاهدين فى سبيل الله، الصبر و الثبات و الجرأة و الشجاعة الى الحد الذى لا يخشى ايّة قوّة من القوى مهما عظمت. فبذلك تتمكن شعوبنا الاسلامية ان تثور على الحكومات العميلة للاجانب و تسقطها، و تخرج من بلادها الخبراء العسكريين الشرقيين و الغربيين و تملك مخازن اسلحتها بيدها و تدافع بايمانها و سلاحها عن استقلالها و حريتها و تطبيق احكام القرآن المقدسة فى كل مجالات حياتها.

و بذلك يتمكن المسلمون ان يستعيدوا اخوتهم و علاقاتهم الاسلامية بين بلادهم و شعوبهم، و ان ينهضوا فى مواجهة اعدائهم المشركين المستكبرين.

طريق الحل الوحيد ان يجدد المسلمون الثورة الاسلامية المحمدية فى صدر الاسلام لكى يستعيدوا القوّة و العزّة و المجد الذى فقدوه.

و طبيعى ان سلوك هذا الطريق ليس سهلا ميسّرا...انه طريق يلزمه الجهاد و التضحية و الشهادة... والاهم من ذلك انه يحتاج الى قيادة دينية صحيحة و لكنة فى كل حال طريق تحقيق النصر... ذلك انه وعدا الله تبارك و تعالى حيث يقول﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ ﴾ 9، و حيث ينادى﴿ ... وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ 10﴿ إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللَّهُ فَلَا غَالِبَ لَكُمْ ... 11﴿ وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ﴾ 12.

﴿ مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعًا ... 13 انكم تستطيعون، أيها الاخوة، أن تشاهدوا نموذجا من الثورة النبوية العظيمة فى صدر الاسلام فى الثورة الاسلامية الايرانية بقيادة الامام الخمينى،(قدس سره) الذى يهتدى بهدى القرآن الكريم و السنة النبوية الشريفة، و ان تشاهدوا بالعيان انتصار الايمان و سلاح «الله اكبر» على قوّة الكفر و الاستكبار العالمى. و فى الختام نسأل الله النصر للمؤمنين المجاهدين فى شتى البلاد الاسلامية و الخذلان على الكفار و المستكبرين و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته14.