الأبحاث و المقالات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع بالضرورة ، بل تعبر عن رأي أصحابها

التوسل وعبادة القبور

نص الشبهة: 

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

الوهابية لا يفرقون بيننا وبين مشركي قريش.. من حيث إننا نزور القبور ونتوسل بهم إلى الله والمشركون يعبدون الأصنام للتقرب إلى الله. ويسموننا بعبدة القبور.. والعياذ بالله طبعاً: الفرق كبير ولكن كيف نقنعهم عقلياً بأننا نتوسل وليس نعبد. عقلياً: لأن أكثر الوهابية جهلاء ما في كتبهم.. مع العلم: بأن الوهابية يفرقون بين التوسل بالحي والميت وبين القادر والعاجز عن قضاء الحاجة.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

الجواب: 

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. وبعد..
قد ذكرت أيها الأخ في رسالتك: أن الوهابيين جهلاء بما في كتبهم.. ومن كان يجهل حتى ما في كتبه، ثم هو يواجه الآخرين، بجفاء، وعنجهية، وتعصب مقيت، ويصدر قراره الحاسم والآثم ضدهم.. فإن إقناعه بالحق سوف يكون أمراً صعباً وعسيراً، إذ «ما حاججت عاقلاً إلا وحججته، وما حاججت جاهلاً إلا وغلبني».
وقد يمكن إقناع الوهابي أولاً: بأن العقل لا يدرك قبح أمثال هذه الأمور، لكي يرجع إليه في ذلك..
وثانياً: قد يمكن إقناعه بأن أحداً لا يستطيع أن يقول: إنك إذا زرت أباك كنت مشركاً عابداً للأصنام، إذ ما الفرق بين زيارة الحي في بيته، أو زيارة قبره إذا مات.. ليتذكر الزائر بعض الأمور التي جرت له معه.. وليتذكر الموت، ويعتبر..
كما أن نفس ثبوت التوسل، وزيارة القبور بالأحاديث الصحيحة عن النبي صلى الله عليه وآله، وعن صحابته لا يبقي مجالاً للاستحسانات العقلية ـ لو فرضت ـ ولا لغيرها، فقد قال الله تعالى: ﴿ ... وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ ... 1 ..
وقال: ﴿ لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ ... 2 ..
وفي الآيات القرآنية دلالات على ذلك أيضاً، فمن لا يقنعه ذلك، فإنه هو الذي يتحمل المسؤولية، ويبوء بإثم العناد، والظلم، والأذى لغيره..
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته 3..

  • 1. القران الكريم: سورة الحشر (59)، الآية: 7، الصفحة: 546.
  • 2. القران الكريم: سورة الأحزاب (33)، الآية: 21، الصفحة: 420.
  • 3. مختصر مفيد.. (أسئلة وأجوبة في الدين والعقيدة)، السيد جعفر مرتضى العاملي، «المجموعة التاسعة»، المركز الإسلامي للدراسات، الطبعة الأولى، 1424 هـ ـ 2004 م، السؤال (516).