الأبحاث و المقالات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع بالضرورة ، بل تعبر عن رأي أصحابها

خالد من الأسماء المكروهة

نص الشبهة: 

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

العلامة المحقق السيد جعفر مرتضى العاملي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

ذكرتم في إجابة لكم في كتاب «مختصر مفيد» أنه يكره التسمية ببعض الأسماء كخالد ومالك. كيف نوفق بين هذا مع وجود نبي اسمه خالد بن سنان كما صرحتم في الإجابة على «سؤال 189 ـ مختصر مفيد ـ ج 4». فكيف يفعل النبي مكروهاً فضلاً عن أن رأيكم بأن النبي لا يترك الأولى؟

الجواب: 

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين ..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. وبعد ..
بالنسبة لتسمية بعض الأنبياء باسم «خالد» .. مع ورود نهي عن التسمية بهذا الإسم، نقول:
أولاً: إن هذا النهي قد وصلنا عن النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله)، وعن أئمتنا عليهم السلام، وليس بالضرورة أن يكون هذا الحكم قد شرع في الشرائع السابقة ..
ثانياً: إن نبي الله خالداً لم يكن هو الذي سمى نفسه بهذا الإسم، بل سماه به غيره، كأبيه أو أمه، أو غيرهما .. ولعل هؤلاء كانوا لا يعرفون هذا الحكم، وهو كراهة التسمية باسم خالد أو غيره لو فرض أن هذا الحكم كان ثابتاً في الشرائع السابقة ..
ثالثاً: على فرض ثبوته، وفرض معرفتهم بهذا الثبوت فليس بالضرورة أن يلتزموا بمفاده، ما دام أنه لا يصل إلى درجة الحرمة .. وليس ثمة ما يثبت عصمتهم ولا سعيهم لتجنب ارتكاب ما هو مكروه في الشريعة ..
فلا معنى لأن ينسب ذلك إلى نفس ذلك النبي، ليقال: إن النبي لا يفعل مكروهاً ..
وغاية ما يمكن قوله هو: أن المفروض بالنبي أن يغير اسم نفسه، ويعلن على الملأ تسمية نفسه باسم غير مكروه، فلماذا لم يفعل خالد بن سنان ذلك ..
ويمكن أن يجاب بأننا لم نكن حاضرين في ذلك الزمان، ليمكننا التأكد من أنه كان قادراً على هذا التغيير أو لم يكن ..
والحمد لله، والصلاة والسلام على رسوله محمد وآله الطاهرين 1 ..

  • 1. مختصر مفيد .. (أسئلة وأجوبة في الدين والعقيدة)، السيد جعفر مرتضى العاملي، «المجموعة السادسة»، المركز الإسلامي للدراسات، الطبعة الأولى، 1424 ـ 2003، السؤال (313).