نشر قبل 7 سنوات
تقيمك هو: 2. مجموع الأصوات: 34
القراءات: 11484

حقول مرتبطة: 

الكلمات الرئيسية: 

الأبحاث و المقالات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع بالضرورة ، بل تعبر عن رأي أصحابها

ما رأيكم في المختار الثقفي.. خصوصا مع ادعائه لمهدية محمد بن الحنفية؟

نص الشبهة: 

ما رأيكم في المختار الثقفي . . خصوصاً مع ادعائه لمهدية محمد بن الحنفية ، رحمه الله تعالى ؟ . .

الجواب: 

بسم الله ، والحمد لله ، والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين . . وبعد . .
1 ـ فيما يرتبط بادعائه مهدية محمد بن الحنفية ، أقول :
إن ما بين أيدينا من نصوص لا يثبت ذلك عنه ، ولا يبرر نسبة ذلك إليه . . فإنه إنما كتب إلى محمد بن الحنفية ، يقول : أنت مهدي بحمد الله .
ولم يقل له : أنت المهدي .


والظاهر : أن نسبة الكيسانية إليه قد جاءت في وقت متأخر ، وبطريقة الكيد الإعلامي الذي لاحقه أعداؤه من الأمويين والزبيريين بعد قتله . .

2 ـ أعتقد أن المختار كان محباً لأهل البيت [عليهم السلام] ، صادق الولاء لهم ، مبغضاً لأعدائهم ، وحانقاً عليهم . . وقد كان قتله لمرتكبي جرائم كربلاء عن إيمان وصدق ، وحرص ظاهر ، نابع من قناعة بهذا الأمر ، ولم يكن ذلك بهدف الإعلام السياسي ، كما هو ظاهر . .
وقد ترحم عليه الإمام السجاد [عليه السلام] فيما روي عنه صلوات الله وسلامه عليه . .
3 ـ إن المختار كان يرى كيف أن ابن الزبير قد ملك الحجاز ، وهو معروف بلؤمه ، وبغضه للإمام علي وآله [عليهم السلام] . . كما أن عبد الملك بن مروان المعروف بأبي ذبان . حيث كان يلتقط الذباب ويأكله . . قد ملك الشام ومصر وسواها . .
ولا يرى لهؤلاء أي فضل أو امتياز عليه ، لا في الفهم والوعي ، ولا في الميزات والمواصفات ، ولا في السياسة والتدبير . بل يرى لنفسه الفضل عليهم ، فإذا كان أمثال هؤلاء يحكمون الناس ، ويستبدون بأمور الأمة ، فليس هو بأقل منهم ، فلماذا لا يصيب مثل ما أصابوا ، وينال من هذه الدنيا مثلما نالوا .
فثار عليهم ، وملك العراق ، وأظهر حسن سياسة وتدبير ، وفهم للواقع الذي يتعامل معه ، لولا أنه وقع في غلط فادح كانت فيه نهايته ، وذلك حين استعان في بعض الوقائع بغير العرب القاطنين في الكوفة ، فتركه العرب . . وتمكن منه أعداؤه بسبب ذلك .
4 ـ وبعد . . فإن المختار كان من جهة ، في مواجهة الزبيريين ، وقد كان الزبيريون حكام الحجاز ، وكان من جهة أخرى في مواجهة الحكام الأمويين . . وقد استولى على العراق ، وقتل من قدر عليه ممن شارك في قتل الإمام الحسين [عليه السلام] في كربلاء ، وهذا ذنب عظيم ، لا يمكن أن يغفره له أي من هذين الفريقين .
وقد قدّر له أن يواجه الفشل في حركته . . فلاحقه أعداؤه في كلا الجانبين بحملة إعلامية مسعورة ، أدت إلى تشويه صورته ، ونسبة العظائم إليه . .
هذا وقد كان للتيار الزبيري دور هام في تكوين الفكر لدى غير الشيعة ، وذلك على يد عروة بن الزبير ، الذي كان يستفيد من موقع خالته عائشة ، ونفوذها القوي . . ثم من قرابته من أبي بكر بصورة عامة .
5 ـ إن المختار نفسه قد ساعد ـ فيما يظهر ـ على إشاعة بعض الأخبار عنه ، حيث كان يمارس مع أهل العراق ـ الذين عرف فيهم آنئذٍ السطحية والجهل ـ أساليب تؤدي إلى اتهامه بذلك ، ومن شواهد سطحيتهم ، ما يذكرونه من أن قاتل الإمام الحسين [عليه السلام] يأتي إلى ابن زياد ويقول له :
إملأ ركابي فضــة وذهباً *** إني قتلت السيد المحجبا
قتلت خير النـاس أماً وأباً *** وخيرهم إذ ينسبون نسباً
فقال له ابن زياد : إن كان الأمر كذلك فلم قتلته . وحرمه من الجائزة . فكان يتوسل إلى التأثير عليهم ، في طاعتهم له ، وفي الاندفاع لحرب أعدائه بأمور يوهمهم أنها ترتبط بالرعاية الإلهية لهم ، واللطف الرباني بهم . .
وكان يخرج لهم كرسياً ، زاعماً أن هذا الكرسي فيهم مثل تابوت السكينة الذي كان في بني إسرائيل . .
فكانت هذه الحركات منه تؤثر في اندفاع الكثيرين لنصرته بكل حماس وشجاعة . . ويتفانون في طاعته . .
ولكن ذلك قد شكل مادة مؤثرة في تشويه صورته ، وفي نسبة العظائم إليه . وسهل على الناس تصديق ذلك فيه وعنه . .
والحمد لله رب العالمين 1 .

لمزيد من المعلومات يمكنكم مراجعة الروابط التالية:

  • 1. مختصر مفيد . . ( أسئلة وأجوبة في الدين والعقيدة ) ، السيد جعفر مرتضى العاملي ، « المجموعة الرابعة » ، المركز الإسلامي للدراسات ، الطبعة الأولى ، 1423 ـ 2002 ، السؤال (235) .