الأبحاث و المقالات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع بالضرورة ، بل تعبر عن رأي أصحابها

ميزان الحسن والقبح في الاسماء

نص الشبهة: 

لماذا أطلق الأئمة (عليهم السلام) على بعض أولادهم أسماء غير مستحسنة. مع أن الأوامر قد صدرت عنهم لنا بلزوم تحسين اسم الولد .. مثل كلمة العباس .. فإن معناه كثير العبوس ، وهو أمر غير مستحسن . .

الجواب: 

هناك أسماء وألقاب وقد نهي عن التسمية بها، لما لها من أثر تلقيني إيحائي، يثير في النفس الإنسانية معان لا يريد الشارع لها أن تعيشها، مثل: مالك، وخالد، وأبي جهل، فإن المالك هو الله سبحانه ولا خلود في هذه الحياة لأحد  والجهل مرفوض جملة وتفصيلاً.
وهناك أسماء تذكِّر بموجودات طاغية، ومفسدة مثل أسماء أبناء الشيطان، كأبي مرة، وأسماء الجبابرة مثل نمرود، أو الحكم، أو فرعون، أو هبل، ونحو ذلك .. بل إن الله سبحانه يريد لهذه النفس أن تعيش حالة من السهولة، وعدم التعلق بالدنيا، وان تذكر الموت الذي يبعدها عن الغرور، ويجعلها بصدد ضبط سلوكها وحركتها في الحياة، وعدم تجاوز الحدود المرسومة ..
وهناك أسماء تشير إلى معان حياتية، يرغب فيها العقلاء، مثل عادل، وكريم ونحو ذلك .. ويلحق بذلك في بعض الظروف والمجتمعات التسمية بكلب، وجحش، وأسد، وغير ذلك مما يشير إلى معان مطلوبة، كالوفاء، والتحمل، أو طول العمر، أو الشجاعة أو التخويف للعدو، وما إلى ذلك.
وربما يكون اسم «العباس» وحمزة، في بداية التسمية به من هذا القبيل، حيث يهولون على أعدائهم بأسماء رجالهم .. ولعل بعضها أريد بالتسمية به إحياء ذكر واسم بعض الشخصيات التي يفتخر بها، ويراد التغني بما قدمته من إنجازات، أو صنعته من أمجاد، وهذا مثل تسمية أمير المؤمنين (عليه السلام)، ولده عثمان، حيث إنه سماه بذلك حباً بسلفه عثمان بن مظعون ..
أما إذا كانت تلك الأسماء تحمل معنى فيه ابتذال ومهانة اجتماعية، فالتسمي بها محظور على المؤمن .. وليس في اسم العباس أي معنى من معاني الابتذال والمهانة 1 .

  • 1. مختصر مفيد . . (أسئلة و أجوبة في الدين والعقيدة)، للسيد جعفر مرتضى العاملي، «المجموعة الأولى» المركز الإسلامي للدراسات، الطبعة الأولى، 1423 ـ 2002 ، السؤال (91) .