نشر قبل 18 سنة
تقيمك هو: 4. مجموع الأصوات: 83
القراءات: 7157

السائل: 

اسعد مانع

العمر: 

37

المستوى الدراسي: 

الدولة: 

المدينة: 

بغداد

هل احكام الائمة عليهم السلام ناتجة عن مدرسة الرسول صلى الله عليه و اله ام من اجتهادهم ... ؟

السوال: 

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم
هل احكام الائمة الاطهار عليهم السلام في امور الدين و الدنيا ناتجة عن مدرسة الرسول الاعظم ( صلى الله عليه و اله وسلم ) ام من اجتهادهم الشخصي و علمهم الالهي .
و جزاكم الله خير الجزاء

الجواب: 

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ، و بعد :
الرسول المصطفى محمد ( صلى الله عليه و آله ) هو خليفة الله عز و جل في خلقه و أمين وحيه و مُبيِّنُ شريعة الله و أحكامه لعباد الله ، و الأئمة الإثنى عشر الأطهار المعصومون ( عليهم السلام ) هم خليفة رسول الله ( صلى الله عليه و آله ) و أمناء الله في خلقه بعد النبي ، و قد استمدوا علومهم من الرسول ( صلى الله عليه و آله ) الذي استمد علومه كلها من الله عز و جل عن طريق الوحي ، و هذه حقيقة صرَّح بها الرسول نفسه أولاً ، ثم صرَّح بها الأئمة من بعده .
فالأئمة ( عليهم السلام ) من عترة الرسول ( صلى الله عليه و آله ) عندهم مواد العلم و أصوله و لا يقولون شيئا برأي و لا قياس ، بل ورثوا جميع العلوم عن النبي ( صلى الله عليه و آله ) ، و أنهم أمناء الله على أسراره .
قال الله عز و جل في رسوله المصطفى ( صلى الله عليه و آله ) : { وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى * عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى } ، ( سورة النجم : 3 - 5 ) .
روي عن أحمد بن حنبل في مسنده ، حدثنا أبو النَّضر ، حدثنا محمد ـ يعني ابن طلحة ـ ، عن الأعمش ، عن عطيَّة العَوفي ، عن أبي سعيد الخُدْري ، عن النبي ( صلَّى الله عليه و آله ) ، قال : " إنّي أُوشكُ أن أُدعى فأُجيب ، و إني تاركٌ فيكم الثَّقَلَين ، كتابَ اللهِ عَزَّ و جَلَّ ، و عِتْرَتي ، كتاب الله حَبلٌ ممدود من السماء إلى الأرض ، و عترتي أَهْلُ بيتي ، و إن اللطيف الخبير أَخبرني أَنهما لَن يفترقا حتى يَرِدا عليّ الحوض ، فَانْظُرُوني بِمَ تَخلُفُونِي فيهما " ( مسند أحمد : حديث : 10707 ، و يراجع الحديث في صحيح مسلم ، إذ أخرجه في : 4 / 1873 ، عن زيد بن أرقم ) .
و عن حمزة بن يعلى ، عن أحمد بن النضر ، عن عمرو بن شمر ، عن جابر ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) قال : " يا جابر إنا لو كنَّا نحدثكم برأينا و هَوانا لكنا من الهالكين ، و لكنا نحدثكم بأحاديث نكنزها عن رسول الله ( صلى الله عليه و آله ) كما يكنز هؤلاء ذهبهم و فضتهم " ، ( بحار الأنوار : 2 / 172 ) .
و جاء في بصائر الدرجات‏ عن ابن يزيد ، عن ابن أبي عمير ، عن ابن أذينة ، عن الفضيل ، عن أبي جعفر ـ أي الإمام محمد بن علي الباقر ـ ( عليه السلام ) قال : " لو أنا حدثنا برأينا ضللنا كما ضل من كان قبلنا ، و لكنا حدثنا ببيِّنة من ربنا بيَّنها لنبيه ( صلى الله عليه و آله ) فبيَّنه لنا " ، ( بحار الأنوار : 2 / 172 ، نقلاً عن بصائر الدرجات ) .
و عن عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ ، عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ وَ حَمَّادِ بْنِ عُثْمَانَ وَ غَيْرِهِ ، قَالُوا : سَمِعْنَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ـ أي الإمام جعفر بن محمد الصادق ـ ( عليه السلام ) يَقُولُ : " حَدِيثِي حَدِيثُ أَبِي ، وَ حَدِيثُ أَبِي حَدِيثُ جَدِّي ، وَ حَدِيثُ جَدِّي حَدِيثُ الْحُسَيْنِ ، وَ حَدِيثُ الْحُسَيْنِ حَدِيثُ الْحَسَنِ ، وَ حَدِيثُ الْحَسَنِ حَدِيثُ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ( عليه السلام ) ، وَ حَدِيثُ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ حَدِيثُ رَسُولِ اللَّهِ ( صلى الله عليه وآله ) ، وَ حَدِيثُ رَسُولِ اللَّهِ قَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ " ( الكافي : 1 / 53 ) .
إلا أن الأئمة ( عليهم السلام ) قد لا يُسندونها إما إختصاراً و إما بسب بيانهم ذلك من قبل كما صرَّح بذلك الإمام الصادق ( عليه السلام ) ، و قد يُسندون أحاديثهم كما في حديث الإمام الرضا ( عليه السلام ) المعروف بحديث سلسلة الذهب .
عن إسحاق بن راهويه ، قال لما وافى أبو الحسن الرضا ( عليه السلام ) نيسابور و أراد أن يرحل منها إلى المأمون اجتمع إليه أصحاب الحديث ، فقالوا له : يا ابن رسول الله ترحل عنا و لا تحدثنا بحديث فنستفيده منك ؟
و قد كان ـ أي الإمام الرضا ( عليه السلام ) ـ قعد في العمارية ، فأطلع رأسه و قال : " سمعت أبي موسى بن جعفر يقول ، سمعت أبي جعفر بن محمد يقول ، سمعت أبي محمد بن علي يقول ، سمعت أبي علي بن الحسين يقول ، سمعت أبي الحسين بن علي يقول ، سمعت أبي أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) يقول ، سمعت رسول الله ( صلى الله عليه و آله ) يقول ، سمعت جبرئيل يقول ، سمعت الله عز و جل يقول : لا إله إلا الله حصني ، فمن دخل حصني أمن من عذابي ، ـ فلما مرت الراحلة نادانا ـ بشروطها ، و أنا من شروطها " ، ( الأمالي للصدوق : 235 ) .
و لنعم ما قال الشاعر :
إذا شئت أن ترضى لنفسك مذهبا * ينجيك يوم البعث من ألم النار
فدع عنك قول الشافعي و مالك * و أحمد و النعمان أو كعب الأحبار
و والِ أناسا قولهم و حديثهم * روى جدُنا عن جبرئيل عن الباري‏