الأبحاث و المقالات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع بالضرورة ، بل تعبر عن رأي أصحابها

التناقض في رد رواية منكر الامامة

نص الشبهة: 

يتناقض الشيعة فيردون رواية من أنكر إماماً من أئمتهم، فردوا روايات الصحابة لأجل هذا، ثم نجدهم لا يفعلون ذلك مع من أنكر بعض أئمتهم من أسلافهم الشيعة! فقد أكد شيخهم الحر العاملي على أن الإمامية عملت بأخبار «الفطحية» (أتباع عبد الله «الأفطح» ابن جعفر الصادق.) وأخبار «الواقفية» (هم الذين وقفوا على موسى بن جعفر فلم يقولوا بإمامة من بعده.) وأخبار «الناووسية» (أتباع رجل يقال له ناووس أو ابن الناووس. يقولون بأن جعفر بن محمد لم يمت، وهو المهدي.)، وكل هذه الطوائف الثلاث تنكر بعض أئمة الشيعة الاثني عشرية، ومع ذلك يعدون جملة من رجالها ثقات (انظر على سبيل المثال: رجال الكشي، (الصفحات: 563، 565، 570، 612، 616، 597، 615).). ولا يفعلون هذا مع صحابة رسول الله (صلی الله علیه و آله)!

الجواب: 

بسم الله الرحمن الرحيم
وله الحمد، والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. وبعد..
فإننا نجيب بما يلي:
أولاً: إن الشيعة لا يردُّون خبر من ثبتت وثاقته، فقد رووا عن من أنكر بعض أئمتهم من أسلافهم الشيعة، كالفطحية والإسماعيلية وغيرهم. كما أنهم قد عملوا بأخبار كثير من الصحابة الذين ثبتت لهم وثاقتهم واستقامتهم، وكتبهم مملوءة بهذه الأحاديث، فما معنى ادعاء السائل: بأن الشيعة لا يعدون أحداً من الصحابة في الثقاة، ولا يأخذون عنهم أخبارهم..
والحقيقة هي: أن الشيعة يردون أخبار من نهى الله تعالى ورسوله «صلى الله عليه وآله» عن الأخذ بروايتهم، من أمثال الوليد بن عقبة، ومروان بن الحكم، والمغيرة بن شعبة، ومعاوية، وطلحة والزبير، إلا فيما احتفَّ بقرينة الصحة، ككونه اعترافاً منهم بما يحرصون على طمسه وإخفائه، كما لو كان من فضائل علي « عليه السلام » الذي كانوا يعادونه، ويحقدون عليه، ويحاولون تنقصه، وإنكار فضائله.. أو ما كان يمثل إقراراً منهم على أنفسهم بما يدينهم..
ثانياً: إن الشيعة يسألون الذين يحكمون بعدالة كل صحابي، هل يأخذون بأخبار الوليد بن عقبة، الصحابي الذي كان والياً لعثمان على الكوفة، وشرب الخمر، وتقيأها في مسجد الكوفة في محراب الصلاة.. وفيه نزل قوله تعالى: ﴿ ... إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَىٰ مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ 1.
وهل يأخذون بأخبار المنافقين الذين يقول الله في القرآن: إنهم كانوا بين الصحابة؟! وكيف يميزونهم عن المخلصين من الصحابة إلا بأفعالهم وممارساتهم التي تدلُّ على التزامهم بالشرع وتقيدهم بأحكامه، أو عدم التزامهم، وإبائهم عن هذا التقيد؟!
وألا يمكن معرفة من هم من أمثال الوليد الذي وصفه الله بالفاسق من خلال هذا النوع من السلوك الذي ظهر في تصرفات الوليد؟!
والصلاة والسلام على عباده الذين اصطفى محمد وآله.. 2

  • 1. القران الكريم: سورة الحجرات (49)، الآية: 6، الصفحة: 516.
  • 2. ميزان الحق.. ( شبهات.. وردود )، السيد جعفر مرتضى العاملي، المركز الإسلامي للدراسات، الطبعة الأولى، 1431 هـ. ـ 2010 م، الجزء الرابع، السؤال رقم (163).