الأبحاث و المقالات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع بالضرورة ، بل تعبر عن رأي أصحابها

التوفيق بين طلب العلم وممارسة الخطابة الحسينية

نص الشبهة: 

أنا من طلبة العلوم الدينية في الحوزة العلمية، وأريد استشارتكم في أمر هام، وهو أني أرغب في صعود المنبر الحسيني، وأجده يتعارض مع دروسي في الحوزة العلمية، بمعنى أنه قد يتسبب في تأخيري عن بعض الدروس، فأنا بين أمرين: هل أترك الخطابة الحسينية؛ لئلا أتأخر في الدراسة، أو أمارس رغبتي وأتحمل التأخر؟

الجواب: 

لا يخفى عليك أن المنبر الحسيني في عصرنا الحاضر صار وسيلة مهمة للتواصل مع المجتمع، ولنفع المؤمنين، بالإضافة إلى أنه صار يوفر لطالب العلم دخلاً جيداً يستعين به طالب العلم في أمور حياته، ويعينه أيضا في مواصلة طلب العلم، ويحفظ ماء وجهه عن استجداء هذا أو ذاك.
وعليه، فإنا أقترح عليك أن تمارس الخطابة بشكل جزئي، وفي أوقات محدودة، لتوفق بين طلب العلم وبين ممارسة الخطابة، فلا تهمل الخطابة كليا بحيث لا تتمكن بعد ذلك من صعود المنبر وإفادة الناس، ولا تجعل جل اهتمامك بالخطابة، بحيث يكون انشغالك بها يطغى على اهتمامك بطلب العلم.
ويمكنك أن تمارس الخطابة في أوقات العطل الدراسية خلال العام، ومنتصف العام، وخلال العطلة الصيفية، وشهر رمضان، وشهر محرم، وأما باقي العام فتخصصه لطلب العلم فقط.
وإذا تمكنت من ترتيب وقتك وتنظيمه، فإنك ستجد عندك وقتاً كثيراً لممارسة الخطابة، ولطلب العلم، وأما إذا كان وقتك غير منظم، فإنك ستجد نفسك مذبذباً بين هذا وذاك، وربما يؤثر ذلك على مسيرتك العلمية، وينعكس على مستوى خطابتك.
ولو وجدت أن انشغالك بالخطابة قد يؤخرك قليلاً عن الدرس، فإن الفائدة التي ستحصل عليها من الخطابة، سواء أكانت فائدة أخروية، أم اجتماعية، أم مالية، تستحق قليلاً من التأخر في طلب العلم.
وأسأل الله تعالى أن يوفقك لما يحبه ويرضاه، وأن يجعلك ممن ينفع هذا المذهب، ومن الذابين عنه، بحق محمد وآله عليه وعليهم أفضل الصلاة وأزكى التسليم، والله يحفظك ويرعاك1.

  • 1. نقلا عن الموقع الرسمي لسماحة الشيخ علي ال محسن حفظه الله.