الأبحاث و المقالات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع بالضرورة ، بل تعبر عن رأي أصحابها

المعسكر الاموي يقتل رضيعا للحسين

نص الشبهة: 

لو تكرّمتم بالحديث عن عبد الله الرضيع، وهل حقّاً ما يقوله الخطباء أنّه قُتِل وهو على يد أبيه الحسين (ع)؟

الجواب: 

ذكر أكثر المؤرّخين 1 أنّ طفلاً رضيعاً للحسين (ع) قُتِل وهو في يده أو في حجره، وهذا المقدار ليس فيه ريب، نعم وقع الخلاف بين المؤرّخين في اسمه فقد ذكر الشيخ المفيد في الإرشاد 2 أنّ اسمه عبد الله، وذكر ذلك أيضاً ابن الاثير في االكامل 3 وأبو الفرج الأصفهاني في مقاتل الطالبيّين 4 والطبري في تاريخه 5 وابن كثير في البداية والنهاية 6، هذا وقد ورد في زيارة الناحية المنسوبة للإمام الحُجّة(عج) "السلام على عبد الله الرضيع المرمي الصريع المتشحِّط دماً المذبوح بالسهم في حجر أبيه" 7
وفي مقابل ذلك ذكر ابنُ شهر آشوب في المناقب 8 أنَّ الرضيع المقتول في يد أبيه يوم العاشر اسمه عليٌّ الأصغر، وذكر ذلك أيضاً ابنُ أعثم في كتاب الفتوح 9، ومحمد بن سعد في طبقاته 10والطبري في تاريخه 5.
ولا بأس في المقام بذكر كيفيّة قتل هذا الرضيع، ونذكر في ذلك مجموعة مِن النصوص:
النص الأوّل: ذكر ابن أعثم في كتاب الفتوح قال: "فبقيَ الحسين فريداً وحيداً وليس معه ثانٍ إلاّ ابنه عليٌّ رضي الله عنه... وله ابن آخر يُقال له عليٌّ في الرضاع فتقدّم إلى باب الخيمة فقال: ناولوني ذلك الطفل حتّى أودّعه، فناولوه الصبي فجعل يُقبِّله وهو يقول: "يا بنيّ ويلٌ لهؤلاء القوم إذا كان غداً خصمهم جدّك محمّد (ص)، قال: " وإذا بسهمٍ قد أقبل حتى وقع في لبَّةِ الصبيّ قتله فنزل الحسين رضي الله عنه عن فرسه وحفرَ له بطرف السيف ورمَّله بدمه وصلَّى عليه ودفنه..." 9.
وذكر الطبرسي في الاحتجاج قريباً مِن هذا النصّ إلاّ أنّه أفاد أنَّ اسم الرضيع المقتول عبد الله 11.
النص الثاني: ما رواه الطبري عن أبي جعفر الباقر (ع) أنّه قال: " فُقتل أصحاب الحسين (ع) كلُّهم وفيهم بضعة عشر شابّاً مِن أهل بيته، وجاء سهمٌ فأصاب ابناً له معه في حجره، فجعل يمسحُ الدم عنه ويقول: "اللهمَّ احكم بيننا وبين قومٍ دعَوْنا لينصرونا فقتلونا..." 5.
وعن الشيخ المفيد أنّه قال: فتلقَّى الحسينُ(ع) دمَه حتّى امتلأتْ كفُّه ثمّ رمى به إلى السماء 12.
وذكر ذلك ابنُ كثير في البداية والنهاية 6.
وأضاف السيِّدُ ابن طاووس في كتابه الملهوف: أنَّ الحسين (ع) عندما رمى بالدم إلى السماء قال: "هوَّن عليَّ ما نزل بي أنَّه بعين الله"، قال الباقر (ع): فلم يسقط مِن ذلك الدم قطرةٌ إلى الأرض. وروى ابنُ شهر آشوب ذلك إلاّ أنّه قال: "لم يرجع مِنه شيء"13.
وروى ذلك ابو الفرج الاصفهاني في مقاتل الطالبيين 14.
النص الثالث: ما ذكره الشيخ المفيد في الإرشاد: "ثمّ جلس الحسينُ أمام الفسطاط فأُتي بابنه عبد الله بن الحسين (ع) وهو طفلٌ فأجلسه في حجره فرماه رجلٌ مِن بني أسد بسهمٍ فذبحه فتلقّى الحسينُ (ع) دمَه في كفِّه فلمَّا امتلأ كفُّه، صبَّه في الأرض ثمّ قال: "يا ربِّ إنْ حبستَ عنّا النصر مِن السماء فاجعل ذلك لِما هو خيرٌ مِنه، وانتقم لنا مِن هؤلاءِ القوم الظالمين ثمّ حمله حتّى وضعه مع قتلى أهل بيته" 12.
ونقل ذلك أيضاً العلاّمة المجلسي في البحار 15.
النص الرابع: ما ذكره سبط بن الجوزي في التذكرة عن هشام بن محمّد الكلبي قال: لمَّا رآهم الحسين (ع) مصرِّين على قتله أخذ المصحف ونشره وجعله على رأسه ونادى: "بيني وبينكم كتابُ الله وجدِّي محمَّدٌ رسول الله (ص) يا قوم بمَ تستحلُّون دمي... إلى أنْ قال: فالتفتَ الحسين (ع) فإذا بطفلٍ له يبكي عطشاً فأخذه على يده وقال: يا قوم إنْ لم ترحموني فارحموا هذا الطفل فرماه رجلٌ مِنهم بسهمٍ فذبحه ، فجعل الحسينُ يبكي ويقول: " اللهمَّ احكُم بيننا وبين قوم دعَوْنا لينصرونا فقتلونا..." 16.
وهناك نصوص أخرى قريبةٌ ممّا ذكرنا أعرضنا عن ذكرها خشية الإطالة.
راجع تاريخ اليعقوبي 17، وتاريخ الطبري 18، والأخبار الطوال 19، وغيرها مِن كتب التأريخ التي تصدَّت لبيان مقتل الحسين (ع).
والحمد لله ربِّ العالمين20.

  • 1. مقتل الحسين للخوارزمي ج2 ص 91 ، تاريخ الطبري ج 4 ص 293 ، المنتظم في تاريخ الأمم ج5 ص 340 ، مناقب آل أبي طالب - ابن شهر آشوب - ج 3 ص 257/ بيع المودة لذوي القربى - القندوزي - ج 3 ص 78/ مقاتل الطالبيين - أبو الفرج الأصفهانى - ص 60.
  • 2. الإرشاد - الشيخ المفيد - ج 2 ص 108 وصرّح بذلك ايضا في كتابه الاختصاص - الشيخ المفيد - ص 83.
  • 3. الكامل في التاريخ - ابن الأثير - ج 4 ص 92.
  • 4. مقاتل الطالبيين - أبو الفرج الأصفهانى - ص 59.
  • 5. a. b. c. تاريخ الطبري - الطبري - ج 4 ص 359.
  • 6. a. b. البداية والنهاية - ابن كثير- ج8 ص186.
  • 7. المزار - محمد بن المشهدي - ص 488/ إقبال الأعمال - السيد ابن طاووس - ج 3 ص 74/ بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج 45 ص 66/ العوالم، الإمام الحسين (ع) - الشيخ عبد الله البحراني - ص 336.
  • 8. مناقب آل أبي طالب - ابن شهر آشوب - ج 3 ص 257.
  • 9. a. b. كتاب الفتوح - أحمد بن أعثم الكوفي - ج 6 ص 15.
  • 10. الطبقات الكبرى - محمد بن سعد - ج 5 ص 211.
  • 11. الاحتجاج - الشيخ الطبرسي - ج 2 ص 25.
  • 12. a. b. الإرشاد - الشيخ المفيد - ج 2 ص 108.
  • 13. اللهوف في قتلى الطفوف - السيد ابن طاووس - ص 69.
  • 14. مقاتل الطالبيين - أبو الفرج الأصفهانى - ص 60.
  • 15. بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج 45 ص 47.
  • 16. تذكرة الخواص - ابن الجوزي -ص252.
  • 17. تاريخ اليعقوبي - اليعقوبي - ج 2 ص218.
  • 18. تاريخ الطبري - الطبري- ج6 ص259.
  • 19. الأخبار الطوال - الدينوري - ص318.
  • 20. المصدر: موقع سماحة الشيخ محمد صنقور حفظه الله.

تعليق واحد

صورة المنار القصبى

اللعنة

والله انى لخجول ولو بيدى الامر لطلبت العذاب لامة خذلت الحسين ووافقت على قتله دون استحياء وماذا تركتم لبنى اسرائيل فانتم الان اسوأ منهم وجهنم اصبحت ممهدة لامة محمد التى تكتحل فى عاشوراء . يالخذى مذهبنا السنى ولقد تركته بالفعل لانه لايمت عن دين بل نسميه شيئا اخر غير دين الله..اى اسلام تتحدثون عنه يا مشائخ الباطل وشيوخ جهنم..انتم مليونيرات تخطبون الخطبة بالشئ الفلانى وعندنا فى مصر التى تدعى الاسلام ..كناندرس عبقرية خالد فى الثانوية العامة فلم لم تخبرونا انه قتل مالك بن نويرة وهو صحابى جليل بل وزنى واغتصب امراته دون عدة..انها عبقريات السفاحين التى درسوها لنا فى الثانوية العامة ..وليست عبقرية انسان..لماذا لم تدرسوا لنا عبقريات اهل البيت مثلا ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ الا يكفيكم الامام على الذى حين قرات له نهج البلاغة ضربت وجهى بالحذاء على تفريطى فى امر الله...منكم لله ايها السفلة