الأبحاث و المقالات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع بالضرورة ، بل تعبر عن رأي أصحابها

توبة جعفر ابن الامام الهادي

نص الشبهة: 

هل صحيح أن جعفر الكذاب ابن الإمام الهادي عليه السلام قد تاب عن عمله الذي ادَّعى به الإمامة كذباً وهل توجد روايات بهذا المضمون؟

الجواب: 

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. وبعد..
بالنسبة لجعفر ابن الإمام الهادي عليه السلام، أقول:
روى الطوسي رحمه الله، توقيعاً صادراً عن الإمام الحجة صلوات الله عليه، جاءت فيه عبارات قوية وصارمة حول هذا الرجل، مثل قوله: «وقد ادَّعى هذا المبطل، المفتري على الله، الكذب بما ادعاه الخ..» 1 فراجع، فإن فيها كلمات قوية وصريحة في التجريح بجعفر هذا...
وهناك توقيع آخر أشد منه، لكنه لم يصرح باسم جعفر، لكن يظهر من لحن الكلام أنه هو المقصود فراجعه.. 2.
وهناك توقيع ثالث وصف من يدَّعي الإمامة سواه عليه السلام ـ والحديث إنما هو عن ادِّعاء جعفر لها ـ بقوله:
«ولا يدَّعيه غيرنا إلا ضال غوي الخ..» 3.
وروي أن الإمام الهادي عليه السلام لم يظهر سروراً وقت ولادته، وقال: إنه سيضل خلقاً كثيراً.. 4.
وأما توبته فليس ثمة دليل صالح لإثباتها..
نعم، قد استدل على ذلك السيد محمد صادق الصدر، بالتوقيع الصادر عن الإمام عليه السلام، بواسطة السفير الثاني محمد بن عثمان العمري، يجيب فيه على أسئلة إسحاق بن يعقوب، وقد جاء فيه:
«وأما سبيل عمي جعفر وولده، فسبيل إخوة يوسف عليه السلام» 5..
قال: «يشير بذلك إلى عفو الله تعالى عن إخوة يوسف عليه السلام، بعد أن كانوا قد ناصبوه العداء، وغرروا به»..
إلى أن قال: «وهذا البيان من الإمام المهدي يدل على العفو عن جعفر، لنفس السبب الذي عفي به عن إخوة يوسف، وهو اعتذارهم، ورجوعهم إلى الحق، وتوبتهم عما فعلوه» 6.
غير أننا نقول: إن هذا الكلام لا يمكن قبوله في صورته الظاهرة، إذ لعله عليه السلام قد شبه عمه وأولاده، بإخوة يوسف من حيثية أخرى، هي: أن الذي دعاهم إلى الكيد له، هو حسدهم، وحبهم للدنيا، وإيثارهم لها..
ولسنا بحاجة إلى بيان المفردات التي تدلل على هذا الأمر في تاريخ جعفر هذا..
والحمد لله، والصلاة والسلام على رسوله محمد وآله الطاهرين 7..

  • 1. الغيبة للطوسي ص 175 والبحار ج 50 ص 230 والإحتجاج ج 2 ص 279.
  • 2. الغيبة للطوسي ص 173 والبحار ج 13 ص 247.
  • 3. كمال الدين ج 2 ص 190.
  • 4. كشف الغمة ج 2 ص 385 وراجع: قاموس الرجال ج 2 ص 645 عن الكافي.
  • 5. راجع: تاريخ الغيبة الصغرى ص 337 عن تاريخ سامراء ج 2 ص 249 عن الإحتجاج، والإحتجاج ج 2 ص 283 ط سنة 1386، وراجع: الغيبة للطوسي ص 176 والبحار ج 50 ص 223.
  • 6. تاريخ الغيبة الصغرى ص 237.
  • 7. مختصر مفيد.. (أسئلة وأجوبة في الدين والعقيدة)، السيد جعفر مرتضى العاملي، «المجموعة التاسعة»، المركز الإسلامي للدراسات، الطبعة الأولى، 1424 هـ ـ 2004 م، السؤال (533).