الأبحاث و المقالات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع بالضرورة ، بل تعبر عن رأي أصحابها

رد اباطيل عثمان الخميس حول مسالة عدالة الصحابة جميعا و ايضا ارتدادهم

نص الشبهة: 

قال عثمان الخميس: (ثم بعد هذا كله الحديث لا يستدل به الخوارج ولا النواصب ولا المعتزلة، وإنما يستدل به الشيعة على ارتداد أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، فيقال لهم: وما الذي يخرج عليّاً والحسن والحسين وحمزة والعباس وغيرهم من أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم ما الذي يمنع أن يكونوا من الذين ارتدوا؟ نحن لا نقول بردتهم وحاشاهم، بل نحن نقول بإمامتهم ونقول بأنهم من أهل الجنة كما قال النبي صلى الله عليه وسلم عن علي رضي الله عنه لما كانوا على حراء أثبت حراء، فإنما عليك نبي أو صديق أو شهيد، وكان علي مع النبي صلى الله عليه وسلم وهو من أهل الجنة. وثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنّه قال عن الحسن والحسين: «سيّدا شباب أهل الجنة») (حقبة من التاريخ صفحة 152.).

الجواب: 

أقول:
أولاً: لا يقول الشيعة أن كل الصحابة من بعد رسول الله صلى الله عليه وآله قد ارتدوا عن دين الإسلام، فمن يدّعي على الشيعة هذا فهو كذاب أشر، وهذا الحديث إنما يأتي به الشيعة كدليل على عدم عدالة جميع الصحابة، لأن الحديث فيه صراحة على أن منهم من سيغيّر ويبدل بعد رسول الله صلى الله عليه وآله ويرتكب من الموبقات ما يؤدي به إلى الدخول إلى النار والعياذ بالله، فهذا الحديث ينفي العدالة المدعاة لجميع الصحابة من قبل أهل السنة.
ثانياً: إن ما يجعلنا نخرج علياً والحسن والحسين عليهم السلام من جملة المرتدين أدلة متواترة لا روايات آحاد، أمّا علي عليه السلام فإن النبي صلى الله عليه وآله قال عنه يوم غدير خم: «من كنت مولاه فعلي مولاه» وهذا الحديث من الأحاديث المتواترة التي يقطع المطلع على طرقها بصدور هذا الحديث من رسول الله صلى الله عليه وآله، وسواء فسرنا هذا الحديث بأن المراد بالولاية فيه المحبة والمودة والنصرة كما يذهب إلى ذلك جمهور أهل السنة، أم يراد بها الولاية على الناس في أمورهم وشؤونهم الدينية والدنيوية كما يذهب إلى ذلك الشيعة الإمامية قاطبة، فإن النبي صلى الله عليه وآله لن يأمر بهذه المولاة لو كان يحتمل أن عليّاً عليه السلام سيغيّر ويبدل من بعده، فحاشاه أن يأمر بموالاة من يكون عرضة إلى مخالفة الشريعة، والانجراف في سبيل الباطل والهوى، فمن أمر رسول الله صلى الله عليه وآله بمولاته عليه السلام علمنا أنّه لن يغيّر ولن يبدل بعد رسول الله صلى الله عليه وآله، وأنّه ممن سيكونون على نهج الحق القويم وصراط الله المستقيم.
وأمّا بالنسبة إلى الإمامين الجليلين الحسن والحسين عليهما السلام فإننا نخرجهم من جملة المرتدين بحديث متواتر عن رسول الله صلى الله عليه وآله لا بحديث آحاد غير مقطوع بصدوره عنه صلى الله عليه وآله، وهذا الحديث هو قول رسول الله صلى الله عليه وآله: «الحسن والحسين سيّدا شباب أهل الجنة»، فإن هذا الحديث مما تواتر عن رسول الله صلى الله عليه وآله، رواه عنه عدد كبير من الصحابة، الأمر الذي يقطع معه المتتبع لطرقه بصحة صدوره عن رسول الله صلى الله عليه وآله.
وأما الدليل على إخراجهم جميعاً ـ أعني الثلاثة، الإمام علي والإمام الحسن والإمام الحسين عليهم السلامـ من جملة المرتدين فآية التطهير التي دلّت الأحاديث المتواترة عن رسول الله صلى الله عليه وآله أنّها نزلت فيهم، فهي إخبار عن طهارتهم عليهم الصلاة والسلام، فتكون هذه الآية كافية للدلالة على حسن عاقبة هؤلاء 1.

  • 1. هذا الموضوع رَدُّ على شبهة طرحها عثمان الخميس ضمن مجموعة من الشبهات الأخرى التي أثارها ضد مذهب أهل البيت (عليهم السلام)، و قد قام سماحة الشيخ حسن عبد الله العجمي بالرد عليها، و هذا الرد هو أحد تلك الردود، هذا و قد نُشرت مجموع هذه الردود في الموقع الرسمي لسماحته.