الأبحاث و المقالات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع بالضرورة ، بل تعبر عن رأي أصحابها

سجود علي حين الولادة

نص الشبهة: 

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين . .

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته . . أشكل علينا أحد الوهابية . . أن الإمام علياً عليه السلام عندما ولد سجد، وكانت في الكعبة أصنام! فسجوده كان للأصنام! فما هو تعليق سماحتكم على ذلك؟

الجواب: 

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين ..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. وبعد ..
بالنسبة للسؤال عن سجود الإمام علي عليه السلام في الكعبة، نقول:
أولاً: إن الله لم يطلع هذا الوهابي على غيبه، ولا أخبره به نبي، ولا وصي ..
ثانياً: إن النص التاريخي يقول: إنه سجد لله، وشهد بالوحدانية ، وبالرسالة .. 1 .
وفي نص آخر سجد على الأرض، وهو يقول: أشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله، وأشهد أن علياً وصي محمد رسول الله، وبمحمد ختم الله النبوة، وبي تتم الوصية، وأنا أمير المؤمنين .. 2.
وفي نص آخر: أنه عليه السلام لما ولد سجد لله على الأرض ، وحمده 3.
فلا معنى لادِّعاء أنه عليه السلام قد سجد للأصنام!!
ثالثاً: إن قول هذا القائل حجة عليه، فهل يستجيز لنفسه أن يغير دينه، ويعبد الأصنام، والعياذ بالله، استناداً إلى أن المعجزة قد ظهرت له فيها؟! .. وهل يمكن أن يظهر الله أمراً يوجب التغرير بعباده، ويوقعهم في الشبهة؟! تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً، ولأجل ذلك نقول: إن كل من يسمع منه هذا القول لا بد أن يعلن تكذيبه له، وسخريته به، ويعتقد أن الله لا يصنع للأصنام أي شيء يدل على علو شأنها، وبذلك يحقق توحيد الله، وتنزيهه تبارك وتعالى ..
وأخيراً: فإنني لا أدري ماذا يقول هذا الرجل عن أهل نحلته، الذين ما زالوا يقولون عن علي عليه السلام إذا ذكروه: كرم الله وجهه، وحجتهم في ذلك هي أنه لم يسجد لصنم قط.
والحمد لله، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطاهرين ..
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته 4 . .

  • 1. راجع : مستدرك سفينة البحار ج 6 ص 282 . .
  • 2. البحار ج 35 ص 13 و14 وروضة الواعظين ص 68 ـ 71 والأنوار العلوية للشيخ جعفر النقدي ص 36 و37 ومناقب آل أبي طالب ج 3 ص 38 .
  • 3. مناقب آل أبي طالب ج 3 ص 38 والبحار ج 39 ص 48 .
  • 4. مختصر مفيد . . (أسئلة وأجوبة في الدين والعقيدة)، السيد جعفر مرتضى العاملي، «المجموعة التاسعة»، المركز الإسلامي للدراسات، الطبعة الأولى، 1424 هـ ـ 2004 م ، السؤال (491).