الأبحاث و المقالات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع بالضرورة ، بل تعبر عن رأي أصحابها

غناء اهل المدينة و النبي يرقص باكمامه

نص الشبهة: 

ويذكرون: أن أهل المدينة ما فرحوا بشيء فرحهم برسول الله «صلى الله عليه وآله»، وعن عائشة: لما وصل «صلى الله عليه وآله» المدينة صارت النساء والولائد يقلن:

طلـع البدر علينـا *** من ثنيات الوداع

وجب الشكر علينا *** مـا دعـا لله داع

أيها المبعوث فيـنا *** جئت بالأمر المطاع

فعدل ذات اليمين، حتى نزل بقباء (تاريخ الخميس ج1 ص341 و 342 عن الرياض النضرة، والسيرة الحلبية ج2 ص54، ودلائل النبوة للبيهقي ج2 ص233، ووفاء الوفاء للسمهودي ج1 ص244 وج 4 ص1172 و 1262 وفتح الباري ج7 ص204.).

وفي رواية: فجعل رسول الله يرقص بأكمامه (نهج الحق الموجود في دلائل الصدق ج1 ص389، ولم يعترض عليه فضل بن روزبهان، بل حاول توجيهه وتأويله). وبعد أن مكث في قباء أياماً، وتوجه إلى داخل المدينة، خرجت نساء من بني النجار بالدفوف يقلن:

نحن نساء من بني النجار *** يـا حبذا محمد من جـار

فقال لهن رسول الله «صلى الله عليه وآله» : أتحببنني، في رواية (أتحبوني)؟

قلن: نعم، يا رسول الله.

فقال: والله وأنا أحبكن ، قالها ثلاثاً (وفاء الوفاء ج1 ص263، وفتح الباري ج7 ص204، ودلائل النبوة للبيهقي ج2 ص234 و 235، وتاريخ الخميس ج1 ص341، والسيرة الحلبية ج2 ص61 والبداية والنهاية ج3 ص200.).

قال الحلبي: «وهذا دليل واضح لسماع الغناء على الدف لغير العرس» (السيرة الحلبية ج2 ص61.). واستدل ابن كثير برواية الصحيحين الآتية على جواز الغناء في الأعراس ولقدوم الغياب (البداية ونهاية ج1 ص276.).

الجواب: 

ولكن ذلك لا يصح لما يلي:<--break->

1 ـ ثنية الوداع من جهة الشام

إن ثنيات الوداع ليست من جهة مكة بل من جهة الشام، لا يراها القادم من مكة إلى المدينة، ولا يمر بها إلا إذا توجه إلى الشام 1.
وذكر السمهودي: أنه يوجد مسجد على يسار الداخل إلى المدينة المنورة من طريق الشام 2.
بل هو يقول: «ولم أر لثنية الوداع ذكراً في سفر من الأسفار التي بجهة مكة» 3.
والظاهر: أن مستند من جعلها من جهة مكة ما سبق من قول النسوة، وأن ذلك عند القدوم من الهجرة 3.
ويدل على كون ثنية الوداع من جهة الشام، ما ورد في قدوم النبي «صلى الله عليه وآله» وخروجه من وإلى تبوك وحين قدم من خيبر، ومن الشام وإلى مؤتة، وغزوة العالية، والغابة، وكذا ما ورد عنه في حديث السباق في أمد الخيل المضمرة 4.
وحاول السمهودي تصحيح ما تقدم: بأنهم قد ذكروا أنه «صلى الله عليه وآله» قد مر بدور الأنصار، حين قدم المدينة من قباء، حتى مر بدور بني ساعدة وإنما هي في شامي المدينة، فلم يدخل باطن المدينة إلا من تلك الناحية 5.
وهو كلام عجيب، فإن مروره في دور بني ساعدة لا يقتضي دخول المدينة من ناحيتهم، إذ يمكن أن يدخلها من جهة قباء، ثم تجول به ناقته في دور الأنصار، كما هو صريح ما ذكره، حتى تصل إلى دور بني ساعدة.
كما أن احتماله هذا يدفعه تصريحهم في رواية: طلع البدر علينا، بأنهم لاقوه بهذا الشعر، ثم عدل بهم ذات اليمين إلى قباء، كما تقدم، فإن هذا إنما يتناسب مع قدومه من مكة إلى المدينة، لا من قباء إلى المدينة، كما يقول السمهودي.
فالصحيح: هو أنهم قد لاقوه بهذا الشعر حينما قدم من تبوك لا من مكة كما سيأتي في موضعه إن شاء الله تعالى.

2 ـ استدلال عجيب

إن استدلال الحلبي بتلك الرواية على تجويز الغناء عجيب وغريب ؛ فإن الرواية لا تتضمن إلا أنهم قد أنشدوا الشعر لمقدمه، ولم يكن يصاحب ذلك شيء من المحرمات، بل لم تذكر الرواية: أنه كان هناك ترجيع أم لا.
وإنشاد الشعر ليس بحرام، ولهذا قال بعضهم: «وتعلق أرباب الغناء الفسقة به (أي برواية: طلع البدر) كتعلق من يستحل شرب الخمر المسكر قياساً على أكل العنب، وشرب العصير الذي لا يسكر، ونحو هذا من القياسات، التي تشبه قياس الذين قالوا: إنما البيع مثل الربا» 6.
ولو سلم حرمة سماع صوت الأجنبية، فلا دليل على أن ذلك كان قد شرع حينئذٍ، فإن كثيراً من الأحكام كانت تشرع تدريجاً، كما قالوه في الخمر مثلاً.
كما أنه لا دليل على وجود من يحرم سماع صوته في المنشدين.
ولو سُلِّم، فلعل لم يكن بالإمكان منعهم في ظرف كهذا، أو لا يمكن تبليغهم الحكم الشرعي حينئذٍ ؛ فسكوت النبي «صلى الله عليه وآله» عنهم لعله لمصلحة اقتضت السكوت، ولا يدل ذلك على إمضائه لفعلهم ذاك.

3 ـ ترقيص الأكمام

وأما ترقيص أكمامه «صلى الله عليه وآله»، فهو ينافي المروءة كما اعترف به فضل بن روزبهان 7.
ويقول العلامة المظفر «رحمه الله»: «إن هذا العمل سفه ظاهر، وخلاعة بينة، ومن أكبر النقص بالرئيس، وأعظم منافيات الحياء والمروءة في تلك الأوقات وأشد المباينات للرسالة لإرشاد الخلق بتهذيبهم عن السفه والنقائص، وتذكيرهم بمقربات الآخرة» 8.
هذا، مع غض النظر عن نواهيه «صلى الله عليه وآله» القاطعة عن كل لهو وغناء ورقص، وسنشير فيما يلي إلى بعض من ذلك إن شاء الله.
وبعد ما تقدم: فإننا نعرف ما في الاستدلال بالرواية الأخرى حول غناء نساء بني ساعدة، وضربهم بالدفوف حين استقباله.
ولا بأس بعرض كل ما استدلوا به على حلية الغناء والرقص، ثم مناقشته، ثم طرح القول الحق في المسألة مع بعض أدلته، فنقول:

أدلة حلية الغناء

وقد استدل على حلية الغناء والرقص، بالإضافة إلى ما تقدم بـ:
1 ـ قول الحلبي: «عن أبي بشير: أن النبي «صلى الله عليه وآله» مر وأبا بكر بالحبشة، وهم يلعبون، ويرقصون، ويقولون: يا أيها الضيف المعرج طارقاً.
إلى أن قال: ولم ينكر عليهم، وبه استدل أئمتنا على جواز الرقص، حيث خلا عن التكسر ؛ فقد صحت الأخبار، وتواترت الآثار بإنشاد الأشعار بين يديه «صلى الله عليه وآله»، بالأصوات الطيبة، مع الدف وبغيره، وبذلك استدل أئمتنا على جواز الضرب بالدف، ولو فيه جلاجل» 9.
2 ـ عن بريدة: خرج رسول الله «صلى الله عليه وآله» في بعض مغازيه ؛ فلما انصرف جاءت جارية سوداء، فقالت: إني كنت نذرت: إن ردك الله صالحاً أن أضرب بين يديك بالدف وأتغنى، فقال «صلى الله عليه وآله»: «إن كنت نذرت فاضربي، وإلا فلا»، فجعلت تضرب، فدخل أبو بكر، وهي تضرب، ثم دخل علي وهي تضرب، ثم دخل عثمان وهي تضرب، ثم دخل عمر، فألقت الدف تحت أستها، ثم قعدت عليها، فقال «صلى الله عليه وآله»: «إن الشيطان ليخاف منك يا عمر، إني كنت جالساً وهي تضرب، ثم دخل أبو بكر وهي تضرب الخ..» 10.
3 ـ عن جابر، قال: دخل أبو بكر على رسول الله «صلى الله عليه وآله» وكان يضرب بالدف عنده، فقعد ولم يزجر، لما رأى من رسول الله، فجاء عمر «رض» فلما سمع رسول الله «صلى الله عليه وآله» صوته كف عن ذلك.
فلما خرجا قالت عائشة: يا رسول الله، كان حلالاً فلما دخل عمر صار حراماً؟
فقال «صلى الله عليه وآله»: يا عائشة، ليس كل الناس مرخى عليه 11.
4 ـ روى البخاري ومسلم وغيرهما، عن عائشة: دخل علي رسول الله «صلى الله عليه وآله» وعندي جاريتان تغنيان بغناء بعاث ـ وعند مسلم: تغنيان وتضربان ـ فاضطجع على الفراش، وحول وجهه.
ودخل أبو بكر، فانتهرني وقال: مزمارة الشيطان عند رسول الله «صلى الله عليه وآله»؟
فأقبل عليه رسول الله «صلى الله عليه وآله» فقال: دعهما.
وفي رواية لمسلم: دعهما يا أبا بكر، فإنها أيام عيد 12.
وزاد في بعض النصوص ـ كما في البخاري ـ وليستا بمغنيتين.
5 ـ في رواية: أن رسول الله «صلى الله عليه وآله» استدعى عائشة لترى حبشية ترقص، فجاءت فوضعت لحيها على منكب رسول الله «صلى الله عليه وآله»، وجعلت تنظر، فقال «صلى الله عليه وآله» لها: أما شبعت؟ أما شبعت؟ أما شبعت؟ وهي تقول: لا، لتنظر منزلتها عنده ؛ إذ طلع عمر، فارفض الناس عنها ؛ فقال «صلى الله عليه وآله»: إني لأنظر شياطين الجن والإنس قد فروا من عمر 13.
6 ـ عن ابن عباس: إن أصحاب النبي «صلى الله عليه وآله» جلسوا سماطين، وجارية معها مزهر تغنيهم وتقول:
هـل علي ويحكـم *** إن لهـوت من حرج
فتبسم «صلى الله عليه وآله» وقال: لا حرج إن شاء الله تعالى 14.
7 ـ عن الربيع بنت معوذ: أنها لما زفت إليه «صلى الله عليه وآله» دخل عليها، وجلس، وجويريات يضربن بالدف، يندبن من قتل من آبائها في بدر، حتى قالت إحداهن: وفينا نبي يعلم ما في غد، فقال «صلى الله عليه وآله»: لا تقولي هكذا، وقولي ما كنت تقولين 15.
8 ـ في رواية: أنه «صلى الله عليه وآله» كان جالساً وعنده جوار يغنين ويلعبن ؛ فجاء عمر، فاستأذن ؛ فأسكتهن رسول الله «صلى الله عليه وآله» حتى قضى حاجته وخرج، فسألته عن هذا الذي كلما دخل قال «صلى الله عليه وآله»: اسكتن، وكلما خرج قال «صلى الله عليه وآله»: عدن إلى الغناء، فقال «صلى الله عليه وآله»: هذا رجل لا يؤثر سماع الباطل 16.
9 ـ في رواية: أن امرأة دخلت على عائشة، فقال «صلى الله عليه وآله»: يا عائشة أتعرفين هذه؟
قالت: لا يا نبي الله.
قال: هذه قينة بني فلان، تحبين أن تغنيك؟
قالت: نعم. فأعطاها طبقاً فغنتها.
فقال «صلى الله عليه وآله»: قد نفخ الشيطان في منخريها 17.
وعن ابن أبي أوفى: استأذن أبو بكر «رض» على النبي «صلى الله عليه وآله» وجارية تضرب بالدف فدخل، ثم استأذن عمر «رض» فدخل، ثم استأذن عثمان «رض» فأمسكت.
فقال رسول الله «صلى الله عليه وآله»: إن عثمان رجل حيي 18.
ويقول شاعر النيل ـ محمد حافظ إبراهيم ـ كما هو موجود في ديوانه، في مقام عده لفضائل الخليفة الثاني:
أخاف حتى الذراري في ملاعبهـا *** وراع حتى الغـوانـي في ملاهيها
أرأيت تلك التي لله قد نــذرت *** أنشــودة لـرسـول الله تهديها
قالت: نذرت لئن عاد النبي لنـا *** مـن غـزوة لـعلى دفـي أغنيها
ويممت حضرة الهادي وقـد ملأت *** أنـوار طلعته أرجـاء واديهــا
واستأذنت ومشت بالدف واندفعت *** تـشجي بـألحانها ما شاء مشجيها
والمصطـفى وأبـو بـكـر بجانبه *** لا ينكران عـليهـا مـا أغـانيها
حتى إذا لاح عـن بعد لهـا عمـر *** خارت قواها وكاد الخوف يرديها
وخبـأت دفها في ثـوبهـا فرقـاً *** منـه وودت كوَنَّ الأرض تطويها
قد كـان علم رسول الله يؤنسهـا *** فجاء بطش أبـي حفص يخشيها
فقال مـهـبط وحي الله مبتسـماً *** وفي ابـتسامتـه مـعنى يواسيها
قـد فـر شيطانها لما رأى عمـراً *** إن الشياطين تخشى بأس مخزيهـا
كان ذلك هو عمدة ما استدل به القوم لحلية الغناء، ونحن نرى أنه كله لا يسمن ولا يغني من جوع ولتوضيح ذلك نقول:

نقض أدلة حلية الغناء

وما دمنا بصدد الحديث عما في تلك الروايات من الوهن والضعف فإننا نرى لزاماً علينا أن نغض النظر عن التكلم في أسانيدها ؛ فإن ذلك حديث يطول ولربما يتخيل البعض: أنه ليس لأحد الحق في الخدشة فيما في الصحاح، ولا سيما صحيحي البخاري ومسلم، وبعض ما تقدم موجود فيهما.
ونحن وإن كنا نعتقد أن هذا خيال باطل، وقد تكلم فيه العلماء وفندوه بما لا مزيد عليه 19.
إلا أننا ـ مع ذلك ـ نغض الطرف هنا عن البحث في الأسانيد، استجابة لرغبة هؤلاء، وتجاوباً مع عاطفتهم، ونعطف النظر إلى البحث في المضمون..
فنقول:
أولاً: إن نصوص بعض تلك الروايات متناقضة كثيراً، ولا سيما الرواية المتقدمة تحت رقم (2) والرواية التي تحت رقم (4) التي عن الصحيحين وغيرهما.
ثانياً: إن الكثير من هذه الروايات تدل على حرمة الغناء، لا على حليته ؛ فمثلاً:
أ ـ قوله في الرواية رقم (2): «إن الشيطان ليخاف ـ أو ليفرق ـ منك يا عمر» يدل على الحرمة، إذ لو كان مباحاً ـ ولا سيما إذا كان وفاء للنذر ـ لم يصح منه «صلى الله عليه وآله» تهجين عملها، واعتباره من الشيطان.
ب ـ والرواية رقم (3) تدل على ذلك بملاحظة اعتراض عائشة وجوابه «صلى الله عليه وآله» لها.
ج ـ في الرواية الرابعة اعتبر ذلك من مزامير الشيطان، ومعنى ذلك: أنه حرام ومرجوح، فيرد سؤال: لماذا يرتكب النبي «صلى الله عليه وآله» أمراً هذه صفته؟!.
أجاب ابن روزبهان: إنه فعله لضرورة التشريع.
ولكنه كلام لا يصح: إذ قد كان من الممكن الاكتفاء بالتشريع بالقول، فإنه أخف وأيسر.
وأيضاً لو صح ذلك لاقتضى أن يفعل ذلك أمام عامة الناس، لا أن يجلس في بيته وحده ويستمع.
ثم كيف يتصور حلية ما يعتبره العقلاء من مزامير الشيطان؟!.
د ـ وفي الرواية الخامسة: قال «صلى الله عليه وآله»: إني لأنظر شياطين الجن والإنس قد فروا من عمر، فإذا كان ذلك مجمعاً للشياطين، فلا بد أن يكون حراماً لا حلالاً.
ح ـ في الرواية الثامنة قال «صلى الله عليه وآله»: «هذا رجل لا يؤثر سماع الباطل»، فما هو حلال أو مكروه لا يوصف بالباطل.
ط ـ في الرواية الأخيرة قال «صلى الله عليه وآله» عن المغنية: «قد نفخ الشيطان في منخريها»، وهو يدل على الحرمة أيضاً، حيث جعل الغناء من نفخ الشيطان، ولا ينفخ الشيطان ما هو حلال.
ثالثاً: لا بد أن نسأل: ما هذا الشيطان الذي يخاف أو يفرق من عمر، ولا يخاف من رسول الله «صلى الله عليه وآله»؟
وكيف ينعقد النذر لشيء يكون فيه شيطان يفرق من عمر؟ مع أنه يشترط في النذر كون متعلقه طاعة وراجحاً، أو على الأقل أن لا يكون مرجوحاً، كما لا يخفى على من راجع أبواب النذر في كتب الحديث، كالبيهقي، والترمذي، وغير ذلك.
وكيف يؤثر النبي «صلى الله عليه وآله» سماع الباطل، ولا يؤثره عمر؟! وكيف أصبح عمر هنا أشد التزاماً من الرسول الأعظم «صلى الله عليه وآله»؟!.
وكيف تكون تلك القينة قد نفخ الشيطان في منخريها، ثم يعرض «صلى الله عليه وآله» على عائشة أن تسمع غناءها؟ وهل تصدر مثل هذه المتناقضات عن عاقل؟ فضلاً عن نبي معصوم؟!.
وكيف يتستر هذا النبي «صلى الله عليه وآله» في بعض أعماله عن البعض، ويعتبر أن اطلاعه عليه هتك للستر المرخى، وموجب للحط من كرامته وشأنه، ولا يتستر بها عن البعض الآخر؟!
ألا يدلنا ذلك: على أنها من الأعمال القبيحة، أو على الأقل غير اللائقة!!. وأبو بكر نراه يزجر عن الغناء في رواية، ولكنه لا يزجر عنه في رواية أخرى، بل عمر هو الذي يزجر!!.
رابعاً: كيف يدعو «صلى الله عليه وآله» عائشة لتنظر إلى لعب السودان بالدرق والحراب وخده على خدها، وهو يشجعهم بقوله: دونكم يا بني أرفدة؟! 20. أفلا ينافي ذلك ما هو معروف عنه «صلى الله عليه وآله» من الحياء؟ حتى لقد كان أشد حياء من العذراء في خدرها كما ورد، وهل هذا يناسب من يعتبر الحياء من الإيمان، ومن كان ضحكه التبسم؟!.
وهل ينسجم مع منعه لزوجتيه من النظر إلى الأعمى، وقال لهما: أفعمياوان أنتما؟! ألستما تبصرانه؟! 21.
خامساً: ما هي المناسبة بين الضرب بالدف، وبين رثاء قتلى بدر؟ وهل إن سكوت النبي «صلى الله عليه وآله» عن هذا الأمر كما في الرواية الأولى ـ لو صحت ـ يدل على رضاه به؟! ولا سيما إذا كان الأمر مما يحتاج إلى التدرج في المنع.
ومن قال: إن هؤلاء الذين كانوا يفعلون ذلك كانوا يحترمون أوامره «صلى الله عليه وآله»؟ بل لم يثبت كونهم من المسلمين.
سادساً: وأخيراً، إن لدينا روايات كثيرة جداً صريحة في حرمة الغناء، وهي متواترة بلا ريب، ونحن نكتفي منها بذكر ما يلي:
أ ـ عنه «صلى الله عليه وآله»: ليكونن في أمتي أقوام يستحلون الخمر، والحرير، والمعازف 22.
ب ـ عن أنس مرفوعاً: صوتان ملعونان فاجران أنهى عنهما، صوت مزمار، ورنة شيطان عند نغمة مرح، ورنة عند مصيبة.
وفي لفظ عبد الرحمن بن عوف: أنه «صلى الله عليه وآله» قال: إنما نهيت عن صوتين أحمقين فاجرين: صوت عند نغمة لهو، ومزامير شيطان، وصوت عند مصيبة الخ..
ومثل ذلك عن الحسن 23.
ج ـ عن عمر بن الخطاب: ثمن القينة سحت، وغناؤها حرام، والنظر إليها حرام، وثمنها من ثمن الكلب، وثمن الكلب سحت 24.
د ـ الدف حرام، والمعازف حرام، والكوبة حرام، والمزمار حرام 25.
هـ ـ عن ابن عباس، وأنس، وأبي أمامة، مرفوعاً: ليكونن في هذه الأمة خسف، وقذف، ومسخ، وذلك إذا شربوا الخمور، واتخذوا القينات، وضربوا بالمعازف 26.
و ـ عن أنس، وأبي أمامة مرفوعاً: بعثني الله رحمة للعالمين، وبعثني بمحق المعازف والمزامير، وأمر الجاهلية 27.
ز ـ عن أبي هريرة مرفوعاً: يمسخ قوم في آخر الزمان قردة وخنازير، فسألوه «صلى الله عليه وآله» عن سر ذلك، فقال: اتخذوا المعازف، والدفوف، والقينات، الخ.. وروى نحوه من طريق: عبد الرحمن بن سابط، والغازي بن ربيعة وصالح بن خالد، وأنس بن أبي أمامة، وعمران بن حصين 28.
ح ـ أخرج الترمذي من حديث علي مرفوعاً: إذا فعلت أمتي خمس عشرة خصلة حل بها البلاء (فذكر منها): إذا اتخذت القينات والمعازف، ومثله عن أبي هريرة 29.
ط ـ عن صفوان بن أمية: كنا عند النبي «صلى الله عليه وآله» إذ جاء عمر بن قرة، فقال: يا رسول الله، إن الله كتب علي شقوة، فلا أنال الرزق إلا من دفي بكفي ؛ فأذن لي في الغناء من غير فاحشة، فقال النبي «صلى الله عليه وآله»: لا آذن لك ولا كرامة ولا نعمة، كذبت أي عدو الله، لقد رزقك الله طيباً ؛ فاخترت ما حرم الله عليك من رزقه مكان ما أحل الله لك من حلاله، أما إنك لو قلت بعد هذه المقالة لضربتك ضرباً وجيعاً 30.
وعلق الحلبي على هذه الرواية بقوله: «إلا أن يقال: إن هذا النهي ـ إن صح ـ محمول على من يتخذ ضرب الدف حرفة، وهو مكروه تنزيهاً، وقوله: اخترت ما حرم الله عليك للمبالغة في التنفيرعن ذلك» 9.
ولكن قد فات الحلبي: أنه إذا كان اتخاذه حرفة مكروهاً تنزيهاً ؛ فلماذا يتهدده بالضرب الوجيع؟!. ولماذا يعتبره عدواً لله تعالى؟!.
كما أن مقابلة ما حرم الله بالطيب دليل على أن المراد بما حرم الله هو الخبيث وهو المحرم بنص القرآن: قال تعالى: ﴿ ... وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ ... 31.
ي ـ عن أبي أمامة: لا تبيعوا القينات ولا تشروهن، ولا تعلموهن، ولا خير في تجارة فيهن، وثمنهن حرام، في مثل هذا أنزلت هذه الآية: ﴿ وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي ... 32.
وفي لفظ آخر: لا يحل تعليم المغنيات، ولا بيعهن، وأثمانهن حرام، وفي مثل ذلك نزلت هذه الآية الخ.. 33.
ك ـ وعن عائشة مرفوعاً: إن الله تعالى حرم القينة، وبيعها، وثمنها، وتعليمها، والاستماع إليها، ثم قرأ: ﴿ وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ ... 32 34.
ل ـ وسئل ابن مسعود عن قوله تعالى: ﴿ وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ ... 32، فقال: هو والله الغناء.
وفي لفظ: هو والله الغناء، والله الذي لا إله إلا هو، يرددها ثلاث مرات.
وعن جابر في الآية: هو الغناء والاستماع له.
وفسر الآية بالغناء كل من: ابن عباس، وابن عمر، وعكرمة، وسعيد بن جبير، ومجاهد، ومكحول، وعمرو بن شعيب، وميمون بن مهران، وقتادة، والنخعي، وعطاء، وعلي بن بذيمة، والحسن 35.
م ـ وفي قوله تعالى لإبليس: ﴿ وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ ... 36، قال ابن عباس، ومجاهد: إنه الغناء، والمزامير واللهو 37.
ن ـ وقد عد الحسن البصري سيئات يزيد فقال: إنه سكير خمير، يلبس الحرير، ويضرب بالطنابير 38.
وكان من جملة ما نقمه أهل المدينة على يزيد: أنه يشرب الخمر، ويعزف بالطنابير، ويضرب عنده القيان 39.
س ـ وعن ابن عباس في قوله تعالى: ﴿ وَأَنْتُمْ سَامِدُونَ ﴾ 40: سامدون: هو الغناء بلغة حِمْيَر 41.
ع ـ عن جابر، عنه «صلى الله عليه وآله»: «كان إبليس أول من ناح، وأول من غنى» 8.
ف ـ عن علي «عليه السلام»، عنه «صلى الله عليه وآله»: «كسب المغني والمغنية حرام، وكسب الزانية سحت، وحق على الله أن لا يدخل الجنة لحماً نبت من سحت» 8.
ص ـ عن علي «عليه السلام»: إن النبي «صلى الله عليه وآله» نهى عن ضرب الدف، ولعب الطبل، وصوت المزمار 8.
وحسبنا ما ذكرناه هنا، ومن أراد المزيد، فليراجع المصادر المشار إليها في الهوامش 42.

أقوال العلماء في الغناء

وقد ذكر في الغدير: أن إمام الحنفية قد حرم الغناء، وهو مذهب مشايخ أهل الكوفة: سفيان، وحماد، وإبراهيم، والشعبي وعكرمة.
ونهى مالك عن الغناء، واعتبره من العيوب التي ترد بها الجارية، وهو مذهب سائر أهل المدينة إلا إبراهيم بن سعد وحده.
ونقل التحريم عن جماعة من الحنابلة، وعن عبد الله بن أحمد بن حنبل: أنه سأل أباه عن الغناء، فقال: ينبت النفاق في القلب، لا يعجبني، ثم ذكر قول مالك: إنما يفعله عندنا الفساق.
وعن أصحاب الشافعي العارفين بمذهبه القول بتحريمه كالمزني وغيره، وأنكروا على من نسب إليه حلّه، كالقاضي أبي الطيب، وله في ذم الغناء والمنع عنه كتاب مصنف ولأبي بكر الطرطوشي كتاب في الغناء، وأيضاً حرمه الطبري، والشيخ أبو إسحاق في التنبيه، ونص على حرمته المحاسبي، والنحاس، والقفال ونهى عنه القاسم بن محمد، والضحاك، والوليد بن يزيد، وعمر بن عبد العزيز، وغيرهم ممن لا يمكن حصرهم.
ونقل ابن الصلاح إجماع أهل الحل والعقد من المسلمين على تحريمه.
وذكر الطبري إجماع أهل الأمصار على كراهته، والمنع عنه سوى إبراهيم بن سعد، و عبد الله العنبري 43.

الغناء عند أهل الكتاب

وإذا كان الغناء أمراً غريباً عن الإسلام، فلا بد أن نتساءل من أين تسرب هذا الأمر إلى بعض المسلمين، حتى أصروا على حليته، وممارسته وحتى أصبح من شعار الصوفية، كما هو معلوم؟!
والجواب: أن ذلك قد تسرب إليهم من أهل الكتاب.
فقد قال ابن كثير: وهو يتحدث عن مريم أخت عمران التي كانت في زمان موسى: «وضربها بالدف في مثل هذا اليوم، الذي هو أعظم الأعياد عندهم دليل على أنه قد كان شرع من قبلنا ضرب الدف في العيد» 44 ثم يحكم ابن كثير بالجواز في الأعياد وعند قدوم الغياب، تماماً على وفق ما استنبطه من رواية مريم!!.

سر الوضع والاختلاق

ولربما يكون سر الإصرار على نسبة ذلك إلى نبي الأمة «صلى الله عليه وآله» وإلى الإسلام هو:
1 ـ أننا نجد: أن عائشة وعمر بن الخطاب كانا يحبان الغناء واللهو ويستمعان إليه.
أما بالنسبة لعائشة: «فقد روى البخاري وغيره: أنها كانت تشجع على ذلك، وتقول: «فاقدروا قدر الجارية الحديثة السن، الحريصة على اللهو» 45.
كما وأنها قد أذنت لمغن (رجل!!) يغني لبعض الجواري اللواتي خفضن، وإن كانت قد عادت فأمرت بإخراجه 46.
وبالنسبة للخليفة الثاني عمر بن الخطاب، فقد قال ابن منظور: «قد رخص عمر في غناء الأعراب» 47.
واستأذنه خوات بن جبير بأن يغني، فأذن له ؛ فغنى، فقال عمر: أحسن خوات، أحسن خوات 48.
وسمع رباح بن المغترف يغني، فسأل عن ذلك، فأخبروه، فقال: فإن كنت آخذاً فعليك بشعر ضرار بن الخطاب، وقريب من ذلك جرى له مع خوات أيضاً 49.
وعن العلاء بن زياد: أن عمر كان في مسيره ؛ فتغنى، فقال: هلا زجرتموني إذ لغوت؟! 50.
وقد عده الشوكاني والعيني: أنه ممن أباح الغناء هو وعثمان 51.
وقد استعاد غناء زيد بن سلم، وعاصم بن عمر، وأبدى رأيه فيه، كما ذكره ابن قتيبة فراجع 52.
فلعل جعل الإنكار على الجواري اللواتي كن يغنين في بيت الرسول «صلى الله عليه وآله» من قبل عمر بالذات في أكثر المرويات السابقة ـ لعله ـ يهدف إلى التشكيك في هذا الذي شاع عنه، أو للتخفيف من قبح نسبته إليه، حين يرى الناس أن النبي الأعظم «صلى الله عليه وآله» نفسه يستمع الغناء، ويجعل مزامير الشيطان في بيته، ويؤثر سماع الباطل!! فلا غضاضة بعد على غيره إن هو فعل شيئاً من ذلك.
2 ـ إن أكثر تلك المنقولات التي تريد إثبات حلّية الغناء تحاول التأكيد على دور عائشة، حتى إنها وهي تنظر إلى الحبشة كان «صلى الله عليه وآله» يقول لها: أما شبعت؟
فتقول: لا ؛ لتنظر منزلتها عنده، وذلك يوحي لنا بأن ثمة يداً تحاول إثبات فضيلة لأم المؤمنين، والإشارة إلى أنه «صلى الله عليه وآله» كان يراعيها ويحبها.
ثم إن في الروايات إشارات واضحة إلى الاهتمام بإثبات فضائل لعمر، وأبي بكر، وعثمان، وإثبات مدى تمسكهم بالدين، ومحاماتهم عنه، حتى وإن كان ذلك عن طريق النيل من كرامة النبي الأعظم «صلى الله عليه وآله»، والطعن في نزاهته وعصمته!!.
3 ـ إننا لا نريد أن نبرئ أيضاً يد الأمويين والعباسيين من عملية الدس، والوضع والاختلاق على النبي الأعظم «صلى الله عليه وآله»، فقد كان ثمة من يهتم بإضفاء صفة الشرعية والقداسة على كل فعل من أفعالهم.
ويوضح ذلك: قصة المهدي مع غياث بن إبراهيم، حينما دخل عليه فوجده يلعب بالحمام، فروى له حديث:
لا سبق إلا في خف أو نصل أو حافر، وزاد فيه كلمة: «أو جناح»، إرضاء لرغبة المهدي، فأمر له المهدي ببدرة، فلما خرج قال المهدي: أشهد أن قفاك قفا كذاب 53.
ولا زلنا نقرأ في كتب التاريخ والأدب العجائب والغرائب حول اهتمام خلفاء بني أمية وبني العباس في أمر الغناء واللهو.
وكانوا يعطون المغنين أعظم الجوائز، بالعشرات وبمئات الألوف 54 حتى لقد قال إسحاق الموصلي شيخ المغنين: «لو عاش لنا الهادي لبنينا حيطان دورنا بالذهب والفضة» 55 56.

  • 1. زاد المعاد ج3 ص10 وراجع: وفاء الوفاء للسمهودي ج4 ص1170 والتراتيب الإدارية ج2 ص130.
  • 2. وفاء الوفاء ج3 ص845.
  • 3. a. b. وفاء الوفاء ج4 ص1172.
  • 4. وفاء الوفاء ج4 ص1168 و 1169 و 1172 وج3 ص857 و 858 عن البخاري، وابن أبي شيبة، والطبراني في الأوسط، وأبي يعلى، وابن حبان، وابن إسحاق، وابن سعد والبيهقي الخ. وراجع حياة الصحابة ج1 ص603 و 207 والسنن الكبرى ج9 ص175 و 85.
  • 5. راجع وفاء الوفاء ج4 ص1170.
  • 6. زاد المعاد لابن القيم ج3 ص17 و 18.
  • 7. راجع: دلائل الصدق ج1 ص390 و 393 على الترتيب.
  • 8. a. b. c. d. نفس المصدر السابق.
  • 9. a. b. السيرة الحلبية ج2 ص62.
  • 10. أسد الغابة ج4 ص64، ونوادر الأصول للحكيم الترمذي ص58، ومسند أحمد ج5 ص353 و 354 باختلاف ودلائل الصدق ج1 ص390 و 291 عن الترمذي ج2 ص293 وصححه هو والبغوي في مصابيحه وليراجع: الغدير ج8 ص64 و 65، والسيرة الحلبية ج2 ص62 وسنن البيهقي ج10 ص77 والتراتيب الإدارية ج2 ص131.
  • 11. نيل الأوطار ج 8 ص271 ونوادر الأصول للحكيم الترمذي ص138، والغدير ج8 ص64 و 65 عن مشكاة المصابيح ص55 وبعض من تقدم.
  • 12. صحيح البخاري ج1 ص111 ط الميمنية، وصحيح مسلم ج3 ص22 ط مشكول، والسيرة الحلبية ج2 ص61 ـ 62 وهامش إرشاد الساري ج4 ص195 ـ 197 ودلائل الصدق ج1 ص389 وسنن البيهقي ج10 ص224، واللمع لأبي نصر ص274، والبداية والنهاية ج1 ص276 والمدخل لابن الحاج ج3 ص109 والمصنف ج11 ص4 وراجع تهذيب تاريخ دمشق ج2 ص412.
  • 13. دلائل الصدق ج1 ص390، والتاج الجامع للأصول ج3 ص314، والغدير ج8 ص65 عن صحيح الترمذي ج2 ص294، وصححه وعن مصابيح السنة ج2 ص271، وعن مشكاة المصابيح ص550 وعن الرياض النضرة ج2 ص208 وحياة الصحابة ج2 ص760 و 761 عن منتخب كنز العمال ج4 ص393 عن ابن عساكر وابن عدي، والمشكاة ص272. عن الشيخين.
  • 14. السيرة الحلبية ج2 ص61 والتراتيب الإدارية ج2 ص131 و 132 عن العقد الفريد وغيره. وتهذيب تاريخ دمشق ج4 ص136.
  • 15. البخاري بهامش فتح الباري ج7 ص244.
  • 16. نهج الحق في ضمن دلائل الصدق ج1 ص402 عن الغزالي.
  • 17. مسند أحمد ج3 ص449.
  • 18. مسند أحمد ج4 ص353 و 354.
  • 19. راجع أضواء على السنة المحمدية، والعتب الجميل، والغدير، وغير ذلك.
  • 20. البخاري (ط الميمنية) ج1 ص111.
  • 21. راجع: مسند أحمد ج6 ص296، وطبقات ابن سعد ومصابيح البغوي (ط دار المعرفة) ج2 ص408 والجامع الصحيح ج5 ص102 وسنن أبي داود ج4 ص63 و 64.
  • 22. سنن البيهقي ج10 ص221 عن البخاري في الصحيح، والغديرج 18 ص70 وعنه عن تفسير الآلوسي ج21 ص76، وقال: أخرجه أحمد، وابن ماجة، وأبو نعيم، وأبو داود بأسانيد صحيحة لا مطعن فيها، وصححه جماعة آخرون.
  • 23. راجع فيما تقدم: المصنف ج11 ص6 ونيل الأوطار ج8 ص268، وتفسير الشوكاني ج4 ص236 والدر المنثور ج5 ص160 والغدير ج 8 ص69 عنهم ما عدا الأول وعن: كنز العمال ج7 ص333، ونقد العلم والعلماء لابن الجوزي ص248، وتفسير القرطبي ج14 ص530.
  • 24. نيل الأوطار ج8 ص264، وإرشاد الساري ج9 ص163 عن الطبراني والغدير ج8 ص69 و 70 عنهما.
  • 25. سنن البيهقي ج10 ص222.
  • 26. الدر المنثور ج2 ص324 والغدير ج8 ص70 عنه وعن تفسير الآلوسي ج21 ص76 ورواه الطبراني، وأحمد وابن أبي الدنيا.
  • 27. جامع بيان العلم ج1 ص153 ونيل الأوطار ج8 ص262 والدر المنثور ج2 ص324 والغدير ج8 ص70 و 71 عنهم.
  • 28. الدر المنثور ج2 ص324، واخرجه ابن أبي الدنيا، وابن أبي شيبة، وابن عدي، والحاكم، والبيهقي، وأبو داود، وابن ماجة والمدخل ج3 ص105 والغدير ج8 ص71.
  • 29. نيل الأوطار ج8 ص263 والمدخل ج3 ص105 والغدير ج8 ص71 عنه وعن: نقد العلم والعلماء لابن الجوزي ص249، وتفسير القرطبي ج14 ص53.
  • 30. السيرة الحلبية ج2 ص63 عن ابن أبي شيبة.
  • 31. القران الكريم: سورة الأعراف (7)، الآية: 157، الصفحة: 170.
  • 32. a. b. c. القران الكريم: سورة لقمان (31)، الآية: 6، الصفحة: 411.
  • 33. نيل الأوطار ج8 ص263، وتفسير الشوكاني ج4 ص234، والدر المنثور ج5 ص159، وتفسير ابن كثير ج3 ص442، وإرشاد الساري ج9 ص163 والمدخل لابن الحاج ج3 ص104 وتفسير الطبري ج21 ص39 والغدير ج8 ص67 عنهم وعن: تفسير القرطبي ج14 ص51 ونقد العلم والعلماء ص247، وتفسير الخازن ج3 ص36 وتفسير الآلوسي ج21 ص68 والترمذي كتاب 12 باب 51، ونقلوا أن الحفاظ التالية أسماؤهم قد أخرجوه: سعيد بن منصور، وأحمد، وابن ماجة، وابن المنذر، وابن أبي حاتم وابن أبي شيبة، وابن مردويه، والطبراني، وابن أبي الدنيا.
  • 34. الدر المنثور ج4 ص228 والغدير ج 8 ص67 عنه وعن تفسير الآلوسي ج21 ص68.
  • 35. راجع سنن البيهقي ج10 ص122 و 223 و 225 ومستدرك الحاكم ج2 ص411 وتفسير الطبري ج21 ص39 و 40 والمدخل لابن الحاج ج3 ص104 وتفسير ابن كثير ج 3 ص441 وإرشاد الساري ج9 ص163 والدر المنثور ج5 ص159 و 160 وفتح القدير ج4 ص34، ونيل الأوطار ج8 ص163 والغدير ج8 ص68 عمن تقدم وعن تفسير القرطبي ج14 ص51 ـ 53 ونقد العلم والعلماء ص246، وتفسير الخازن ج3 ص46 وبهامشه وتفسير النسفي ج3 ص460 وتفسير الآلوسي ج21 ص67. وأخرجه ابن أبي الدنيا، وابن أبي شيبة وابن المنذر، والبيهقي في شعب الإيمان، وابن أبي حاتم، وابن مردويه، والفريابي، وابن عساكر.
  • 36. القران الكريم: سورة الإسراء (17)، الآية: 64، الصفحة: 288.
  • 37. راجع: جامع البيان ج15 ص81 و (ط دار الفكر) ص147 وزاد المسير ج5 ص48 وتفسير القرطبي ج10 ص288 وج14 ص51 والغدير ج8 ص69 وتفسير ابن كثير ج3 ص49 و (ط دار المعرفة) ص53 أحكام القرآن للجصاص ج3 ص266 وتفسير السمعاني ج3 ص258 وتفسير الثعالبي ج3 ص484 وتفسير الأندلسي ج3 ص470.
  • 38. الغدير ج10 ص225 عن تاريخ ابن عساكر ج5 ص412 وتاريخ الطبري ج6 ص157 وتاريخ ابن الأثير ج4 ص209 والبداية والنهاية ج8 ص130 ومحاضرات الراغب ج2 ص214 والنجوم الزاهرة ج1 ص141.
  • 39. الغدير ج10 ص255 عن تاريخ الطبري ج7 ص4 والكامل لابن الأثير ج4 ص45 والبداية والنهاية ج8 ص126 وفتح الباري ج13 ص59.
  • 40. القران الكريم: سورة النجم (53)، الآية: 61، الصفحة: 528.
  • 41. المدخل لابن الحاج ج3 ص104 ـ 107.
  • 42. راجع: المدخل لابن الحاج ج3 من ص96 ـ 115، وتفسير الطبري ج28 ص48 والزهد والرقائق، قسم ما رواه نعيم بن حماد ص12 ونيل الأوطار ج8 ص264 و 263، وسنن البيهقي ج10 ص222، وفتح القدير ج4 ص228 وج 5 ص115، وتفسير ابن كثير ج 2 ص96 وج 4 ص260، والفائق للزمخشري ج1 ص305، والدر المنثور ج2 ص317 و 324، وج 5 ص159، والغدير ج8 ص64 فما بعدها عنهم وعن: القرطبي ج7 ص122 وج 14 ص53 و 54، والكشاف ج2 ص211، وتفسير الآلوسي ج7 ص72 وج 21 ص68، وإرشاد الساري ج9 ص164، وبهجة النفوس لابن أبي حجرة ج2 ص74، وتاريخ البخاري ج4 قسم 1 ص234، ونقد العلم والعلماء ص246 و 248، ونهاية ابن الأثير ج2 ص95 وتفسير الخازن ج3 ص460 وج 4 ص212 والنسفي بهامشه، ج3 ص460. وأخرجها سعيد بن منصور، وعبد بن حميد، وعبد الرزاق، والفريابي، وأبو عبيد، وابن أبي الدنيا، وابن مردويه، وأبو الشيخ، والبزار، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، والبيهقي.. وأما قول ابن الزبير: ما أعلم رجلاً من المهاجرين إلا قد سمعته يترنم، أو نحو ذلك المصنف ج1 ص5 و 6 وسنن البيهقي ج10 ص225، فإنما المقصود هو الترنم والتغني بإنشاد الشعر، وليس الغناء، كما ذكره ابن الحاج ج3 ص98 و 109.
  • 43. ذلك كله في كتاب: الغدير ج8 ص72 ـ 74 والمدخل لابن الحاج ـ ج3 ص96 ـ 110، وفي هذا الأخير زيادات هامة لم نذكرها روماً للاختصار.
  • 44. البداية والنهاية ج1 ص276.
  • 45. مصنف عبد الرزاق ج10 ص465، وصحيح البخاري ط مشكول ج9 ص223 و 270 وحياة الصحابة ج2 ص761 عن المشكاة ص272 عن الشيخين، ودلائل الصدق ج1 ص393.
  • 46. سنن البيهقي ج10 ص224.
  • 47. لسان العرب ج15 ص137 مادة: غنا.
  • 48. الغدير ج8 ص79 عن كنز العمال ج7 ص335.
  • 49. نسب قريش لمصعب ص448 وسنن البيهقي ج10 ص224 والإصابة ج2 ص209 والغدير ج8 ص79 عن البيهقي، وعن الإستيعاب ج1 ص86، و 170 وعن الإصابة ج1 ص502 و 457 وج 8 ص209 وعن كنز العمال ج7 ص335، وتاريخ ابن عساكر ج7 ص35.
  • 50. الغدير ج8 ص80 عن كنز العمال ج7 ص335.
  • 51. نيل الأوطار ج8 ص266، والغديرج 7 ص78 عنه وعن عمدة القاري في شرح صحيح البخاري ج5 ص160.
  • 52. عيون الأخبار ج1 ص322.
  • 53. الأسرار المرفوعة في الأخبار الموضوعة للقاري ص469، واللآلي المصنوعة ج2 ص470، وراجع: الموضوعات لابن الجوزي ج1 ص42، ولسان الميزان ج4 ص422، وميزان الإعتدال ج3 ص338 والمجروحون ج1 ص66 وتاريخ الخلفاء ص275 والمنار المنيف ص107.
  • 54. راجع: ربيع الأبرار ج1 ص675 ففيه أن الرشيد اعطى ابراهيم الموصلي مئة ألف لإحسانه في الغناء، وحسبك بعض ما أورده أبو الفرج في كتابه: الأغاني فراجعه.
  • 55. راجع كتاب: حياة الإمام الرضا السياسية «عليه السلام» (للمؤلف) ص118 عن الأغاني (ط دار الكتب بالقاهرة) ج5 ص163.
  • 56. الصحيح من سيرة النبي الأعظم (صلى الله عليه و آله)، العلامة المحقق السيد جعفر مرتضى العاملي، المركز الإسلامي للدراسات، الطبعة الخامسة، سنة 2005 م. ـ 1426 هـ. ق، الجزء الرابع.