الأبحاث و المقالات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع بالضرورة ، بل تعبر عن رأي أصحابها

النهضة الحسينية رؤى معاصرة ـ عرض وتقييم

هذا مختصر لبحث استعرضت فيه اربع رؤى اساسية تتداولها الساحة الاسلامية في تحليل (اهداف ودوافع وغايات نهضة الحسين(ع) وحركته) ثم علَّقتُ عليها بشكل مختصر بما اراه مفيدا ثم ختمتُ ذلك برؤية خامسة هي حصيلة دراساتي حول النهضة الحسينية اقدِّر انها اكثر استيعابا لهدف النهضة الحسينية ، فان استطاعت ان تفتح امام القارئ الكريم آفاقا جديدة وزادت من ايمانه واعتقاده بالدور الرسالي للحسين(ع) فهو حسبي من البحث وهو من توفيق الله تعالى ، وان كانت الاخرى فهو بقصوري وتقصيري واسأله الله تعالى ان يعفو عني .

الرؤية الاولى

مفادها :

ـ ان الحسين(ع) نهض ليقيم الحكم الاسلامي استجابة لدعوة الكوفيين .

ـ وانه لو لم يطلب منه الكوفيون ذلك لما قرر اعلان الامتناع عن البيعة و التحرك للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بل كان يسلك المنهج الذي سلكه ايام خلافة معاوية حيث كان الحسين(ع) يقول له (ما اريد لك حربا ولا عليك خلافا) .

ـ إن حصول التغيرات المفاجئة في الكوفة ، وسجن أنصار الحسين(ع) ، ومحاصرة قافلته في الطريق جعلته يتراجع عن مشروعه في استلام الحكم ويبدي استعداده لبيعة يزيد حيث طلب من عمر بن سعد قائد الجيش المحاصر له ان يسمح له بالذهاب الى الشام ليبايع يزيد او ان يرجع الى المكان الذي جاء منه او يسيروه الى أي ثغر من ثغور المسلمين ، فلم يستجب له ابن زياد القائد الاعلى للجيش ، وخيره بين التسليم او القتل فاختار الحسين(ع) القتل والموت بشرف .

ـ ان شهادته كانت حالة غير متوقعة له اساسا ، وغير نافعة بل هي نكبة وكارثة . غير انه اختار الموت بشرف ليعلم العالم ويدرك ان معرفة الاسلام لا تحصل الا من خلال افكار الحسين بن علي(ع) وفي اطار وجود ابن النبي(ص) ، وليس بقالب يزيد ، وحتى يدرك العالم ان الاسلام قد اخرج من تعاليمه ابنا بارا يقف بصلابة دفاعا عن الانسانية والعدالة ويقدم الغالي والنفيس في سبيل الحرية والتحرر والتقوى والفضيلة بنفس طيبة خاصة .

تبنى هذه الرؤية المعاصر الشيخ الصالحي نجفي آبادي في كتابه الذي كتبه باللغة الفارسية (شهيد جاويد) اي (الشهيد الخالد) وقد اثار كتابه يوم ظهر زوبعة من النقد بسبب رؤيته التي خالف فيها بعض الثوابت الشيعية بل الاسلامية وهي ان الحسين(ع) لم يكن يعلم بانه سوف يقتل في نهضته تلك .

تعليقنا حول قضيتين

الاولى : حول أصل الرؤية ، فهي أساسا رؤية الاعلام العباسي والاعلام الأموي قبل الشيخ الصالحي مع ملاحظة ان الاعلام الاموي كان يعرض الحسين(ع) على انه خارجي مرق عن الدين يستحق القتل ، اما الاعلام العباسي فكان يعرض الحسين(ع) على انه ثائر من حقه الحكم ومَن اولى به منه في ذلك الوقت ؟ ولكنهم لا يعتقدون بعصمته وانه اشتبه في خروجه بعياله ووثوقه بالكوفيين . اما الشيخ الصالحي فيعتقد بعصمة الامام الحسين(ع) ويثق بالكوفة ثقة عالية جدا ، ويرى ان الحسين(ع) كان يثق بهم أيضا ولكنها المفاجئات غير المتوقعة . وسيأتي الحديث عن هذه الثقة هل هي في محلها او لا ؟

الثانية : حول رأيه ان الحسين(ع) لم يكن يعلم بانه سوف يستشهد في تلك النهضة ، وان النصوص التي تتحدث عن علم الحسين(ع) بشهادته مسبقا ضعيفة الاسانيد فسيأتي ان الامر ليس كذلك بل هي اخبار متواترة عن النبي(ص) وهي من شواهد نبوته ، فضلا عن ان خبر شهادة الحسين(ع) كان مما تناقله الانبياء وبقيت نصوصه الى اليوم في اسفار العهد القديم والجديد عند اليهود والمسيحيين .

اما بقية اثاراته فجوابها في الرؤى الاتية .

الرؤية الثانية

خلاصتها

ان حركة الامام الحسين(ع) :

ـ كانت مبادرة الى نهضة وانتفاضة وانقلاب وثورة (لتغيير الاوضاع) على اساس (الامر بالمعروف والنهي عن المنكر) بمنطق الشهيد والشهادة .

ـ ولم تكن رد فعل لـ (طلب بني امية من الحسين(ع) ان يبايع) ،

ـ ولا رد فعل لـ (طلب الكوفيين من الحسين(ع) ان يأتي ويتسلم الحكم في الكوفة) اذ لم يكن الكوفيون اهلا لحسن الظن على هذا المستوى ،

وهذه الرؤية هي ما تبناه الشهيد مطهري في كتابة (الملحمة الحسينية) ، والشيخ غفاري في كتابه (تحقيق في تاريخ عاشوراء) ردا على كتاب الشيخ صالحي :

تعليقنا على مسألتين

الاولى :  قوله (ان حركة الامام الحسين(ع) كانت على اساس الامر بالمعروف والنهي عن المنكر بمنطق الشهيد والشهادة) .

اقول :

بل كانت حركة الامام الحسين(ع) على اساس الامر بالمعروف والنهي عن المنكر بمنطق القادر على تغيير المنكر باليد واللسان العالم بشهادته في نهضته تلك وقد اعد عدته لتغيير المنكر ، وهذه العدة هم : بنو هاشم الابناء ، وبقية شيعة ابيه في الكوفة . وسيأتي تفصيل الحديث عن هذه العدة في الرؤية الخامسة .

الثانية : قوله (لم يكن الكوفيون أهلا لحسن الظن على هذا المستوى) .

اقول :

بل كانوا اهلا ، إذ برهنوا على استعدادهم للتضحية والثبات على ولاية علي(ع) حين قاموا بوجه ولاة معاوية عندما اعادوا لعن علي(ع) بعد موت الحسن(ع) سنة 50 هجرية واستمرت المواجهة باللسان ثلاث سنوات افرزت الاف المعتقلين والمهجرين والمنفيين مع تسميل العيون ، وقطع الايدي ، وقتل حجر واصحابه سنة 53 هجرية ، ثم امر الحسين(ع) بعد ذلك بقية شيعة ابيه ان يكونوا احلاس بيوتهم ، حفاظا عليهم ليوم قادم ، وسياتي تكملة الحديث عن هذا الموضوع في تعليقنا على الرؤية الثالثة .

الرؤية الثالثة

خلاصتها :

ـ ان الامة زمن الحسن (ع) قد اصيبت بمرض (الشك) بمبدئية الصراع بين علي (ع) ومعاوية ، ومن ثم أقدم الحسن (ع) على الصلح بشروط لكي يفضح معاوية ويزول شك الامة بمبدئية علي (ع) .

ـ ولما اتضحت الحقيقة للامة وعرفت الحق والباطل كانت قد اصيبت بمرض آخر هو (فقدان الارادة) وعدم الاستعداد للتضحية ، وتصدى الحسين(ع) ليستشهد وتهز شهادته ضمير الامة فتتحرك لتجاهد بني امية ، و رفع شعار الحكم الاسلامي ؛ من اجل ان يكون للشهادة هدف صالح تتحرك الامة نحوه .

ومن الواضح ان نهضة الحسين (ع) في هذه الرؤية هي ايضا نهضة شاملة و بمنطق الشهادة ، وهذه الرؤية في روحها العامة هي روح الرؤية الثانية نفسها ما عدى فيما يتصل بالحسن(ع) . وقد تبناها المرجع الراحل الشهيد محمد باقر الصدر رحمه لله وحملها بعده تلاميذه السيد الحائري في كتابه (الامامة وقيادة المجتمع) والسيد الهاشمي في محاضراته ، و شهيد المحراب السيد محمد باقر الحكيم وغيرهم 1 .

وخلاصة ما كتبوه هو :

(ان الامة كانت زمن معاوية بن ابي سفيان مصابة بمرض (الشك) بمعنى انها كانت تشك في طبيعة الصراع بين علي(ع) ومعاوية ، وبـ (الصلح) الذي اقدم عليه الحسن(ع) كشفت الامة حقيقة معاوية وزيف شعاراته وزال مرض الشك بقيادة وحقانية علي(ع) وولده الحسن(ع) وصارت تعرف الحق واهله والباطل واهله ، ولكنها اصيبت بمرض اخر وهو (فقدان الارادة) او (فقدان الضمير) وهذا المرض لا علاج له الا بان يقدم الحسين(ع) على التضحية بنفسه واهل بيته واصحابه لكي يهز الضمائر الميتة ويبعث الشجاعة والارادة فيها وهذا ما حدث فعلا . وقد اثّرت شهادة الحسين(ع) اثرها حين حدثت الانتفاضات والثورات التي انتهت بانهيار حكم بني امية وظل دم الحسين (ع) محركا للثوار وملهما لشيعة آل البيت في كل حين . وعلى ذلك فشهادة الحسين(ع) كانت انتصارا كبيرا للإسلام وقد حققت اهدافها العظيمة .

اما ظواهر النصوص التي أُثرت عن الحسين (ع) ويشير فيها انه يريد ان يسير بسيرة جده وابيه علي(ع) فقد وجهها الشهيد الصدر كما يروي السيد الحائري قائلا : ان الحسين(ع) حينما كان هدفه من الشهادة هو ان يهز ضمير الامة ويشحذ ارادتها فلا فائدة عندئذ من عنونة عمله بالشهادة فقد لا يكون عنوان الشهادة كافيا بمفرده تحقيق ذلك اذ قد يقال ان الحسين(ع) ذهب لينتحر 2, اما لو رأت الامة ان الحسين(ع) تحرك نحو هدف اقامة النظام الاسلامي الاصلح عندئذ تدرك الامة ان السعي للهدف الذي ضحى من اجله الحسين(ع) يعد من اقدس الواجبات ويستحق التضحية . ولهذا خرج الحسين(ع) معلنا الثورة على يزيد ، واتضح من خلال مجموع كلماته (ع) انه كان يريد تصحيح الاوضاع المنحرفة وتشييد نظام صالح تقام فيه الشريعة وتصان فيه الحقوق ويحكمه الاخيار , وحقا ان الامام الحسين(ع) خرج من اجل هذه الاهداف ولكنه كان يعلم مسبقا انه لا يستطيع تحقيقها وانه سيقتل وتسبى نساؤه ومع ذلك خرج ليؤكد مبدأ الشهادة من اجل الاهداف الصالحة وقد تحقق كما بينا) .

تعليقنا في قضيتين

الاولى : كون الامة قد اصيبت بمرض الشك .

الثانية : كون الامة في عهد الحسين(ع) كانت تعرف الحق وتعرف الباطل ولكنها غير مستعدة للوقوف بوجه الباطل لان ذلك يكلفها كثيرا .

ونعلق هنا على القضية الاولى تاركين التعليق على القضية الثانية للرؤية الرابعة والخامسة .

اما التعليق على القضية الاولى فنلخصه في عدة مسائل :

المسألة الاولى :

هل الامة التي اصيبت بمرض (الشك) يراد بها أهل العراق او أهل الشام ؟

وبالتأكيد ان الرؤية لا تريد (اهل الشام) ؛ لان الشاميين أساسا لم يكونوا يعرفون عن علي(ع) شيئا حتى يشكوا في مبدئية الصراع بين علي(ع) ومعاوية بل كانوا معبَّئين من خلال الاعلام الاموي على ان الحق مع معاوية وان عليا(ع) مسؤول عن قتل خليفة المسلمين عثمان الذي يعتقدون بحرمته وقدسيته .

اذن تريد الرؤية ب (الامة) التي شكَّت بمبدئية الصراع بين علي(ع) ومعاوية (اهل العراق) .

وتنطلق هذه الرؤية من وجود عدد كبير من الروايات التاريخية التي تنسب الى علي(ع) وانه كان يتذمر من العراقيين ، وانهم لم يكونوا يستجيبون له حين كان يطلب منهم مواجهة الغارات التي شنَّها معاوية على أطراف البلاد .

و روايات أخرى نسبت الى الحسن(ع) إذ أبدى عدم ثقته باهل الكوفة .

ونحن نرى ان هذه الروايات وضعت على أيام أبي جعفر المنصور والخلفاء العباسيين من ابنائه ، لتطويق الكوفة التي كانت مع الحسنيين الثائرين وقد فصلنا فيها في كراسة اهل الكوفة .

المسالة الثانية :

اننا اذا استبعدنا الروايات المشهورة في تقييم موقف الكوفيين فما هي الرؤية الصحيحة وما هي الخلفية التي تسندها ؟

والجواب : هو ان الكوفيين انفتحوا على علي(ع) بشكل خاص منذ سنة  28 هجرية حين نهض بمشروع احياء سنة النبي(ص) في حج التمتع، وتحرك معه ابو ذر وعمار والمقداد ونظراؤهم في نشر احاديث النبي(ص) في حق علي(ع) واهل البيت ، وهي حركة انطلقت في المجتمع الاسلامي من مكة وفي موسم الحج واستمرت مدة سبع سنوات نفي خلالها ابو ذر واوذي عمار وغيرهما من الصحابة ، ونفي مالك الاشتر وكميل بن زياد ونظراؤهما الى الشام .

ثم تأكد هذا الانفتاح واتسعت روافده الفكرية من خلال انبعاث وقائع تاريخ علي(ع) مع النبي(ص) حين بويع وارتفع الحضر من السلطة عن نشر اخبار تلك الوقائع  ، وهي وقائع واحاديث تجعل عليا(ع) اقرب الناس الى النبي(ص) واكثرهم جهادا وتضحية بين يديه واعمقهم موقعا من الاسلام ومن رسوله(ص) .

ثم انتشار اخبار ظلامته في عهد الخلافة القرشية الاولى وهذا يستدر التعاطف بشكل خاص .

ثم اخبار بيعته بعد قتل عثمان ، تلك البيعة التي لا يشبهها الا استقبال اهل المدينة لرسول الله(ص) عندما جاء مهاجرا إليهم حين استقبله الصغير والكبير والرجل والمرأة .

ثم اخبار حركة قريش المسلمة /طلحة والزبير وعائشة ومعاوية واهل الشام لنقض بيعته ، وقتالها له في الجمل وفي صفين ، دون أي حدث ومنكر منه ، وتأييد النبي(ص) له في هاتين المعركتين حين قال للزبير (ستقاتل عليا وانت له ظالم) ، وحين اشار الى عائشة بذلك ايضا وذكر لها علامة (نباح كلاب اهل الحوأب لها) وقد صممت على الرجوع لما نبحتها كلاب الحوأب ، ولكنهم جاؤوا لها بأربعين رجل يشهدون لها ان المكان ليس الحوأب وهي اول شهادة زور في تاريخ الاسلام ، وحين قال (ص) (يا عمار تقتلك الفئة الباغية اخر شرابك ضياح من لبن) ، وكان عمار يقاتل مع علي(ع) وكانت فئة معاوية هي الفئة الباغية .

كل هذه الامور تزيد من قناعة الناس بعلي(ع) ولا تنتج شكاً به الا ان يكون الكوفيون شعبا دون بقية الشعوب في تلقي الحقائق والتفاعل معها ، نعم هناك نفوس مريضة محدودة تبقى على ولاءاتها السابقة ومنهم الخوارج ،

وقد امتحن الله تعالى ايمان الكوفيين بعلي(ع) في معركة النهروان ، حيث ان الطرف الآخر في المعركة هم إخوان وآباء افراد جيش علي(ع) وأساتذة لبعضهم في القرآن ، واقدموا عليهم وقتلوهم مع علي(ع) فاكرمهم الله تعالى بآية عظيمة وهي قصة ذي الثدية التي اشار اليها النبي(ص) بقوله : (تمرق على حين اختلاف من امتي مارقة يقتلها خير الناس ايتهم رجل مثدن اليد) ، وطلب علي(ع) ان يبحثوا عنه في القتلى فوجدوه بعد يأس وكبَّر علي(ع) وكبَّر العسكر كله وتوَّج ذلك كله رجوع الشمس امام جيشه بدعوته بعد عبوره بابل فضلا عن ذلك السيرة المشرقة لعلي(ع) في العدل وفي التعليم ، وفي مواعظه البليغة التي لا ترقى اليها موعظة بعد مواعظ الله تعالى ورسوله(ص) .

المسألة الثالثة :

ان الدراسة الفاحصة للمجتمع الاسلامي سنة 40 هجرية ، وهي السنة التي اضطلع فيها الحسن(ع) بمهمة الامامة الالهية من جانب ، وبمهمة القيادة السياسية للعراق والبلدان التي كان يحكمها علي(ع) من جانب آخر ، تبين لنا ان هناك ثلاث مشكلات كانت تعاني منها الامة الاسلامية :

الاولى : مشكلة عدم الامان في عموم الطرق بين الولايات الاسلامية هذه المشكلة خلقها معاوية ، بسبب غاراته على اطراف علي(ع) . هذه الغارات بدأها معاوية بعد فشل التحكيم . ويعضد ذلك بقية الخوارج داخل المجتمع العراقي . الذين يعدون العدة لمعاودة نشاطهم التخريبي والارهابي  والافسادي داخل المجتمع وقد قتل علي (ع) من قبل بعض هذه الحلقات الارهابية .  .

الثانية : مشكلة انشقاق معاوية الذي استحكم وسالت دماء الاف الابرياء بسببه ، وانتهى ببيعة الشاميين لمعاوية على الحكم بسيرة الشيخين ، وهو انشقاق ينطوي على تعدد القبلة والكتاب فيما لو استمر .

الثالثة : مشكلة جهل اهل الشام بسنة النبي(ص) في الحكم ، وبحديثه في فضائل علي(ع) فضلا عن الجهل التام بأخبار سيرته المشرقة التي احيت سيرة النبي(ص) ، ثم التعبد بلعنه والبراءة منه بسبب الاعلام الاموي الكاذب .

فضلا عن هذه المشكلات فإن هناك خطر الروم البزنطيين الذي كان يهدد الجبهة الشمالية الغربية للمسلمين .

وقد تقدم معاوية بأطروحة للصلح تقتضي التعايش السلمي ، وتجميد الغارات وامان الطرق بين الولايات . وليس من شك ان اطروحة معاوية لا تحقق سوى الامان لفترة مؤقتة ، اما مشكلة الانشقاق ومشكلة جهل اهل الشام فهما على حالهما بل تكرسهما .

وكان أمام الحسن(ع) :

ـ ان يقبل الدعوة الى السلم تطبيقا لقوله تعالى ﴿وَ إِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَها وَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ﴾ الأنفال/61 واذا استجاب لها يكون قد كرَّس انشقاق معاوية ، وجهل اهل الشام بموقع علي(ع) في الاسلام .

ـ او يرفض الدعوة الى السلم فيقال عنه انه يرغب في سفك الدماء .

ـ أو يتقدم بأطروحة أخرى للسلم تحل المشكلات الثلاث ، وهي منحصرة بطريقة واحدة فقط تتلخص بأن يتنازل الحسن(ع) لمعاوية ليكون رئيسا فعليا لكل البلاد الاسلامية بشروط معينة :

منها : ان يعمل معاوية بالكتاب والسنة ، وان لا يلزم الناس بسيرة الشيخين بل يتركهم احرارا يختارون ما يشاؤون ، وهذا يعني انه ليس للحاكم ان يعاقب انسانا على امره بالمعروف ونهيه عن المنكر باللسان او باليد . وهذا الشرط ينبه اهل الشام ان سيرة الشيخين ليست من الدين بل هي رأي شخصي للخليفتين .

ومنها : ان يترك لعن علي(ع) وان يذكره بخير . وهذا الشرط يهيئ اهل الشام ان يسمعوا الذكر الطيب لعلي(ع) على لسان النبي(ص) مما كانوا جاهلين به . فضلا عن انه يهيئهم لاستقبال اخبار السيرة المشرقة لعلي(ع) في الكوفة .

ومنها : امان شيعة علي(ع) الذين قاتلوا معه في الجمل وصفين . وهذا الشرط يتيح لهم حرية الحركة والتنقل بين الناس ، ويكون ذلك سببا لانتشار اخبار سيرة علي(ع) ، واحاديث النبي(ص) في حقه التي وعوها وصارت رسالة بالنسبة لهم ، يتحدثون بها في كل مكان يحلون فيه .

ومنها : ان يكون الحكم بعد معاوية للحسن(ع) فان حدث بالحسن(ع) حدث فليس لمعاوية ان يعهد الى احد من بعده بل يترك قضية الحكم للامة تبايع من شخصته النصوص النبوية اماما هاديا لا يجوز للامة ان تتجاوزة فتبايع شخصا اخر غيره تجعله حاكما على امام الهدى . وهذا الشرط يجعل الامة مالكة لزمام امرها ، فقد بايع اهل العراق الحسن(ع) إذ يعتقدون ان النص قام عليه وبايع اهل الشام معاوية لاعتقادهم انه اولى بالخليفة عثمان وكونه ثقة الخليفة الثاني والثالث ، ثم فسح الحسن(ع) بأطروحته المجال لمعاوية ان يحكم الامة كلها على وفق الشروط التي اشترطها ، وكذلك ينبغي له ان يفسح المجال للحسن(ع) ان يحكم الامة فاذا مات الحسن(ع) ومعاوية رجع الامر الى الامة تبايع من يشير اليه الكتاب والسنة وليس غير الحسين(ع) رجلا تشير اليه النصوص .

ان اطروحة الحسن في الصلح تفرض نفسها على معاوية ، وليس له الا ان يستجيب لها ، لأنها تحقق السلم وتزيد عليه مكاسب لا يحلم بها معاوية إذ تسلم حسب هذه الاطروحة النصف الشرقي من البلاد الاسلامية له ولم يكن يحلم بذلك تماما ، ولكن قبوله لهذا المكسب الجديد الذي يسيل له لعابه سوف يخلق له مشكلتين اساسيتين هما :

1 . افتضاحه امام اهل الشام حين يعطي الامان لكل اهل العراق وفيهم قَتلَة عثمان كما روَّج اعلامه لذلك .

2 . اطلاع اهل الشام على احاديث النبي(ص) في علي(ع) واهل بيته(ع) وعلى حديثه(ص) في بني امية .

وكلا المشكلتين لهما حل جاهز في ذهنية معاوية :

اما المشكلة الاولى ، فما ايسر معالجتها عنده ، إذ سوف يبين لأهل الشام ان مع السلم سيادة اهل الشام على اهل العراق ، وهو أمر لم يحلم به اهل الشام ايضا ، وهو ان تكون بلادهم مركز الدولة الاسلامية المترامية في اطرافها .

اما المشكلة الثانية ، فقد ادخر لها معاوية الغدر ونقض العهد ، وهو ما وشجت عليه اصوله يوم نقض ابوه عهد النبي(ص) في الحديبية بعد سنتين من ابرامه معه .

استجاب معاوية لأطروحة الحسن(ع) وبذلك استطاع الحسن(ع) ان يعالج مشكلات الامة الثلاث افضل معالجة :

اولا : توحد شقا الامة ، وامتزج بعضهما مع البعض الآخر . وعادت هيبة الامة واستطاع معاوية ان يصالح الروم في السنة الاولى ثم يحاربهم في السنة الثانية وينتصر عليهم .

ثانيا : وعرف اهل الشام احاديث النبي(ص) في حق علي(ع) وعرفوا سيرته المشرقة .

ثالثا : وعاش شيعة علي(ع) عشر سنوات في امان تام وحرية ينشرون ما عرفوه من سيرة علي(ع) ، يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ، . عاش الناس حرية حقيقية كتلك التي عاشوها زمن علي(ع) ، فالسلطة لا تضغط على المواطن لتفرض رأيها عليه ، ويستطيع كل مواطن ان يعبر عما يجول في خاطره ازاء السلطة ولا يخشى العقوبة على مخالفتها في رايها ، تحمل معاوية ذلك ولما عاتبه اصحابه على تلك الحرية لخصومه كان يقول لهم (انّا لا نحول بين الناس وبين السنتهم ما داموا لا يحولوا بيننا وبين ملكنا) .

وقد يثار امام هذه الرؤية للصلح احتمال ان يخون معاوية وينقض الشروط مع الحسن(ع) ؟ .

وجواب هذا الاحتمال ان ذلك بالتأكيد لم يغب عن الامام الحسن(ع) ولا عن اصحابه ، وكونه ابرز خطر محتمل تنطوي عليه الاطروحة الحسنية للصلح ، وهو في نفسه خطر عظيم ؛ لان معاوية سوف ينتقم من شيعة علي(ع) ، كما انه سوف يعمل على رفع الخلافة الى مستوى اعلى من مستواها التنفيذي ليجعل منها موقعا تشريعيا الى جانب موقعها التنفيذي ، كما صنعت خلافة قريش المسلمة ذلك ، ثم يضيف الى ذلك لعن علي(ع) ، ليشفي غيظه منه ويربي اهل الشام واجيال الامة الجديدة على تلك البدعة ، وهذا معناه تحريف الاسلام وعودة الحالة الفرعونية في الامة الاسلامية .

وقد تحقق هذا الاحتمال ، وعمل معاوية عشر سنوات جاهدا لتكريس هذه الاطروحة .

ان الحسن(ع) عمل وفق خطة الهية كانت قد ادخرت الحسين(ع) لإنقاذ الامة من محنتها الجديدة كما سياتي بيانه في الرؤية الخامسة .

الرؤية الرابعة

مفادها :

ـ ان الحسين(ع) نهض ليستشهد .

ـ ان الحسين(ع) ربط نهضته واستشهاده بشعار بطلان الخلافة حين نهض ضدها ورفض بيعتها هذه الخلافة التي كانت سببا في ضياع الاحكام الاسلامية وتحريفها .

ـ كما رفع شعار صحة امر امامة اهل البيت: التي هي مفتاح معرفة الاحكام الاسلامية .

ـ وكان الحسين(ع) بل الامة على علم بشهادته اخبرها بذلك النبي(ص) .

ـ وقد انهار اللباس الديني للخلافة ، وتجرأت الامة على الثورة بوجهها ، وانهارت على ايديهم , واستطاع الائمة من ذرية الحسين(ع) من خلال تعاطف الامة معهم والتفافهم حولهم ان ينشروا احكام الاسلام ويحيوا سنة النبي(ص) .

وقد تبنى هذه الرؤية العلامة العسكري في كتابه معالم المدرستين ، وتفصيل ذلك في كلماته التالية :

قال : [ان (الخلافة) كانت قد اصبحت مقدسة في زمن معاوية ويزيد بالشكل الذي لو بويع الحسين(ع) على الحكم لما استطاع ان يعيد الى المجتمع الاحكام الاسلامية التي بدلها الخلفاء وغيروها باجتهاداتهم ، كما لم يستطع الامام علي(ع) ان يفعل ذلك بالنسبة الى اجتهادات الخلفاء الثلاثة من قبله حين حاول ان يعيد الامة الاسلامية الى سنة الرسول(ص) ، ولكان على الحسين(ع) ان يقر اجتهادات معاوية على حالها بما فيها لعن ابيه الامام علي(ع) على جميع منابر المسلمين بالإضافة الى اجتهادات الخلفاء السابقين] .

[فضلا عن ذلك فان الخلافة كانت قد روَّضت الناس على فكرة ان الخروج على الخليفة شق لعصا المسلمين ومروق من الدين , وكون الدين هو ما يراه الخليفة , وان التدين اساسه طاعة الخليفة) , (ويتضح من ذلك ان المشكلة يوم ذاك لم تكن مشكلة تسلط الحاكم الجائر كي يعالج بتبديله بحاكم عادل بل كانت مشكلة ضياع الاحكام الاسلامية .

وفي ضوء ذلك فان بيعة الحسين(ع) ليزيد تمنحه الشرعية بكونه ممثلا لله ولرسوله(ص) وانه طاعته وطاعة نظرائه الخلفاء واجبة على كل حال وهذا معناه القضاء على شريعة جده .

ومن هنا كان مشروع الحسين(ع) هو ان يرفض بيعة يزيد مع دعوة الى القيام المسلح ضده وضد مشروع الخلافة لتغييرها مقرونا ذلك بطرح امامة اهل البيت واحياء سيرة جده النبي(ص) وابيه علي(ع) .

وهكذا كان امره في المدينة وفي مكة , وعرض نفسه على المعتمرين والوافدين لحج بيت الله من كل فج عميق ، وهو يروي لهم سيرة جده ، وانحراف الخليفة عن تلك السيرة ، ويخوفهم معصية الله ، ويحذرهم عذابه يوم القيامة طالبا منهم نصرته وحمايته من الخلافة التي اهدرت دمه ، لأنه لم يبايع ] .

[باشر الحسين(ع) القيام المسلح بأخذه البيعة ممن بايعه على ذلك ثم في قتال سفيره مسلم ثم في توجهه الى العراق ,

وكان بإمكان جماهير الحجيج ان يلتحقوا به بعد الحج بركبه المتمهل في السير .

وكان بإمكان اهل الحرمين والعراقيين وسائر البلاد الاسلامية ان يلبوا دعوته حين استنصرهم .

ولكنهم جميعا اشتركوا في خذلانه وان تفرد اهل الكوفة بحمل العار في دعوته وتلبيته ثم قتلهم اياه] . (خلاصة معالم المدرستين/٤٠٥ ـ ٤٢٧) .

[واتخذ الحسين(ع) الشهادة طريقا لتحقيق هدفه , فقد كان من آثار مقتله ثورات المسلمين على حكم آل امية بدءا بثورة اهل الحرمين وانتهاء بثورة العباسيين حيث انهارت الدولة الاموية ,

والى جانب ذلك استطاع ائمة اهل البيت ان يجددوا شريعة جدهم سيد الرسل بعد اندراسها ونشطت مدرستهم في نشر احكام الاسلام] .

تعليقنا على قضيتين

الاولى : الاشارة الى امر جديد تميزت به رؤية العلامة العسكري عن الرؤيتين السابقتين وبخاصة الرؤية الثالثة وهذا الامر الجديد يتمثل (بكون المشكلة يوم ذاك لم تكن مشكلة تسلط الحاكم الجائر فقط كي يعالج بتبديله بحاكم عادل ، بل كانت مشكلة تحريف وضياع الاحكام الاسلامية بسبب الخلافة المتسترة بلباس الدين) .

والحق مع العلامة العسكري في هذه المسالة حيث ان جيلا كاملا في الامة من عمر 15 سنة الى عمر 25 سنة لا يعرف شيئا من الاحكام الاسلامية الصحيحة ولا الاحاديث النبوية الصحيحة . أي ان هذا الجيل في شرق البلاد الاسلامية الواسعة وغربها جيل مسلم ، ولكنه ضال لا يعرف وليا لله يقوده الى الله تعالى غير الخليفة الاموي واسلافه الخلفاء الثلاثة ، ويتعامل مع تشريعات الخلافة الاولى وتعاليم معاوية على انها جزء من الدين ، ولا يعرف عدوا لله غير علي بن ابي طالب(ع) ، وانه كان مفسدا في الدين يجب لعنه والبراءة منه . بينما رؤية الشهيد الصدر لم تتطرق الى هذا الامر الخطير بل ركزت الرؤية على ان الامة كانت تعرف الحق من الباطل وتعرف ان الدين يدعو الى الثورة ضد بني امية ولكنها ضعيفة الارادة غير مستعدة للتضحية .

الثانية : تسجيل ملاحظة على قوله (لو بويع الحسين(ع) على الحكم لما استطاع ان يعيد الى المجتمع الاحكام الاسلامية التي بدلها الخلفاء وغيروها باجتهاداتهم ، كما لم يستطع الامام علي(ع) ان يفعل ذلك بالنسبة الى اجتهادات الخلفاء الثلاثة من قبله حين حاول ان يعيد الامة الاسلامية الى سنة الرسول(ص) , ولكان على الحسين(ع) ان يقرّ اجتهادات معاوية على حالها بما فيها لعن ابيه الامام علي(ع) على جميع منابر المسلمين بالإضافة الى اجتهادات الخلفاء السابقين) .

والحق ان هذا القول تصعب الموافقة عليه بل ليس صحيحا ، اذ لم تكن من سياسة علي(ع) حين بسطت له الامور ان يفرض رأيه على الناس بل تركهم وشأنهم حين تكون المسألة تخص الفرد ، فلم يستخدم سلطانه لفرض متعة الحج على الناس ولا المنع من ممارسة صلاة التراويح مع أن رأيه فيها هو الحق ، ولكنه تركها لقناعة الافراد ، وليعيد للامة المناخ السياسي الذي اسسه النبي الذي يتحمل تعددية الآراء فيما يتعلق بشؤون الفرد ليعمل كل بما يعتقد ويرى الم يقر النبي (ص)  اهل الذمة على عباداتهم يمارسونها بحرية في كنائسهم  ؟ .

ولعن الامام علي(ع) ليس من قبيل مسالة صلاة التراويح التي هي مسألة فردية وان بدت في شكل جماعة ، اما مسألة لعن علي(ع) فهي ترتبط بمصدر التشريع وقيادة المجتمع الى الله تعالى وهي اهم قضية في الرسالة وتتصل بعموم السائرين الى الله تعالى وليست مسالة تخص أفرادا معدودين .

لقد استطاع علي(ع) ان ينشر كل الثقافة الاسلامية التي يعتقد بها ، ويعتقد بها حملتها من الصحابة ، اذ لم يقيد احدا منهم بان يروي امرا دون غيره ، اما ان يحمل كل فرد مسلم على ان يعمل بما يراه علي(ع) صحيحا فلم يكن من سياسة علي(ع) كما بينا .

الرؤية الخامسة

تتفق مع الرؤية القائلة : ان نهضة الحسين(ع) كانت على اساس الامر بالمعروف والنهي عن المنكر وليست على اساس دعوة الكوفيين لاستلام الحكم .

وتتفق مع الرؤية القائلة : ان الحسين(ع) كان على علم بشهادته حين اقدم على النهضة ، وهذه الحقيقة تعرف بها الامة من خلال احاديث النبي(ص) ، بل يعرف اهل الكتاب ذلك ايضا من خلال اخبار انبيائهم لهم ، ومن خلال كتابهم الذي يتداولونه .

وكذلك تتفق مع الرؤية القائلة : ان يوم عاشوراء كان فتحا ، وكل خير في هذه الامة من هداية او اصلاح كالوصول الى عقيدة صحيحة او التحرر من عقيدة منحرفة او التحرر من نظام سياسي تجاوز الحد في طغيانه ، فهو من هذه الوقفة المظفرة للحسين(ع) وصحبه رضوان الله عليهم .

وتختلف الرؤية مع غيرها وبخاصة مع ما طرحه الباحث الالماني (ماربين) في كتابه (السياسة الحسينية) وتبناه بعض المفكرين الاسلاميين : (ان الحسين(ع) اراد ان يصنع مشهدا مأساويا من واقعة كربلاء وانه قد اعدَّ مقدمات تلك الشهادة التراجيدية اعدادا خاصا ؛ ليتمكن من تحريك عواطف الناس وتوظيفها حد الامكان ضد بني امية ولصالح بني هاشم ، ولم يكن يطمح سوى ان يقتل في تلك الواقعة وقد اختار افضل وسيلة لإنجاز تلك المهمة وهي الظهور بمظهر المظلوم الغريب حتى تأخذ الواقعة موقعها المؤثر في القلوب على احسن وجه) .

 ان الصحيح هو ان يقال :

ان الحسين(ع) كان تكليفه الشرعي ان ينهض للإصلاح برفض بدعة معاوية الذي احيا بدع قريش المسلمة وكان علي (ع)قد وقف في وجهها ، واضاف معاوية امرا جديدا عليها وهو ان تكون خلافة النبي(ص) في قريش ثم بني امية مضافا الى لعن علي(ع) بصفته ملحدا في الدين ، ثم رفع الحسين شعار احياء سيرة جده النبي(ص) وابيه علي(ع) وان ولايته هي ولاية النبي(ص) وهي ولاية الله تعالى ، وهكذا فان الاصلاح يتم بمقومين الاول العودة الى الامامة الالهية الهادية بعد النبي(ص) وهي علي(ع) واهل بيته المعصومين(ع) ورفض قريش الاموية التي ادعت مقام خلافة النبي(ص) والامامة الهادية لنفسها متمثلة في بيت معاوية وربت النشء على البراءة من علي(ع) بوصفها ملحدا في الدين .

ووقف الحسين(ع) عند شعاره لا يبايع يزيد ولم يتراجع عنه حتى حينما حوصر وعياله معه وخيّر بين اثنتين اختار ان يقتل على ان يبايع ويحيا ذليلا ، ودافع عن نفسه اشد دفاع ، وانتقمت منه بنو امية اشد انتقام وحاولت المبالغة في اذلاله بان سيرت اسرته سبايا مع راسه ورؤوس اصحابه في مشهد تقشعر له الابدان ، وكان الهدف من اصطحاب الحسين(ع) نساءه معه خشيته من ابقاهم في مكة فيؤخذوا رهائن للضغط عليه كما اخذوا من قبل آمنة بنت الشريد زوجة عمرو بن الحمق الخزاعي . وكانت هذه الظلامة بسبب شعارها الالهي فاتحة هادية لحركة الهدى الى الابد وحفظت تراث النبوة الخاتمة وتراث النبوات الاولى 3.

لمزيد من المعلومات يمكنكم مراجعة الروابط التالية:

  • 1. نقل لي الشهيد المهندس الشيخ حسين باقر رحمه الله سنة 1979وكان يتابع نظرية عمل الائمة (ع) لدى الشهيد الصدر ان السيد الشهيد كان يفكر باطروحة اخرى غير ان القدر لم تسمح له لكي يكتب اطروحته الجديدة ولا ان يبين معالمها الجديدة .
  • 2. كما عبر بذلك الحجة الشيخ محمد مهدي شمس الدين في كتابه ثورة الامام الحسين.
  • 3. السيد سامي البدري، النجف الاشرف، محرم الحرام سنة 1432هـ.