لماذا يحرم اكل الطحال و الحال انه عضو مهم و مفيد في جسم الانسان ؟

يحاول البعض الاستدلال لجواز أكل الطحال 1 بكونه عضو مهم و مفيد في الجسم ، و بما أنه كذلك فهو حلال يجوز أكله، حاله حال الكبد.
نقول في جواب من يقول بأن:  "كل ما يفيد الانسان فهو حلال، و لأن الطحال يفيد الانسان لكونه مركز انتاج الكريات الحمر، و هي (أي الكريات الحمر) مفيدة للإنسان، فالطحال حلال".
إن هذا الاستدلال استدلال خاطئ لأمور:

  1. إن تبيين الحلال و الحرام من مختصات الشريعة الإسلامية و ليس لأحد أن يُحلل أو يُحرم استناداً إلى بعض الاستحسانات و التصورات، و لقد بيَّنت الشريعة الإسلامية بالتفصيل الحلال و الحرام و علينا الالتزام بما جاءت به الشريعة الاسلامية حتى نكون مسلمين حقاً.
  2. صحيح أن الطحال عضو مفيد في جسم الانسان و له فوائد كثيرة، لكن ليس معنى ذلك أن كل ما هو مفيد يجوز أكله، ذلك لأن الطحال مفيد للانسان حال كونه في مكانه المناسب كعضو مفيد و حساس يقوم بدوره و وظائفه التي أرادها الله عَزَّ و جَلَّ له، و ليس أكله من تلك الوظائف، و لو كان هذا الاستدلال صحيحاً يمكن إتخاذه قاعدة لمعرفة الحلال و الحرام لجاز أكل كل شيء مفيد موجود في جسم الإنسان، لأن الأعضاء و المواد الموجودة في الجسم كلها مفيدة و لم يخلقها الله جل جلاله عبثاً، و عليه فيجوز أكل الشعر و الظفر و شرب الدم و و، و ليس كذلك قطعاً.

الفرق بين الطحال و الكبد و كلاهما مفيدان للجسم

مَرَّ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عليه السلام بِالْقَصَّابِينَ فَنَهَاهُمْ عَنْ بَيْعِ سَبْعَةِ أَشْيَاءَ مِنَ الشَّاةِ : نَهَاهُمْ عَنْ بَيْعِ الدَّمِ، وَ الْغُدَدِ، وَ آذَانِ الْفُؤَادِ، وَ الطِّحَالِ، وَ النُّخَاعِ، وَ الْخُصَى، وَ الْقَضِيبِ .
فَقَالَ لَهُ بَعْضُ الْقَصَّابِينَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، مَا الْكَبِدُ وَ الطِّحَالُ إِلَّا سَوَاءٌ؟!
فَقَالَ لَهُ: "كَذَبْتَ يَا لُكَعُ 2، ائْتُونِي بِتَوْرَيْنِ 3 مِنْ مَاءٍ أُنَبِّئْكَ بِخِلَافِ مَا بَيْنَهُمَا".
فَأُتِيَ بِكَبِدٍ وَ طِحَالٍ وَ تَوْرَيْنِ مِنْ مَاءٍ.
فَقَالَ عليه السلام : "شُقُّوا الطِّحَالَ مِنْ وَسَطِهِ، وَ شُقُّوا الْكَبِدَ مِنْ وَسَطِهِ".
ثُمَّ أَمَرَ عليه السلام فَمُرِسَا 4 فِي الْمَاءِ جَمِيعاً، فَابْيَضَّتِ الْكَبِدُ وَ لَمْ يَنْقُصْ شَيْ‏ءٌ مِنْهُ، وَ لَمْ يَبْيَضَّ الطِّحَالُ وَ خَرَجَ مَا فِيهِ كُلُّهُ وَ صَارَ دَماً كُلُّهُ حَتَّى بَقِيَ جِلْدُ الطِّحَالِ وَ عِرْقُهُ.
فَقَالَ لَهُ: " هَذَا خِلَافُ مَا بَيْنَهُمَا، هَذَا لَحْمٌ وَ هَذَا دَمٌ " 5.

تحريم الطحال في وصية النبي لعلي

عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ عليه السلام، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه و آله أَنَّهُ قَالَ فِي وَصِيَّتِهِ لَهُ‏: "يَا عَلِيُّ، حُرِّمَ مِنَ الشَّاةِ سَبْعَةُ أَشْيَاءَ:

  1. الدَّمُ.
  2. وَ الْمَذَاكِيرُ 6.
  3. وَ الْمَثَانَةُ.
  4. وَ النُّخَاعُ 7.
  5. وَ الْغُدَدُ 8.
  6. وَ الطِّحَالُ‏.
  7. وَ الْمَرَارَةُ 9 " 10.
  • 1. الطحال (Spleen): عضو إسفنجي رقيق أرجواني اللون يقوم بدور تنقية الدم من المواد الضارة، و هو مقبرة الكريات الحمر و مثواها الأخير.
  • 2. اللكع: الصغير أو اللئيم أو الوسخ.
  • 3. تورين: تثنية تَوْر، و التور: إناء صغير من صِفر أو خزف يشرب منه و يتوضأ فيه.
  • 4. أي دُلِكا.
  • 5. الكافي: 6 / 253، للشيخ أبي جعفر محمد بن يعقوب بن إسحاق الكُليني، المُلَقَّب بثقة الإسلام، المتوفى سنة: 329 هجرية، طبعة دار الكتب الإسلامية، سنة: 1365 هجرية/شمسية، طهران/إيران.
  • 6. المذاكير: جمع الذّكَر على خلاف القياس و لعله انما جمع لشموله للخصيتين تغليبا او لما حوله.
  • 7. النخاع، أي النخاع الشوكي، أو الحبل الشوكي (Spinal Cord)، و يمتد في القناة الفقارية في العمود الفقاري، و يقوم الحبل الشوكي بتوصيل الإِشارات العصبية من و إلى الدماغ من جميع أجزاء الجسم.
  • 8. الغُدد، و هي كُتل لحمية رمادية اللون غالباً تتواجد في أماكن مختلفة من الجسم تتخلل الطبقات الدهنية غالباً، و هي مختلفة الأحجام.
  • 9. المرارة، أو الكيس المراري و هو كيس يشبه الكمثرى يقع أسفل الكبد.
  • 10. الخصال: 2 / 341، للشيخ أبي جعفر محمد بن علي بن حسين بن بابويه القمي المعروف بالشيخ الصدوق، المولود سنة: 305 هجرية بقم، و المتوفى سنة: 381 هجرية، الطبعة الأولى، سنة: 1403 هجرية، قم/إيران.

2 Comments

العلاقات العامة (PR Islam4u)'s picture

إثم أكبر من النفع

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.. لا شك أن الله تعالى عندما حرم على عباده أمرما لأنه يخالف سير تكامله وعبوديته. و عليه فإنه ربما هناك أشياء فيها بعض الفوائد إلا أن تلك الفوائد غير مطلوبة لما تحمله من أشياء ضارة وكمما يقول القران الكريم ..يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ ۖ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِن نَّفْعِهِمَا. 

وفقك الله