حقول مرتبطة:
الكلمات الرئيسية:
الأبحاث و المقالات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع بالضرورة ، بل تعبر عن رأي أصحابها
استحقاق الثواب والعقاب
موجبات استحقاق الثواب1
1 ـ فعل الواجب.
2 ـ فعل ما له صفة الندب والاستحباب.
3 ـ الامتناع من فعل القبيح.
الفرق بين استحقاق المدح واستحقاق الثواب :
إنّ موجبات استحقاق المدح 2، هي نفسها موجبات استحقاق الثواب،
لكن يشترط في استحقاق الثواب إطاعة المولى 3.
استحقاق الثواب
1 ـ إنّ اللّه تعالى وعد المؤمنين أن يعطيهم الثواب إزاء التزامهم بتكاليفه ، وخُلف الوعد قبيح ، واللّه تعالى منّزه عن فعل القبيح 4.
2 ـ إنّ اللّه تعالى تفضّل على العباد وجعل أعمالهم ملكاً لهم ، ثمّ جعل ما يثيبهم إزاء أعمالهم الصالحة أجراً لهم ، وقد قال تعالى:﴿ إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَىٰ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ ... ﴾ 5.
ومن هذا المنطلق تكون الإثابة الإلهية على طاعة العباد من باب "الاستحقاق" دون "التفضّل"6.
3 ـ إنّ العبد يثاب على التزامه بالتكاليف الإلهية من باب "الاستحقاق" دون "التفضّل" ، ولكنّه لا ينال المغفرة الإلهية إزاء الذنوب التي ارتكبها ، ولا ينال المراتب العليا في الجنة إلاّ بفضل اللّه تعالى ، ولهذا ينبغي للعباد أن يكون أملهم بفضل اللّه تعالى لا بعدله.
وهذا ما أكّدت عليه أحاديث أهل البيت(عليهم السلام) منها:
قال الإمام علي(عليه السلام):
"اللهم احملني على عفوك ، ولا تحملني على عدلك"7.
قال الإمام علي بن الحسين(عليه السلام):
"واحملني بكرمك على التفضّل، ولا تحملني بعدلك على الاستحقاق"8.
وهذا ما يثبت "الاستحقاق" ، ولكنه يرشد العبد إلى أن يكون أمله بالفضل الإلهي، لا على ما يستحقه إزاء طاعته للّه تعالى.
تأجيل الثواب الإلهي
إنّ في تأجيل الثواب إلى يوم القيامة ـ كما وعد اللّه ـ فضلا كبيراً منه تعالى على عباده المطيعين ، لأنّ الثواب الأُخروي يفوق الثواب الدنيوي الذي يعتريه النقص.
موجبات استحقاق العقاب 9
1 ـ فعل القبيح.
2 ـ الإخلال بالواجب.
الفرق بين استحقاق الذم واستحقاق العقاب :
إنّ موجبات استحقاق الذم 10 هي نفسها موجبات استحقاق العقاب ، ولكن يشترط في استحقاق العقاب أن يكون فاعل القبيح أو المخل بالواجب عالماً بأنّ منفعته ومصلحته تكمن في تركه للقبيح وفعله للواجب ، ومع ذلك يقوم بفعل القبيح وترك الواجب 11.
استحقاق العقاب
1 ـ يشترط في استحقاق العقاب:
أوّلاً: أن يكون المكلَّف عالماً بقبح القبيح ووجوب الواجب ، أو متمكّناً من العلم بذلك.
ثانياً: أن لا يكون المكلَّف مجبوراً في فعل القبيح والإخلال بالواجب.
وهناك شروط أُخرى تعبّدية يمكن التعرّف عليها عن طريق مراجعة الكتب الفقهية.
2 ـ إنّ العقاب ـ كما يثبت العقل ـ حقّ اللّه تعالى ، وله أن يعاقب العصاة كما أوعد، وله أن يعفو عنهم من باب التفضّل، لأنّ العفو لا يقدح في الوعيد، وخلف الوعيد غير قبيح 12.
ولكن العقاب ـ كما يثبت الشرع ـ يقتضيه العدل الإلهي، ودليل ذلك 13:
أوّلاً: إنّ معاقبة العاصين من مستلزمات العدل، والعادل لا يساوي بين المطيع والعاصي وبين البريء والمجرم.
وقد قال تعالى:﴿ أَفَمَنْ كَانَ مُؤْمِنًا كَمَنْ كَانَ فَاسِقًا لَا يَسْتَوُونَ ﴾ 14
ثانياً: يستلزم ترك معاقبة العاصين أن يكون التشريع وترتيب الجزاء على العمل لغواً وعبثاً، واللّه تعالى منزّه عن ذلك 15.
- 1. انظر: شرح جمل العلم والعمل ، الشريف المرتضى: أبواب العدل، باب ما يجب اعتقاده في أبواب العدل ، موجبات الثواب والشكر ، ص135. الاقتصاد، الشيخ الطوسي: القسم الثالث ، الفصل الأوّل ، ص182. المسلك في أصول الدين، المحقّق الحلّي: النظر الثاني، البحث الرابع، المطلب الرابع، ص116. اللوامع الإلهية، مقداد السيوري: اللامع الثاني عشر، القطب الثاني، الفصل الأوّل ، البحث الأوّل ، ص433.
- 2. معنى المدح: قول ينبئ عن عظم حال الغير. انظر: الذخيرة، الشريف المرتضى ، الكلام في الأفعال وما يستحق بها وعليها و... ، ص276. الاقتصاد، الشيخ الطوسي: القسم الثالث ، الفصل الأوّل ، ص180.
شروط المدح:
1 ـ أن يقصد به التعظيم.
2 ـ أن يكون اللفظ موضوعاً للتعظيم.3- أن يكون المادح عالماً بعظم حال الممدوح ، والظن والاعتقاد لا يقوم مقام العلم في هذا المجال ، لأنّ المدح لا يكون إلاّ مستحقاً، ولا يصح ذلك إلاّ مع العلم.
تنبيه:
إنّ المدح يتحقّق عن طريق القول وعن طريق الفعل ، كقيام الإنسان لغيره مع القصد إلى تعظيمه ، ولكن الفعل لا يسمى مدحاً حقيقة، وإنّما يجوز تسميته مدحاً مجازاً.انظر: الاقتصاد ، الشيخ الطوسي: القسم الثالث ، الفصل الأوّل ، ص180 ـ 181.
- 3. من هذا المنطلق يستحق اللّه المدح دون الثواب إزاء فعله للواجب وللندب وتركه للقبيح.
للتوسّع راجع: الذخيرة، الشريف المرتضى: الكلام في الأفعال و... ، ص276.
شرح جمل العلم والعمل ، الشريف المرتضى: أبواب العدل ، باب ما يجب اعتقاده في أبواب العدل، موجبات الثواب والمدح ، ص135.
الاقتصاد، الشيخ الطوسي: القسم الثالث، الفصل الأوّل ، ص182 ، 183. - 4. انظر: الاقتصاد، الشيخ الطوسي: القسم الثاني ، الفصل السادس: ص145 ـ 146.
- 5. القران الكريم: سورة التوبة (9)، الآية: 111، الصفحة: 204.
- 6. انظر: بداية المعارف الإلهية، محسن الخرازي: ج1، عقيدتنا بالعدل، ص98.
- 7. نهج البلاغة ، الشريف الرضى: خطب أمير المؤمنين، رقم 227، ص477.
- 8. الصحيفة السجادية الجامعة: دعاء 93: في طلب الحوائج إلى اللّه تعالى ، أوّل الدعاء: اللهم يا منتهى مطلب الحاجات ، ص86.
- 9. انظر: شرح جمل العلم والعمل ، الشريف المرتضى: أبواب العدل، موجبات الذم والعقاب: 136 ـ 137. الاقتصاد، الشيخ الطوسي: القسم الثالث ، الفصل الأوّل ، ص185. اللوامع الإلهية، مقداد السيوري: اللامع الثاني عشر، القطب الثاني، الفصل الأوّل ، البحث الأوّل، ص433.
- 10. معنى الذم: قول ينبئ عن اتّضاع حال الغير. انظر: الذخيرة، الشريف المرتضى: الكلام في الأفعال وما يستحق بها وعليها و... ، ص276. الاقتصاد، الشيخ الطوسي: القسم الثالث: الفصل الأوّل ، ص181. وأمّا شروط الذم فهي مثل شروط المدح التي ذكرناها في الهامش قبل قليل. أمّا ما يرتبط بتحقّق الذم عن طريق الفعل ، فالكلام فيه مثل ما ذكرناه في مسألة المدح. راجع بداية هذا المبحث في الهامش.
- 11. انظر: الذخيرة، الشريف المرتضى: باب في أحكام العقاب وجهة استحقاقه وتفصيل أحواله ، ص295. الاقتصاد ، الشيخ الطوسي: القسم الثالث ، الفصل الأوّل ، ص189. للتوسّع راجع: الاقتصاد، الشيخ الطوسي: القسم الثالث ، الفصل الأوّل ، 189. الذخيرة ، الشريف المرتضى: باب في أحكام العقاب وجهة استحقاقه و... ، ص295.
- 12. انظر: شرح جمل العلم والعمل، الشريف المرتضى: أبواب العدل، جواز عفو اللّه، ص 144، 145.
- 13. انظر: بداية المعارف الإلهية، محسن الخرازي: ج1، عقيدتنا بالعدل، ص99.
- 14. القران الكريم: سورة السجدة (32)، الآية: 18، الصفحة: 416.
- 15. المصدر: كتاب العـدل عند مذهب أهل البيت (عليهم السلام) لـشيخ علاء الحسّون.