الأبحاث و المقالات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع بالضرورة ، بل تعبر عن رأي أصحابها

هل انتم مع هذه المعتقدات الدينية التي تعلمونها للعوام ؟ هل ستدخلون النار ام الجنة ؟

نص الشبهة: 

هل أنتم مع هذه المعتقدات الدينية التي تعلمونها للعوام، هل ستدخلون النار أم الجنة؟

Answer: 

سندخل الجنة إن شاء الله تعالى؛ لأن الله سبحانه وعد المؤمنين بدخول جنته، والله لا يخلف وعده، ونحن بهذا واثقون، والحمد لله رب العالمين.
ونحن لم نجد طريقا إلى الجنة إلا طريق أهل البيت عليهم السلام، ولذلك اتبعناهم، وإن لقينا من البلاء والعناء ما لقينا.
وأما أنت يا أخي الكريم فإنك لست واثقاً حتى من إيمانك، فكيف تثق بأنك ستدخل الجنة، ولهذا أفتى جملة من علماء أهل السنة بأنه لا يجوز للرجل أن يقول: (أنا مؤمن) إلا أن يلحقه بالمشيئة، فيقول بعد ذلك: (إن شاء الله). أو يقول: (لا أدري أنا عند الله عزَّ وجل شقي أم سعيد، أمقبول العمل أم لا). أو يقول: (أرجو إن شاء الله) 1.
وعن قتادة أن عمر بن الخطاب قال: مَن زعم أنه مؤمن فهو كافر، ومن زعم أنه في الجنة فهو في النار 2.
قال ابن بطة الحنبلي: فمن صفة أهل العقل والعلم أن يقول الرجل: أنا مؤمن إن شاء الله 3.
وأخرج ابن بطة عن أحمد بن حنبل قال: حدّثني علي بن بحر، قال: سمعت جرير بن عبد الحميد يقول: كان الأعمش ومنصور ومغيرة وليث وعطاء بن السائب وإسماعيل بن أبي خالد وعمارة بن القعقاع، والعلاء بن المسيب، وابن شبرمة، وسفيان الثوري، وأبو يحيى صاحب الحسن وحمزة الزيات، يقولون: (نحن مؤمنون إن شاء الله)، ويعيبون مَن لا يستثني 4.
وهذا كله ناشئ من شكّهم في أنهم مؤمنون كما لا يخفى، مع أن الإيمان لا بد أن يكون عن جزم ويقين، ولا يكون بالشك والظن والتخمين.
وقال ابن بطة: ولكن الاستثناء يصح من وجهين:
أحدهما: نفي التزكية، لئلا يشهد الإنسان على نفسه بحقائق الإيمان وكوامله...
ويصح الاستثناء من وجه آخر يقع على مستقبل الأعمال ومستأنف الأفعال، وعلى الخاتمة، وبقية الأعمال، ويريد أني مؤمن إن ختم الله لي بأعمال المؤمنين، وإن كنت عند الله مثبتاً في ديوان أهل الإيمان، وإن كان ما أنا عليه من أفعال المؤمنين أمراً يدوم لي ويبقى عليَّ حتى ألقى الله، ولا أدري هل أصبح وأمسي على الإيمان أم لا... فأنت لا يجوز لك إن كنت ممن يؤمن بالله وتعلم أن قلبك بيده، يصرفه كيف شاء، أن تقول قولاً جزماً حتماً: إني أصبح غداً كافراً ولا منافقاً. إلا أن تصل كلامك بالاستثناء، فتقول: إن شاء الله. فهكذا أوصاف العقلاء من المؤمنين 5.
وكما لا يخفى أن كلام ابن بطة يدل على شكهم في إيمانهم؛ لأن محل الكلام هو هل أنا الآن متَّصف بالإيمان أم لا، وهذا أمر وجداني يشعر به كل مؤمن، ويدرك في نفسه أنه معتقد بالحق جازم به، وأما ما يكون في مستقبل الأيام فلا علم لنا به، فلا ينبغي لمؤمن أن يقول: (أنا سأبقى مؤمناً إلى ما بعد سنة) ؛ لأن هذا أمر غيبي لا نجزم به، ولا طريق لنا إلى معرفته، فلا يصح هذا القول من هذه الجهة إلا بالاستثناء، وليس هذا موضع كلامنا.
وقولي: (إني مؤمن) لا تزكية فيه للنفس، بل هو إخبار عن واقع صحيح باعتقادي، وإنما يكون تزكية إذا ادّعيت أني كامل الإيمان وفي أعلى مراتبه؛ لأن الإيمان له مراتب ودرجات. ولِمَ لا يكون قولي ذلك من باب التحدّث بنعمة الله تعالى إذ أنعم علينا بنعمة الإيمان، وربما يكون عدم جزمي بذلك نوعاً من الجحود.
ثم إن الله تعالى أمر نبيه بقوله: ﴿ قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنْ كُنْتُمْ فِي شَكٍّ مِنْ دِينِي فَلَا أَعْبُدُ الَّذِينَ تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلَٰكِنْ أَعْبُدُ اللَّهَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ﴾ 6 .
وحكى عن موسى عليه السلام ذلك، فقال عز من قائل: ﴿ ... وَخَرَّ مُوسَىٰ صَعِقًا فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ 7.
وحكاه عن السَّحَرة الذين آمنوا بموسى، فقال جل شأنه: ﴿ قَالَ آمَنْتُمْ لَهُ قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ إِنَّهُ لَكَبِيرُكُمُ الَّذِي عَلَّمَكُمُ السِّحْرَ فَلَسَوْفَ تَعْلَمُونَ لَأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ مِنْ خِلَافٍ وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ أَجْمَعِينَ * قَالُوا لَا ضَيْرَ إِنَّا إِلَىٰ رَبِّنَا مُنْقَلِبُونَ * إِنَّا نَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لَنَا رَبُّنَا خَطَايَانَا أَنْ كُنَّا أَوَّلَ الْمُؤْمِنِينَ 8 9.

  • 1. راجع كتاب الشريعة للآجري، ص 148 باب فيمن كره من العلماء لمن سأل غيره فيقول له: أنت مؤمن؟ هذا عندهم مبتدع رجل سوء. وكتاب الإبانة عن شريعة الفرق الناجية 2 / 862 ـ 883.
  • 2. الإبانة عن شريعة الفرق الناجية 2 / 869 ح 1180.
  • 3. المصدر السابق 2 / 864.
  • 4. المصدر السابق 2 / 871.
  • 5. المصدر السابق 2 / 865 ـ 866.
  • 6. القران الكريم: سورة يونس (10)، الآية: 104، الصفحة: 220.
  • 7. القران الكريم: سورة الأعراف (7)، الآية: 143، الصفحة: 167.
  • 8. القران الكريم: سورة الشعراء (26)، الآيات: 49 - 51، الصفحة: 369.
  • 9. كتب الشيخ آل محسن هذه الإجابة لأسئلة قال عنها: " تلقينا بعض المسائل من شخص متحامل على مذهب الشيعة، يظهر أنه لم يطلع جيداً على مذهب الشيعة الإمامية، وتلقى ما يثار حول مذهب الشيعة وصدق تلك الأكاذيب من دون تحقيق وتثبت " و قد نشرت هذه الإجابة في الموقع الرسمي لسماحته.