حقول مرتبطة:
الأبحاث و المقالات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع بالضرورة ، بل تعبر عن رأي أصحابها
رد اباطيل عثمان الخميس حول شهادته بالحسنى لجميع الصحابة
نص الشبهة:
قال عثمان الخميس: (قال الله تبارك وتعالى: ﴿ ... لَا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُولَٰئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِنَ الَّذِينَ أَنْفَقُوا مِنْ بَعْدُ وَقَاتَلُوا ... ﴾ ثم ماذا ﴿ ... وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَىٰ ... ﴾ أي وعد الذين أنفقوا وقاتلوا من قبل الفتح، ووعد الذين أنفقوا وقاتلوا من بعد الفتح، ومصداق هذا قول الله تبارك وتعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنَىٰ أُولَٰئِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ * لَا يَسْمَعُونَ حَسِيسَهَا وَهُمْ فِي مَا اشْتَهَتْ أَنْفُسُهُمْ خَالِدُونَ * لَا يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الْأَكْبَرُ وَتَتَلَقَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ هَٰذَا يَوْمُكُمُ الَّذِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ ﴾ . فهذه أيضاً شهادة ثانية من الله تبارك وتعالى لعموم أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم سواء منهم من آمن وأنفق من قبل الفتح وكذلك من آمن وأنفق من بعد الفتح) (حقبة من التاريخ صفحة 145.).
Answer:
أقول:
كان على عثمان الخميس قبل أن يفتري على الله عزّ وجل ويزعم بأنه سبحانه شهد لجميع الصحابة بالحسنى ومن ثم بالجنة أن يثبت بالدليل أن جميع الصحابة متصفون بصفتي الإنفاق والقتال وإلاّ فدعواه باطلة، ثم إن دونه لإثبات ذلك خرط القتاد، لأنه من المعلوم والمتسالم عليه بين المسلمين أن الكثيرين ممن عدوا في عداد الصحابة لم ينفقوا ولم يقاتلوا لا قبل الفتح ولا بعده.
فهناك الكثيرون ممن جاؤا إلى النبي صلى الله عليه وآله من القبائل البعيدة عن مكة أو المدينة وأسلموا على يده صلى الله عليه وآله وسمعوا منه ثم رجعوا إلى مواطن قبائلهم دون أن ينفقوا لا درهماً ولا ديناراً أو يطعنوا برمح أو يضربوا بسيف في سبيل الله، وأيضاً من بين الصحابة المؤلفة قلوبهم، وهؤلاء كان النبي صلى الله عليه وآله هو الذي ينفق عليهم ويعطيهم من غنائم الحرب تأليفاً لقلوبهم على الإسلام، فهؤلاء لا يشملهم الوعد بالحسنى الذي تتحدث عنه الآية لفقدانهم صفة الإنفاق التي هي إحدى الصفتين المترتب على الإتصاف بهما نيل الحسنى.
وكذلك من بين الصحابة حسان بن ثابت الذي لم يضرب ولو ضربة واحدة في سبيل الله لا في حياة النبي صلى الله عليه وآله ولا بعده، وكانت الحياة أحب إليه من القتال والشهادة.. فكيف يشمله الوعد بالحسنى المشار إليه في الآية؟
بل إنّه لا يستطيع أن يثبت من هذه الآية عدالة المعين من الصحابة فضلاً عن مجموعهم، فاتصاف الصحابي بصفتي الإنفاق والقتال لا بد من إثباته بدليل آخر، لأن الآية لا تدل على شيء من ذلك، فاستدلاله بالآية الكريمة على عدالة جميع الصحابة هو نوع من التحريف في آيات كتاب الله عزّ وجل انتصاراً لأهوائه 1.
- 1. هذا الموضوع رَدُّ على شبهة طرحها عثمان الخميس ضمن مجموعة من الشبهات الأخرى التي أثارها ضد مذهب أهل البيت (عليهم السلام)، و قد قام سماحة الشيخ حسن عبد الله العجمي بالرد عليها، و هذا الرد هو أحد تلك الردود، هذا و قد نُشرت مجموع هذه الردود في الموقع الرسمي لسماحته.