من الواضح أنّ الکثیر من الصفات لا یمکن جمعها فینا نحن البشر، وکذا الأمر بالنسبة للموجودات الاُخرى. فمثلا: من کان فی أوّل الصفّ لا یمکن أن یکون فی نفس الوقت فی آخره، وکذلک إذا کنت ظاهراً فلیس بالمقدور أن تکون فی نفس الوقت باطناً والعکس صحیح أیضاً.
«اللطیف» من مادة «لطف» وقد وردت هذه الصفة فی الآیات کاحدى الصفات الالهیّة، واللطیف إذا وصف به الجسم دلّ على الخفیف المضاد للثقیل، ویعبّر باللطافة واللطف عن الحرکة الخفیفة وعن تعاطی الاُمور الدقیقة التی قد لا تدرکها الحواس، ویصح وصف الله تعالى باللطف على هذا الوجه لمعرفته بدقائق الاُمور، ولخلقه أشیاء دقیقة لطیفة غیر مرئیة.
إنّ وجود الله تعالى لیس له نهایة ولا یحدّ بحدّ، وکل شیء غیره له نهایة وحدّ من حیث القدر والعمر والعلم والحیاة والإرادة والفعل...; وفی کلّ شیء. وهذا هو خط تنزیه الخالق من نقائص الممکنات.
أرى لزاماً عليّ أن ألفت أنظار الإخوة والأخوات الأعزّاء، وخصوصاً الشباب، إلى أهميّة شهر رجب. لا يمكن غضّ الطرف بسهولة عن هذه المناسبات وهذه السمات المتعلّقة بالأيّام والشهور.
معنى صفات الله عين ذاته هو أنه ليس لهذه الصفات وجود إلاّ وجود الذات الالهية ، أي أن هذه الصفات على رغم تعدّد مفاهيمها في الصعيد الذهني و الاعتباري، فإنّها تشير إلى مصداق و وجود واحد في الواقع الخارجي، و ذلك الوجود الواحد هو الذات الإلهية، و إنّ لله تعالى حقيقة واحدة، و تعتبر صفاته الذاتية كلّها مفاهيم تعبّر عن مصداق واحد، هو الله تعالى.