خطبة الامام الحسين في اصحابه بعد نزول عمر بن سعد

لَمَّا نَزَلَ بِهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ عُمَرُ بْنُ سَعْدٍ لَعَنَهُ اللَّهُ، وَ أَيْقَنَ أَنَّهُمْ قَاتِلُوهُ، قَامَ عَلَيْهِ السَّلَامُ فِي أَصْحَابِهِ خَطِيباً، فَحَمِدَ اللَّهَ وَ أَثْنَى عَلَيْهِ.
ثُمَّ قَالَ: "إِنَّهُ قَدْ نَزَلَ مِنَ الْأَمْرِ مَا تَرَوْنَ، وَ إِنَّ الدُّنْيَا قَدْ تَغَيَّرَتْ وَ تَنَكَّرَتْ‏ وَ أَدْبَرَ مَعْرُوفُهَا وَ اسْتَمَرَّتْ‏1، حَتَّى لَمْ يَبْقَ مِنْهَا إِلَّا صُبَابَةٌ كَصُبَابَةِ2 الْإِنَاءِ، وَ إِلَّا خَسِيسُ عَيْشٍ كَالْكَلَإِ الْوَبِيلِ‏ 3.
أَ لَا تَرَوْنَ أَنَّ الْحَقَّ لَا يُعْمَلُ بِهِ، وَ الْبَاطِلَ لَا يُتَنَاهَى عَنْهُ، لِيَرْغَبِ الْمُؤْمِنُ فِي لِقَاءِ اللَّهِ، فَإِنِّي لَا أَرَى الْمَوْتَ إِلَّا سَعَادَةً، وَ الْحَيَاةَ مَعَ الظَّالِمِينَ إِلَّا بَرَماً" 4.

  • 1. زاد عليها في كشف الغمّة: حذاء، و في الحلية و المعجم و المقتل: و انشمرت أى تقلّصت فلم تحلب، و في العقد الفريد: و اشمأزّت. و لعلّ استمرّت من المرارة أى صارت مرّة (ضدّ الحلوة).
  • 2. أي البقيّة اليسيرة من الشّراب تبقى في أسفل الاناء.
  • 3. أى الوخيم، ضدّ الطري.
  • 4. نزهة الناظر و تنبيه الخاطر: 88، لحسين بن محمد بن حسن بن نصر الحلواني، المتوفى في القرن الخامس الهجري، الطبعة الأولى سنة: 1408 هجرية، مدرسة الامام المهدي قم/إيران.
    و رواه بهذا اللفظ و بغيره:الطبرى في تاريخ الامم و الملوك: 4/ 305 باسناده عن عقبة بن أبى العيزاز، عنه عليه السّلام، و ابن عبد ربه في العقد الفريد: 2/ 218، و الطبراني في المعجم الكبير: 146( مخطوط)، و أبو نعيم في حلية الاولياء: 2/ 39، عنه المناقب لابن شهراشوب: 3/ 224، و الخوارزمي في مقتل الحسين: 2/ 3، و ابن عساكر في تاريخ دمشق( على ما في منتخبه:4/ 333)، و الذهبى في تاريخ الاسلام: 2/ 345 و في سير أعلام النبلاء: 3/ 209، و محب الطبرى في ذخائر العقبى: 149، قال: أخرجه ابن بنت منيع، و باكثير الحضرمى في وسيلة المآل: 198، و الزبيدى في الاتحاف: 10/ 320، جميعا باسنادهم عن محمد بن الحسن، عنه عليه السّلام.
    و أورده في كشف الغمة: 2/ 32، و في تحف العقول: 245، عنه البحار: 78/ 116 ضمن ح 1 و في تنبيه الخواطر: 2/ 102، و في مقصد الراغب: 138( مخطوط) و أخرجه في البحار: 44/ 192 ضمن ح 4 عن المناقب لابن شهر اشوب ، و أخرجه في احقاق الحق: 9/ 415 و ج 11/ 605 عن بعض المصادر أعلاه.