الأبحاث و المقالات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع بالضرورة ، بل تعبر عن رأي أصحابها

الحقوق الاُسرية

وضع المنهج الإسلامي حقوقاً وواجبات علىٰ جميع أفراد الاُسرة ، وأمر بمراعاتها من أجل إشاعة الاستقرار والطمأنينة في أجواء الاُسرة ، والتقيّد بها يسهم في تعميق الأواصر وتمتين العلاقات ، وينفي كل أنواع المشاحنات والخلافات المحتملة ، والتي تؤثر سلباً علىٰ جوّ الاستقرار الذي يحيط بالاُسرة ، وبالتالي تؤثر علىٰ استقرار المجتمع المتكون من مجموعة من الاُسر .

أولاً : حقوق الزوج

من أهمّ حقوق الزوج حقّ القيمومة ، قال الله تعالىٰ :﴿ الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ ... 1.

فالاُسرة باعتبارها أصغر وحدة في البناء الاجتماعي بحاجة إلىٰ قيّم ومسؤول عن أفرادها له حقّ الاشراف والتوجيه ومتابعة الأعمال والممارسات ، وقد أوكل الله تعالىٰ هذا الحق إلىٰ الزوج ، فالواجب علىٰ الزوجة مراعاة هذا الحق المنسجم مع طبيعة الفوارق البدنية والعاطفية لكلٍّ من الزوجين ، وأن تراعي هذه القيمومة في تعاملها مع الأطفال وتشعرهم بمقام والدهم .
ومن الحقوق المترتبة علىٰ حق القيمومة حق الطاعة ، قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « أن تطيعه ولا تعصيه ، ولا تصدّق من بيتها شيئاً إلّا باذنه ، ولا تصوم تطوعاً إلّا باذنه ، ولا تمنعه نفسها ، وإن كانت علىٰ ظهر قتب ، ولا تخرج من بيتها إلّا بإذنه ... »2.
حتىٰ إنّه ورد كراهة إطالة الصلاة من قبل المرأة لكي تتهرب من زوجها، قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « لا تطوّلن صلاتكن لتمنعنَّ أزواجكن »3.

ويجب عليها احراز رضاه في أدائها للأعمال المستحبة ، فلا يجوز لها الاعتكاف المستحب إلّا باذنه 4، ولا يجوز لها أن تحجّ استحباباً إلّا باذنه، وإذا نذرت الحج بغير إذنه لم ينعقد نذرها 5.
ومن أجل تعميق العلاقات العاطفية وإدامة الروابط الروحية وادخال السرور والمتعة في نفس الزوج ، يستحب للمرأة الاهتمام بمقدمات ذلك ، فعن الإمام الصادق عليه‌السلام قال : « جاءت امرأة إلىٰ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فقالت : يا رسول الله ، ما حقّ الزوج علىٰ المرأة ؟ قال : أكثر من ذلك ، فقالت : فخبّرني عن شيء منه فقال : ليس لها أن تصوم إلّا باذنه ـ يعني تطوعاً ـ ولا تخرج من بيتها إلّا باذنه ، وعليها أن تطّيّب بأطيب طيبها ، وتلبس أحسن ثيابها ، وتزيّن بأحسن زينتها ، وتعرض نفسها عليه غدوة وعشية وأكثر من ذلك حقوقه عليها »3.

ويستحب لها كما يقول الإمام علي بن الحسين عليه‌السلام : « .. إظهار العشق له بالخلابة والهيئة الحسنة لها في عينه »6.
وفي رواية (جاء رجل إلىٰ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فقال : إنّ لي زوجة إذا دخلت تلقتني ، وإذا خرجت شيّعتني ، وإذا رأتني مهموماً قالت : ما يهمّك ، إن كنت تهتم لرزقك فقد تكفّل به غيرك ، وإن كنت تهتمّ بأمر آخرتك فزادك الله همّاً ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « بشرها بالجنة ، وقل لها : إنّك عاملة من عمّال الله ، ولك في كلِّ يوم أجر سبعين شهيداً » .
وفي رواية : « إنّ لله عزَّ وجلَّ عمّالاً ، وهذه من عمّاله ، لها نصف أجر الشهيد »7.
ويحرم علىٰ الزوجة أن تعمل ما يسخط زوجها ويؤلمه في ما يتعلق بالحقوق العائدة إليه ، كادخال بيته من يكرهه ، أو سوء خُلقها معه ، أو اسماعه الكلمات المثيرة وغير اللائقة .
قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « أيّما امرأة آذت زوجها بلسانها لم يقبل منها صرفاً ولا عدلاً ولا حسنة من عملها حتىٰ ترضيه »8.

وقال الإمام جعفر الصادق عليه‌السلام : « أيّما امرأة باتت وزوجها عليها ساخط في حقّ ، لم تقبل منها صلاة حتىٰ يرضىٰ عنها ، وأيّما امرأة تطيّبت لغير زوجها ، لم تقبل منها صلاة حتىٰ تغتسل من طيبها ، كغسلها من جنابتها »9.
ويحرم علىٰ الزوجة أن تهجر زوجها دون مبرر شرعي 10، قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « أيّما امرأة هجرت زوجها وهي ظالمة حشرت يوم القيامة مع فرعون وهامان وقارون في الدرك الأسفل من النار إلّا أن تتوب وترجع »8.
ومن أجل الحيلولة دون تمادي الزوجة غير المطيعة في ارتكاب الممارسات الخاطئة التي تخلق أجواء التوتر في الاُسرة ، جعل الإسلام للزوج حق استخدام العقوبات المؤدبة لها إذا لم ينفع معها الوعظ والارشاد ، وتندرج العقوبة من الأخف أولاً ثم الأشد ثانياً حسب حال المرأة ومقدار نشوزها واعراضها وعدم طاعتها بعد بذل النصيحة والموعظة ، قال الله تعالىٰ :﴿ ... وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا ... 1.

فتجوز له العقوبة إذا منعته من نفسها ، وتسلّطت عليه بالقول أو الفعل ، فيبدأ بوعظها وتخويفها من الله تعالىٰ ، فإن أثّر ذلك وإلّا هجرها بالاعراض عنها في مدخله ومخرجه ومبيته من غير اخلال بما يحفظ حياتها من غذاء ولباس ، فان أثّر ذلك وإلّا ضربها ضرباً غير مبرّح ، وإن خرجت من منزله بغير إذنه أو باذنه وامتنعت عن الرجوع إليه فله ردّها ، وإن أبت فله تأديبها بالاعراض عنها وقطع الانفاق 11.
وأكدت الروايات علىٰ مراعاة حق الزوج ، واتّباع الأساليب الشيّقة في ادامة أواصر الحبّ والوئام ، وخلق أجواء الانسجام والمعاشرة الحسنة داخل الاُسرة ، فجعل الإمام الباقر عليه‌السلام حسن التبعل جهاداً للمرأة فقال عليه‌السلام : « جهاد المرأة حسن التبعل »12.
ولأهمية مراعاة هذا الحق قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « لا تؤدي المرأة حقّ الله عزَّ وجلَّ حتىٰ تؤدي حقّ زوجها »13.
وذكر صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم طاعة الزوج في سياق ذكره لسائر العبادات والطاعات التي توجب دخول الجنة ، حيث قال : « إذا صلّت المرأة خَمسها ، وصامت شهرها ، وأحصنت فرجها ، وأطاعت بعلها ، فلتدخل من أيّ أبواب الجنة شاءت » 14.
ووضع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وأهل بيته عليهم‌السلام منهجاً في العلاقات بين الزوجين يعصم الحياة الزوجية من التصدّع والاضطراب ، فأكد علىٰ الزوجة أن لا تكلف زوجها مالا يطيق في أمر النفقة ، وهو أمر يسبب كثيراً من المتاعب في الحياة الزوجية ويضرّ بصفوها وانسجامها .

قال صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « أيّما امرأة أدخلت علىٰ زوجها في أمر النفقة وكلّفته مالا يطيق ، لا يقبل الله منها صرفاً ولا عدلاً إلّا أن تتوب وترجع وتطلب منه طاقته »8.
وحث صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم المرأة علىٰ اصلاح شؤون البيت واستقبال الزوج بأحسن استقبال فقال : « حقّ الرجل علىٰ المرأة إنارة السراج ، واصلاح الطعام ، وان تستقبله عند باب بيتها فترحب به ، وأن تقدّم إليه الطشت والمنديل ... »13.
ويستحب للزوجة أن تكسب رضا الزوج وتنال مودته ، قال الامام جعفر الصادق عليه‌السلام : « خير نسائكم التي إن غضبت أو أغضبت قالت لزوجها : يدي في يدك لا أكتحل بغمضٍ حتىٰ ترضىٰ عني »15.
وجعل الإمام محمد الباقر عليه‌السلام رضا الزوج علىٰ زوجته شفيعاً لها عند الله تعالىٰ ، فقال : « لا شفيع للمرأة أنجح عند ربّها من رضا زوجها ، ولمّا ماتت فاطمة عليها‌السلام قام عليها أمير المؤمنين عليه‌السلام وقال : اللهمّ إنّي راضٍ عن ابنت نبيك ، اللهمّ إنّها قد أوحشت فآنسها »16.

ومن أجل التغلب علىٰ المشاكل المعكّرة لصفو المودة والوئام ، يستحب للزوجة أن تصبر علىٰ أذىٰ الزوج ، فلا تقابل الأذىٰ بالأذىٰ والاساءة بالاساءة ؛ لأنّ ذلك من شأنه أن يغمر أجواء الاُسرة بالتوترات الدائمة والمشاكل التي لا تنقضي ، والصبر هو الاُسلوب القادر علىٰ ايصال العلاقات إلىٰ الانسجام التام بعودة الزوج إلىٰ سلوكه المنطقي الهادىء ، فلا يبقىٰ له مبرر للاصرار علىٰ سلوكه غير المقبول ، قال الإمام الباقر عليه‌السلام : « وجهاد المرأة أن تصبر علىٰ ما ترىٰ من أذىٰ زوجها وغيرته »17.
ومن آثار مراعاة الزوجة لحقوق الزوج في الوسط الاُسري أن تصبح له مكانة محترمة في نفوس أبنائه ، فيحفظون له مقامه ، ويؤدون له حق القيمومة فيطيعون أوامره ، ويستجيبون لارشاداته ونصائحه ، فتسير العملية التربوية سيراً متكاملاً ، ويعمّ الاستقرار والطمأنينة جوّ الاُسرة بأكمله ، وتنتهي جميع ألوان وأنواع المشاحنات والتوترات المحتملة .

ثانياً : حقوق الزوجة

وضع الإسلام حقوقاً للزوجة يجب علىٰ الزوج تنفيذها وأداءها ، وهي ضرورية لاشاعة الاستقرار والاطمئنان في أجواء الاُسرة ، وإنهاء أسباب المنافرة والتدابر قبل وقوعها .
ومن حقوق الزوجة علىٰ زوجها : حق النفقة ، حيث جعله الله تعالىٰ من الحقوق التي يتوقف عليها حقّ القيمومة للرجل ، كما جاء في قوله تعالىٰ :﴿ الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ ... 1.

فيجب علىٰ الزوج الانفاق علىٰ زوجته ، وشدّد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم علىٰ هذا الواجب حتىٰ جعل المقصّر في أدائه ملعوناً ، فقال صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « ملعون ملعون من يضيّع من يعول » 18.
والنفقة الواجبة هي الاطعام والكسوة للشتاء والصيف وما تحتاج إليه من الزينة حسب يسار الزوج 19.
والضابط في النفقة القيام بما تحتاج إليه المرأة من طعام وأداء وكسوة وفراش وغطاء واسكان واخدام وآلات تحتاج إليها لشربها وطبخها وتنظيفها 20.
ويقدم الاطعام والاكساء علىٰ غيره من أنواع النفقة ، قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « حقّ المرأة علىٰ زوجها أن يسدَّ جوعتها ، وأن يستر عورتها ، ولا يقبّح لها وجهاً ، فإذا فعل ذلك أدّىٰ والله حقّها »21.
والنفقة هي ملك شخصي للزوجة ، فلو دفع لها الزوج نفقتها ليوم أو اسبوع أو شهر ، وانقضت المدة ولم تصرفها علىٰ نفسها بأن أنفقت من غيرها ، أو أنفق عليها أحد بقيت ملكا لها 22.

ولو مضت أيام ولم ينفق الزوج عليها اشتغلت ذمته بنفقة تلك المدة سواء طالبته بها أو سكتت عنها 23.
ولضرورة هذا الحق جعل الاسلام للحاكم الشرعي ـ وهو الفقيه العادل ـ صلاحية إجبار الزوج علىٰ النفقة ، فإن امتنع كان له حق التفريق بينهما 22، قال الإمام جعفر الصادق عليه‌السلام : « إذا أنفق الرجل علىٰ امرأته ما يقيم ظهرها مع الكسوة ، وإلّا فرّق بينهما »24.
ولا تسقط النفقة حتىٰ في حال الطلاق ، فما دامت المطلقة في عدتها فعلىٰ الزوج الانفاق عليها ، وتسقط نفقتها في حال الطلاق الثالث ، قال الإمام محمد الباقر عليه‌السلام : « إنَّ المطلقة ثلاثاً ليس لها نفقة علىٰ زوجها ، إنّما هي للتي لزوجها عليها رجعة 25، إلّا الحامل فإنّها تستحقُّ النفقة بعد الطلاق الثالث »26.
قال الإمام الصادق عليه‌السلام : « إذا طلّق الرجل المرأة وهي حبلىٰ ، أنفق عليها حتىٰ تضع .. »27.
وتسقط النفقة في حال عدم التمكين للزوج ، ولا تسقط إن كان عدم التمكين لعذر شرعي أو عقلي من حيض أو إحرام أو اعتكاف واجب

أو مرض 28

وتسقط النفقة إن خرجت بدون إذن زوجها، قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « أيّما امرأة خرجت من بيتها بغير إذن زوجها فلا نفقة لها حتىٰ ترجع »29.
وحثّ الإسلام علىٰ اتخاذ التدابير الموضوعية للحيلولة دون وقوع التدابر والتقاطع ، فدعا إلىٰ توثيق روابط المودّة والمحبة وأمر بالعشرة بالمعروف ، قال الله تعالىٰ :﴿ ... وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَىٰ أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا 30.
ومن مصاديق العشرة بالمعروف حسن الصحبة ، قال الإمام علي بن أبي طالب عليه‌السلام في وصيته لمحمد بن الحنفية : « إنَّ المرأة ريحانة وليست بقهرمانة ، فدارها علىٰ كلِّ حال ، وأحسن الصحبة لها ، فيصفو عيشك »31.
ومن حقها أن يتعامل زوجها معها بحسن الخلق ، وهو أحد العوامل التي تُعمّق المودة والرحمة والحب داخل الاُسرة ، قال الإمام جعفر الصادق عليه‌السلام : « لا غنى بالزوج عن ثلاثة أشياء فيما بينه وبين زوجته ، وهي : الموافقة ؛ ليجتلب بها موافقتها ومحبتها وهواها ، وحسن خلقه معها واستعماله استمالة قلبها بالهيئة الحسنة في عينها ، وتوسعته عليها .. »32.

ومن حقها الاكرام ، والرفق بها ، واحاطتها بالرحمة والمؤانسة ، قال الإمام علي بن الحسين عليه‌السلام : « وأمّا حقُّ رعيتك بملك النكاح ، فأن تعلم أن الله جعلها سكناً ومستراحاً وأُنساً وواقية ، وكذلك كلّ واحد منكما يجب أن يحمد الله علىٰ صاحبه ، ويعلم أن ذلك نعمة منه عليه، ووجب أن يحسن صحبة نعمة الله ويكرمها ويرفق بها ، وإن كان حقك عليها أغلظ وطاعتك بها ألزم فيما أحبّت وكرهت ما لم تكن معصية ، فإنّ لها حقّ الرحمة والمؤانسة وموضع السكون إليها قضاء اللذة التي لابدّ من قضائها .. »33.
وقد ركّز أهل البيت عليهم‌السلام علىٰ جملة من التوصيات من أجل ادامة علاقات الحب والمودّة داخل الاُسرة ، وهي حق للزوجة علىٰ زوجها .
قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « خيركم خيركم لنسائه ، وأنا خيركم لنسائي »34.
وقال صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « من اتخذ زوجة فليكرمها »35.
وقال الإمام جعفر الصادق عليه‌السلام : « رحم الله عبداً أحسن فيما بينه وبين زوجته »34.
وجاءت توصيات جبرئيل إلىٰ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم مؤكّدة لحق الزوجة قال صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « أوصاني جبرئيل عليه‌السلام بالمرأة حتىٰ ظننت أنّه لا ينبغي طلاقها إلّا من فاحشة مبيّنة »12.

ونهىٰ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عن استخدام القسوة مع المرأة ، وجعل من حق الزوجة عدم ضربها والصياح في وجهها ، ففي جوابه علىٰ سؤال خولة بنت الأسود حول حق المرأة قال : « حقك عليه أن يطعمك ممّا يأكل ، ويكسوك ممّا يلبس ، ولا يلطم ولا يصيح في وجهك »31 .
وقال صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « خير الرجال من أُمتي الذين لا يتطاولون علىٰ أهليهم ، ويحنّون عليهم ، ولا يظلمونهم »36.
ومن أجل تحجيم نطاق المشاكل والاضطرابات الاُسرية ، يستحسن الصبر علىٰ إساءة الزوجة ، لأنّ ردّ الاساءة بالاساءة أو بالعقوبة يوسّع دائرة الخلافات والتشنجات ويزيد المشاكل تعقيداً ، فيستحب الصبر علىٰ إساءة الزوجة قولاً كانت أم فعلاً ، قال الامام محمدالباقر عليه‌السلام : « من احتمل من امرأته ولو كلمة واحدة، أعتق الله رقبته من النار، وأوجب له الجنّة »37.
وحثّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم الزوج علىٰ الصبر علىٰ سوء أخلاق الزوجة ، فقال : « من صبر علىٰ سوء خلق امرأته أعطاه الله من الأجر ما أعطىٰ أيوب علىٰ بلائه »38.
ولقد ورد في سيرته صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أنّه كان يصبر علىٰ أذىٰ زوجاته وغضبهن عليه وهجرهن إياه ، فحري بنا أن نقتدي بسيرة سيّد البشر صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لكي نتجنب كثيراً من حالات التصدّع والتفكك في حياتنا الزوجية ، ونحافظ علىٰ سلامة العلاقات داخل محيط الاُسرة .

عن عمر بن الخطاب قال : غضبت علىٰ امرأتي يوماً ، فإذا هي تراجعني ، فانكرت أن تراجعني ، فقالت : ما تنكر من ذلك ! فو الله إنّ أزواج النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ليراجعنه وتهجره إحداهنّ اليوم إلىٰ الليل 39.
وقال عمر لحفصة ابنته : أتغضب احداكنّ علىٰ النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم اليوم إلىٰ الليل ؟ قالت : نعم 40.
وكانت سيرة أئمة أهل البيت عليهم‌السلام مثالاً لسيرة جدهم المصطفىٰ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في كل مفردات العقيدة والسلوك ، وهكذا كانت في مسألة الصبر علىٰ أذىٰ الزوجة لأجل تقويم سلوكها واصلاحها ، فعن الإمام جعفر الصادق عليه‌السلام قال: « كانت لأبي عليه‌السلام امرأة، وكانت تؤذيه، وكان يغفر لها »41.

ومن حقوق الزوجة حق المضاجعة ، فإذا حرمها الزوج من ذلك ـ كما هو الحال في الايلاء ، بأن يحلف أن لا يجامع زوجته ـ فللزوجة حق الخيار ، إن شاءت صبرت عليه أبداً ، وإن شاءت خاصمته إلىٰ الحاكم الشرعي ، حيث يمهله لمدة أربعة أشهر ليراجع نفسه ويعود إلىٰ مراعاة حقها ، أو يطلقها ، فان أبىٰ كليهما حبسه الحاكم وضيّق عليه في المطعم والمشرب حتىٰ يرجع إلىٰ زوجته ، أو يطلقها 42.

وإذا تزوجت من رجل علىٰ أنّه سليم ، فظهر أنه عنّين انتظرت به سنة ، فان استطاع مجامعتها فتبقىٰ علىٰ زوجيتها ، وإن لم يستطع كان لها الخيار ، فان اختارت المقام معه علىٰ أنّه عنّين لم يكن لها بعد ذلك خيار 43.
ولا يجوز اجبار المرأة علىٰ الزواج من رجل غير راغبة فيه ـ كما تقدم ـ .
وإن كان للرجل زوجتان ، فيجب عليه العدل بينهما 44.
ووضع الإسلام حدوداً في العلاقات الزوجية ، فلا يجوز للزوج أن يقذف زوجته ، فلو قذفها جلد الحدّ 45.

ثالثاً : حقوق الوالدين

للوالدين الدور الأساسي في بناء الاُسرة والحفاظ علىٰ كيانها ابتداءً وإدامة ، وهما مسؤولان عن تنشئة الجيل طبقا لموازين المنهج الاسلامي ، لذا حدّد الإسلام أُسس العلاقة بين الوالدين والأبناء ، طبقاً للحقوق والواجبات المترتّبة علىٰ أفراد الاُسرة تجاه بعضهم البعض ، فقد قرن الله تعالىٰ في كتابه الكريم بوجوب برّ الوالدين والاحسان إليهما بوجوب عبادته ، وحرّم جميع ألوان الاساءة إليهما صغيرها وكبيرها ، فقال تعالىٰ : ﴿ وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا ﴾ 46.

وأمر بالاحسان إليهما والرحمة بهما والاستسلام لهما ، فقال تعالىٰ :﴿ وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا ﴾ 47.
وقرن الله تعالىٰ الشكر لهما بالشكر له ، فقال :﴿ ... أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ 48.
وأمر تعالىٰ بصحبة الوالدين بالمعروف ، فقال :﴿ ... وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا ... 49.

وتجب طاعة الأبناء للوالدين ، قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « ... ووالديك فأطعمها وبرهما حيّين كانا أو ميتين ، وان أمراك أن تخرج من أهلك ومالك فافعل ، فإنّ ذلك من الايمان »50.
وقرن الامام جعفر الصادق عليه‌السلام بر الوالدين بالصلاة والجهاد ، عن منصور بن حازم ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام ، قال : قلت : أي الأعمال أفضل ؟ قال : « الصلاة لوقتها ، وبر الوالدين ، والجهاد في سبيل الله عزَّ وجلَّ »51.
ومن حقوق الوالد علىٰ ولده كما قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « لا يسميه باسمه ، ولا يمشي بين يديه ، ولا يجلس قبله ، ولا يستسبّ له »52.

ومعنىٰ (لا يستسب له) أي لا يفعل ما يصير سبباً لسبّ الناس له .
وقدّم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم برّ الوالدة علىٰ برّ الوالد لأنّها أكثر منه في تحمّل العناء من أجل الأولاد في الحمل والولادة والرضاع ، عن الإمام جعفر الصادق عليه‌السلام ، قال : « جاء رجل إلىٰ النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فقال : يا رسول الله ، من أبرُّ ؟ قال : أُمّك ، قال : ثم من ؟ قال : أمك ، قال : ثم من ؟ قال : أُمّك ، قال ثم من ؟ قال : أباك »53.
وكانت سيرة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قائمة علىٰ تكريم من يبر والديه ، فقد أتته أُخته من الرضاعة ، فلمّا نظر إليها سرَّ بها وبسط ملحفته لها فأجلسها عليها ، ثم أقبل يحدّثها ويضحك في وجهها ، ثم قامت وذهبت وجاء أخوها ، فلم يصنع به ما صنع بها ، فقيل له : يا رسول الله ، صنعت بأخته مالم تصنع به وهو رجل ؟! فقال صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « لأنّها كانت أبرَّ بوالديها منه »54.

وقدّم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم طاعة الوالدين علىٰ الجهاد ، ففي رواية جاءه رجل وقال : يا رسول الله ، إنّ لي والدين كبيرين يزعمان أنهما يأنسان بي ويكرهان خروجي ؟ فقال صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « فقرَّ مع والديك ، فوالذي نفسي بيده لأنسهما بك يوماً وليلة خير من جهاد سنة »55.
وورد في الحديث أنّه يجب برّ الوالدين وإن كانا فاجرين ، قال الإمام محمد الباقر عليه‌السلام : « ثلاث لم يجعل الله عزَّ وجلَّ لأحد فيهنَّ رخصة : أداء الامانة إلىٰ البرّ والفاجر ، والوفاء بالعهد للبرّ والفاجر ، وبر الوالدين برّين كانا أو فاجرين »56.

وفي الآية المتقدمة ﴿ وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ ... 47 قال الإمام الصادق عليه‌السلام : « لا تملأ عينيك من النظر إليهما إلّا برحمة ورقّة ، ولا ترفع صوتك فوق أصواتهما ، ولا يدك فوق أيديهما ، ولا تقدَّم قدّامهما »57.
وبرّ الوالدين لا يقتصر علىٰ حال حياتهما ، بل يشملهما حال الحياة وحال الممات ، قال الامام الصادق عليه‌السلام : « ما يمنع الرجل منكم أن يبرَّ والديه حيّين وميّتين ، يصلي عنهما ، ويتصدّق عنهما ، ويحجّ عنهما ، ويصوم عنهما ، فيكون الذي صنع لهما ، وله مثل ذلك ، فيزيده الله عزَّ وجلَّ ببره وصلته خيراً كثيراً »58.

ويجب علىٰ الولد الأكبر أن يقضي عن والده مافاته من صلاة وصوم 59، أما بقية الأولاد فلا يجب عليهما القضاء عن والدهم ، بل يستحب للرواية المتقدمة .
وحرّم الإسلام عقوق الوالدين بجميع ألوانه ومراتبه ، قال أمير المؤمنين عليه‌السلام : « من أحزن والديه فقد عقّهما »60.

وعن الإمام جعفر الصادق عليه‌السلام قال : « أدنىٰ العقوق أفّ ، ولو علم الله عزَّ وجلَّ شيئاً أهون منه لنهىٰ عنه »61.
وقال عليه‌السلام : « ... ومن العقوق أن ينظر الرجل إلىٰ والديه فيحدّ النظر إليهما »62.
وقال عليه‌السلام : « من نظر إلىٰ أبويه نظر ماقتٍ وهما ظالمان له ، لم يقبل الله له صلاة »62.
وعقوق الوالدين من الكبائر التي تستلزم دخول النار ، قال الإمام الصادق عليه‌السلام : « عقوق الوالدين من الكبائر ، لأنّ الله عزَّ وجلَّ جعل العاقّ عصياً شقياً »63.

ولا يقتصر وجوب البر وحرمة العقوق علىٰ الجوانب المعنوية والروحية ، بل يتعداها إلىٰ الجوانب المادية ، فتجب النفقة عليهما إن كانا معسرين 64.
وتجب رعاية الوالدين رعاية صحية ، عن إبراهيم بن شعيب قال : قلت لأبي عبدالله عليه‌السلام : إنّ أبي قد كبر جداً وضعف ، فنحن نحمله إذا أراد الحاجة ؟ فقال : « إنّ استطعت أن تلي ذلك منه فافعل ، ولقّمه بيدك ، فإنّه جُنّة لك غداً »65.

وخلاصة القول : يجب طاعة الوالدين في جميع ما يأمرون به إلّا المعصية أو ما يترتب عليه مفسدة فلا تجب طاعتهما .
ومع جميع الظروف يجب علىٰ الأبناء إحراز رضا الوالدين بأيّ أُسلوب شرعي إن أمكن ، لأنّ رضاهما مقروناً برضىٰ الله تعالىٰ ، قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « رضا الله مع رضىٰ الوالدين ، وسخط الله مع سخط الوالدين »66.
وبرّ الوالدين بطاعتهما والاحسان إليهما ، كفيل باشاعة الودّ والحبّ والوئام في أجواء الاُسرة وبالتالي إلىٰ تحكيم بنائها وإنهاء جميع عوامل الاضطراب والتخلخل الطارىء عليها ، ولا يتحقق ذلك إلّا بالالتزام بالحقوق والواجبات المترتبة علىٰ أفرادها .

رابعاً : حقوق الأبناء

للأبناء حقوق علىٰ الوالدين ، وقد لخّصها الإمام علي بن الحسين عليهما‌السلام بالقول : « وأمّا حق ولدك فإنّك تعلم أنه منك ومضاف إليك في عاجل الدنيا بخيره وشرّه ، وأنّك مسؤول عمّا ولّيته به من حسن الأدب والدلالة علىٰ ربّه عزَّ وجلَّ والمعونة له علىٰ طاعته ، فاعمل في أمره عمل من يعلم أنّه مثاب علىٰ الاحسان إليه ، معاقب علىٰ الاساءة إليه »67.

ومن حقّ الأبناء علىٰ الآباء الاحسان إليهم وتعليمهم وتأديبهم ، قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « رحم الله عبداً أعان ولده علىٰ برّه بالاحسان إليه والتألف له ، وتعليمه وتأديبه »68.
وقال صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « رحم الله من أعان ولده علىٰ برّه ... يقبل ميسوره ويتجاوز عن معسوره ، ولا يرهقه ولا يخرق به »69.
وقال صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « أكرموا أولادكم واحسنوا آدابهم »70.
وتترتب علىٰ الوالدين جملة من الحقوق ينبغي مراعاتها من أجل اعداد الأبناء إعداداً فكرياً وعاطفياً وسلوكياً منسجماً مع المنهج الالهي في الحياة ، ولا يتحقق ذلك إلّا باشباع حاجات الأبناء الأساسية ، كالحاجة إلىٰ الايمان بالغيب ، والحاجة إلىٰ الامان وتوكيد الذات والمكانة بالمحبة والتقدير ، والحاجة إلىٰ التربية الصالحة .

ويمكن تحديد أهم حقوق الأبناء بما يلي :
١ ـ ينبغي علىٰ كلِّ من الوالدين اختيار شريك الحياة علىٰ أساس الايمان والتدين والصلاح والسلامة من العيوب العقلية كالجنون والحمق ، لأنّ ذلك يؤثر علىٰ تنشئة الجيل وسلامته .
وينبغي الاهتمام بالصحة الجسدية والنفسية للاُمّ أثناء الحمل ، لكي يخرج الأبناء إلىٰ الدنيا وهم يتمتّعون بالصحة الجسدية والنفسية لانعكاسها عليهم أثناء الحمل .

٢ ـ يستحب تسمية الأبناء بأحسن الأسماء، ورعاية الاُمّ رعاية صالحة، وتوفير حاجاتها اللازمة للتفرّغ إلىٰ رعاية الأبناء في مهدهم ، ويجب علىٰ الوالد اشباع حاجات الوليد من الرضاعة ، وذلك بالاعتماد علىٰ حليب الاُمّ أو اختيار المرضعة الصالحة ، واشباع حاجاته المادية والمعنوية في فترة الحضانة .
٣ ـ يجب علىٰ الوالدين تعليم الطفل معرفة الله تعالىٰ ، وتعميق الايمان في قلبه وجوارحه ، وتعليمه سائر أصول الدين ليترعرع علىٰ الايمان بالله وبرسوله وبالأئمة عليهم‌السلام وبيوم القيامة ، ليكون الايمان عوناً له في تهذيب نفسه في الحاضر والمستقبل .
قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « أدّبوا أولادكم علىٰ ثلاث خصال : حبّ نبيكم ، وحبّ أهل بيته ، وقراءة القرآن »71.
ويجب تربية الأطفال علىٰ طاعة الوالدين .

٤ ـ ويجب الاحسان إلىٰ الأبناء في هذه المرحلة وتكريمهم من أجل تعميق أواصر الحبّ بينهم وبين الوالدين ، وذلك ضروري في كمالهم اللغوي والعقلي والعاطفي والاجتماعي ، فالطفل يقلد من يحبّه ، ويتقبّل التعليمات والنصائح والأوامر ممّن يحبّه .
والمنهج الإسلامي في التعامل مع الأبناء يؤكد علىٰ التوازن بين اللين والشدة في التربية ، ويؤكد علىٰ العدالة بين الأطفال في الحبّ والتقدير وفي العطاء واشباع الحاجات لكي يترعرعوا متحابين متآزرين لا عداء بينهم ولا شحناء ولا تقاطع ولا تدابر .
ويجب علىٰ الوالدين وقاية الابناء من الانحراف الجنسي والانحراف السلوكي ، وتنمية عواطفهم اتجاه الأعمال الصالحة ، وتوجيهها توجيهاً سليماً يقوم علىٰ أساس المنهج الاسلامي في التربية والسلوك .

ويجب الاهتمام بالطفل اليتيم ورعايته رعاية حسنة لكي يكون رجلاً صالحاً في المستقبل 72.

  • 1. a. b. c. القران الكريم: سورة النساء (4)، الآية: 34، الصفحة: 84.
  • 2. من لا يحضره الفقيه ٣ : ٢٧٧.
  • 3. a. b. الكافي ٥ : ٥٠٨.
  • 4. الكافي في الفقه : ١٨٧.
  • 5. الوسيلة إلىٰ نيل الفضيلة : ١٩١.
  • 6. تحف العقول : ٢٣٩.
  • 7. مكارم الاخلاق : ٢٠٠.
  • 8. a. b. c. مكارم الاخلاق : ٢٠٢ .
  • 9. الكافي ٥ : ٥٠٧ .
  • 10. جواهر الكلام ٣١ : ٢٠١ . ومنهاج الصالحين ، المعاملات : ١٠٣ .
  • 11. الكافي في الفقه : ٢٩٤ .
  • 12. a. b. من لا يحضره الفقيه ٣ : ٢٧٨ .
  • 13. a. b. مكارم الاخلاق : ٢١٥ .
  • 14. مكارم الاخلاق : ٢٠١ .
  • 15. مكارم الاخلاق : ٢٠٠ .
  • 16. بحار الانوار ١٠٣ : ٢٥٧ .
  • 17. من لا يحضره الفقيه ٣ : ٢٧٧ .
  • 18. عدة الداعي / أحمد بن فهد الحلي : ٧٢ ـ مكتبة الوجداني قم .
  • 19. الوسيلة إلىٰ نيل الفضيلة : ٢٨٥ .
  • 20. مهذب الاحكام ٢٥ : ٢٩٨ . والصراط القويم : ٢١٥ .
  • 21. عدة الداعي : ٨١ .
  • 22. a. b. مهذب الاحكام ٢٥ : ٣٠٥ .
  • 23. مهذب الاحكام ٢٥ : ٣٠٤ .
  • 24. وسائل الشيعة ٢١ : ٥١٢ .
  • 25. الكافي ٦ : ١٠٤ .
  • 26. المقنعة : ٥٣١ .
  • 27. الكافي ٦ : ١٠٣ .
  • 28. مهذب الاحكام ٢٥ : ٢٩٢ .
  • 29. الكافي ٥ : ٥١٤ .
  • 30. القران الكريم: سورة النساء (4)، الآية: 19، الصفحة: 80.
  • 31. a. b. مكارم الاخلاق : ٢١٨ .
  • 32. تحف العقول : ٢٣٩ .
  • 33. تحف العقول : ١٨٨ .
  • 34. a. b. من لا يحضره الفقيه ٣ : ٢٨١ .
  • 35. مستدرك الوسائل / النوري ٢ : ٥٥٠ .
  • 36. مكارم الاخلاق : ٢١٦ ـ ٢١٧ .
  • 37. مكارم الاخلاق : ٢١٦ .
  • 38. مكارم الاخلاق : ٢١٣ .
  • 39. الدر المنثور ٦ : ٢٤٣ .
  • 40. المعجم الكبير ٢٣ : ٢٠٩ .
  • 41. من لا يحضره الفقيه ٣ : ٢٧٩ .
  • 42. المقنعة : ٥٢٣ .
  • 43. المقنعة : ٥٢٠ .
  • 44. المقنعة : ٥١٦ .
  • 45. المقنعة : ٥٤١ .
  • 46. القران الكريم: سورة الإسراء (17)، الآية: 23، الصفحة: 284.
  • 47. a. b. القران الكريم: سورة الإسراء (17)، الآية: 24، الصفحة: 284.
  • 48. القران الكريم: سورة لقمان (31)، الآية: 14، الصفحة: 412.
  • 49. القران الكريم: سورة لقمان (31)، الآية: 15، الصفحة: 412.
  • 50. الكافي ٢ : ١٥٨ ، كتاب الايمان والكفر ، باب البر بالوالدين .
  • 51. الكافي ٢ : ١٥٨ / ٤ .
  • 52. الكافي ٢ : ١٥٩ / ٥ .
  • 53. الكافي ٢ : ١٥٩ ـ ١٦٠ / ٩ .
  • 54. الكافي ٢ : ١٦١ / ١٢ .
  • 55. الكافي ٢ : ١٦٠ / ١٠ .
  • 56. الكافي ٢ : ١٦٢ / ١٥ .
  • 57. الكافي ٢ : ١٥٨ / ١ .
  • 58. الكافي ٢ : ١٥٩ / ٧ .
  • 59. منهاج الصالحين / السيد السيستاني ، العبادات : ٢٤٨ ، ٣٣٨ .
  • 60. بحار الانوار ٧٤ : ٧٢ ، كتاب العشرة ، باب بر الوالدين / ٥٣ .
  • 61. الكافي ٢ : ٣٤٨ كتاب الايمان والكفر ، باب العقوق .
  • 62. a. b. الكافي ٢ : ٣٤٩ .
  • 63. بحار الانوار ٧٤ : ٧٤ .
  • 64. الوسيلة إلىٰ نيل الفضيلة : ٢٨٦ .
  • 65. الكافي ٢ : ١٦٢ .
  • 66. بحار الانوار ٧٤ : ٨٠ .
  • 67. بحار الانوار ٧٤ : ٦ .
  • 68. مستدرك الوسائل ٢ : ٦٢٦ .
  • 69. الكافي ٦ : ٥٠ .
  • 70. مستدرك الوسائل ٢ : ٦٢٥ .
  • 71. كنز العمال ١٦ : ٤٥٦ / ٤٥٤٠٩ .
  • 72. المصدر: كتاب آداب الأسرة في الإسلام، للعلامة السيد سعيد كاظم العذاري.