مجموع الأصوات: 114
نشر قبل 7 سنوات
القراءات: 12804

حقول مرتبطة: 

الكلمات الرئيسية: 

الأبحاث و المقالات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع بالضرورة ، بل تعبر عن رأي أصحابها

الشيعة في مصر

دخل التشيّع مصر في اليوم الّذي دخل فيه الإسلام ولقد شهد جماعة من شيعة عليّ فتح مصر منهم المقداد بن الأسود الكندي، وأبو ذر الغفاري، وأبو رافع، وأبو أيوب الأنصاري، وزارها عمّار بن ياسر في خلافة عثمان1 وهؤلاء ما كانوا يبطنون فكرة التشيّع الّتي كانوا يؤمنون بها منذ عهد رسول اللّه.
ولأجل ذلك حين قتل عثمان باجهاز المصريين عليه، بايعوا عليّاً كما بايع أهلها طوعاً ورغبة.
لمّا بعث علي قيس بن سعد أميراً على مصر بايع أهلها طوعاً إلاّ قرية يقال لها خربتاء2.
كان هذا نواة لمذهب التشيّع في تلك البلاد وإن تغلّب عليها الأمويون بعد علي، وقتل عمرو بن العاص والي علي محمّد بن أبي بكر. وجعلوا جثّته في جيفة حمار وأحرقوه بالنار ولكن للحق دولة وللباطل جوله، فهذه الأعمال الاجرامية وما ارتكبه العباسيون من الجرائم صارت سبباً لابتعاد الناس عن السلطات وتعاطفهم مع العلويين، خصوصاً عندما ذهب إليها بعض السادة الحسنيين، إلى أن قامت دولة الفاطميين وبثّوا الدعاة في أفريقيا فاعتنق المصريون التشيّع برغبة وجهروا بحيّ على خير العمل. وتفضيل عليّ على غيره، وكما جهروا بالصلاة على النبي وآله .
لقد قامت في عهد الفاطميين مراسم عاشوراء وعيد الغدير، ولم تزل هذه المراسم إلى يومنا هذا. وكان التشيّع مخيّماً على مصر في عهد الفاطميين وضارباً أطنابه في القرى والبلدان لولا أنّ صلاح الدين يوسف الأيوبي أزال سلطتهم ومذهبهم من مصر بقوّة السيف والنار.
وهذه الصفحة في تاريخ مصر صفحة مليئة بالأسى والحزن ومع ذلك تتواجد في هذه الأيام الشيعة، وأمّا السنّة فهم علويون روحاً وعاطفة يتفاخرون بالحب والميل لأهل البيت ويعبّرون عن ذلك بزيارتهم للمشاهد المعروفة برأس الحسين ومرقد السيدة زينب والسيدة سكينة.
وبذلك يعلم حال التشيّع بأفريقيا الشمالية فانّ حكومة الفاطميين امتدّت إلى الجزائر ومراكش وتونس وليبيا والسودان، أضف إلى ذلك انّ كثيراً من العلويين ارتحلوا إلى تلك البلاد وأسّسوا دويلات وكان ذلك سبباً لانتشار التشيّع 3.

  • 1. الخطط المقريزية 2 / 74 .
  • 2. الخطط المقريزية 4 / 149، الجزري: الكامل 3 / 61 حوادث عام 36 .
  • 3. من كتاب: بحوث في الملل والنحل لآية الله الشيخ جعفر السبحاني، ج6 ص619-620 الناشر: مؤسسة النشر الإسلامي، الطبعة الثانية، ١٤١٥ هـ.ق.

تعليق واحد