الأبحاث و المقالات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع بالضرورة ، بل تعبر عن رأي أصحابها

ما الفرق بين (الشَّعائر العاشورائيَّة) و(المراسيم العاشورائيَّة)؟

مِن عُلمائنا مَنْ لا يفرِّق بين (الشَّعائر) و(المراسيم) فالمضمون واحد، فكلُّ ما يشكِّل إحياءً لذكرى عاشوراء، ويملك الشَّرعيَّة فهو (شعائر عاشورائيَّة) وهو (مراسيم عاشورائيَّة).
والرَّأي الآخر:

يُفرِّق بين مصطلح (الشَّعائر العاشورائيَّة) ومصطلح (المراسيم العاشورائيَّة).

فلا يسمَّى (شعائر) إلَّا ما ورد فيه نصٌّ خاصٌّ عن الائمَّة (عليهم السَّلام)، فهو شعائر ومراسيم. وما لم يرد فيه نصٌ خاصٌّ عن الأئمَّة (عليهم السَّلام) فيسمَّى (مراسيم عاشورائيَّة) ولا يُسمَّی (شعائر عاشورائيَّة).
ومِن الشَّعائر العاشورائيَّة:
– إقامة مجالس العزاء
– الحزن والبكاء على الحُسين (عليه السَّلام)
– ارتداء السَّواد
– إنشاد الشِّعر في الحُسين (عليه السَّلام)
– زيارة الإمام الحُسين (عليه السَّلام).
فهذه الممارسات يتَّفق الفقهاء على تسميتها شعائر عاشورائيَّة.
وأمَّا ما لم يرد فيه نصٌّ خاصٌّ وإنَّما ينطبق عليه عنوان «أحيوا أمرنا» فعند هذا الفريق مِن الفقهاء تسمَّى (مراسيم عاشورائيَّة) أو (مظاهر عاشورائيَّة).
– المواكب العزائيَّة
– المسارح الحُسينيَّة
– المراسم الحُسينيَّة
– المواقع العاشورائيَّة
– الإصدارات العاشورائيَّة
– اللَّافتات العاشورائيَّة
هذه وغيرها من وسائل الإحياء المستحدثة تسمَّى عند الفريق الثَّاني مِن الفقهاء (مراسم الإحياء العاشورائيِّ)، وأمَّا لدى الفريق الأوَّل مِن الفقهاء فلا مشكلة لديهم مِن تسميتها (شعائر عاشورائيَّة)؛ ما دامت مشروعة وتؤسِّس لإحياء قضيَّة عاشوراء.

ضرورة محاسبة الممارسات العاشورائيَّة

خشية أنْ تقتحم المواسم العاشورائيَّة ممارسات غير مشروعة، أو ممارسات خطأ كالمشي على الجمر، والزَّحف على البطون، أو أيَّة ممارسة لا تحمل دلالة على الإحياء العاشورائيِّ، وتشكِّل مظاهر تسيئ إلى سمعة عاشوراء، ورُبَّما تصادر الأهداف الكبرى للمواسم العاشورائيَّة.
هُنا الضَّرورة للمراجعة والمحاسبة؛ ما دام الهدف تحصين المواسم العاشورائيَّة وحمايتها مِن كلِّ أشكالِ الاختراق، ومِن كلِّ أشكالِ الإساءة خاصَّة ونحن في عصر قد أصبحت مواسمنا العاشورائيَّة على مرأى ومسمع مِن كلِّ العالم، حتَّى لو أقيم مجلس في قرية نائية، أو تحركت ممارسة عاشورائيَّة هُنا أو هُناك تلقَّاها كلُّ العالم، ولم تكن مُلكًا لهذا المأتم أو لذاك، ولهذه القرية أو تلك.
فالحذر الحذر مِن أيِّ ممارسة ضارَّة بسمعة عاشوراء، وضارَّة بسمعة المذهب، ولا يعني هذا أنَّنا يجب أنْ نتخلَّى عن أيَّة ممارسة عاشورائيَّة لا يقبلها الآخرون، فمعاييرنا هي (الشَّرع) وليس (رضى الآخرين) 1.

  • 1. المصدر: موقع سماحة السيد عبدالله الغريفي حفظه الله.