الأبحاث و المقالات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع بالضرورة ، بل تعبر عن رأي أصحابها

ما نزل في سورة الأحقاف في شأن فاطمة عليها السلام

قوله تعالى:
﴿ وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا حَتَّىٰ إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَىٰ وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ ﴾ 1

في تفسير البرهان عن محمد بن عبد الله عن أبيه قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: أتى جبرئيل رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فقال: السلام عليك يا محمد، ألا أبشرك بغلام تقتله أمتك من بعدك؟ فقال: لا حاجة لي فيه، قال: فانتهض إلى السماء ثم عاد إليه ثانية فقال مثل ذلك، فقال: لا حاجة لي فيه، فقال: إن ربك جاعل الوصية في عقبه، فقال: نعم، ثم قام رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، فدخل على فاطمة (عليها السلام) فقال لها: إن جبرئيل أتاني فبشرني بغلام تقتله أمتي من بعدي، فقالت: لا حاجة لي فيه، فقال لها:
إن ربي جاعل الوصية في عقبه، فقالت: نعم إذن، فأنزل الله عند ذلك هذه الآية فيه ﴿ ... حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا ... 1 لموضع إعلام جبرئيل إياها بقتله، فحملته كرها بأنه مقتول، ووضعته كرها لأنه مقتول.

وقد روى المحدث البحراني الحديث بعشرة طرق وبألفاظ متقاربة 2 وفي تفسير كنز الدقائق أخرجه عن تفسير القمي وعن الكافي مثله وبلفظ مختلف آخر 3.

بيان:
لا يخفى أن الإمام الحسين (عليه السلام) كانت إمامته بعد الأربعين من عمره الشريف، وبالتحديد بعد ست وأربعين سنة، ولعل الأربعين يطلق على العقد وإن زاد على الأربعين بضع سنين، فنقول لمن بلغ خمسا وأربعين من العمر مثلا: رجل في الأربعين على نحو التغليب لا على التحديد.
والرواية حاكية عن مقتضى حاله الشريف، لا على سبيل الحكاية عنه، ولعل النعمة المشار إليها بإمامته (عليه السلام) ﴿ ... وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي ... 1: جعلها في عقبه المبارك4.

  • 1. a. b. c. القران الكريم: سورة الأحقاف (46)، الآية: 15، الصفحة: 504.
  • 2. البرهان 4: 153 دار التفسير.
  • 3. تفسير كنز الدقائق 12: 180.
  • 4. المصدر: کتاب ما نزل من القرآن في شأن فاطمة(ع)ِ لسماحة السيد محمد علي الحلو.