الأبحاث و المقالات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع بالضرورة ، بل تعبر عن رأي أصحابها

لماذا اخفى علي القران الذي املاه عليه رسول الله خوفا من ارتداد الناس ؟

نص الشبهة: 

قام أبو بكر بقتال المرتدّين ، بينما قام عليّ ( عليه السلام ) بإخفاء القرآن الذي أملاه عليه رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) بدعوى الخوف من ارتداد الناس عن الإسلام كما يقول الشيعة .

الجواب: 

طرح السائل هنا إدّعاءين ، لم يأت بدليل على أيٍّ منهما :
أوّلاً : أنّ أبا بكر قاتل المرتدّين ، وهذا غير صحيح ; فهو قاتل أُناساً امتنعوا عن دفع الزكاة ، وأمّا علّة امتناعهم عن دفع الزكاة فهي رفض فريق من الصحابة من المهاجرين والأنصار لخلافة أبي بكر ، ورغم أنّه عُرف قتاله لهم في التاريخ باسم « حروب الردّة » وأنّ الآية 54 من سورة المائدة ناظرة إلى هذه الحرب ، إلاّ أنّ الطبري ذكر في شأن نزول هذه الآية شيئاً لا علاقة له بزمان أبي بكر 1 ، والحقيقة أنّ هذه الحرب كانت ضدّ الممتنعين عن دفع الزكاة ، وليس ضدّ فريق ينكر أصلاً من أُصول الدِّين .
نعم كان فريق منهم كمسيلمة الكذاب والأسود العنسي وسجاح كانوا من المرتدين ، فلم تكن الحرب على نمط واحد .
ثانياً : من قال بأنّ عليّاً ( عليه السلام ) لم يُخرج القرآن الذي أملاه عليه رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) خوفاً من ارتداد الناس ؟ إنّ الشيعة يقولون عكس ذلك تماماً وأنّ عليّاً ( عليه السلام ) جمع قرآنه ورتّبه وفقاً لنزول آياته ثمّ عرضه على القوم فرفضوه ، وقالوا : « ما عندك عندنا » فاضطرّ لإبقائه محفوظاً عنده .
إنّ جامع الأسئلة لو كان من أهل العلم لما تكلّم بهذا الكلام ، فكيفيّة قرآن عليّ ( عليه السلام ) جاء مفصّلاً في كتابي تاريخ اليعقوبي ومصابيح الأنوار 2 ، حيث لا يوجد أيّ تفاوت بينه وبين القرآن الموجود بيننا إلاّ التقديم والتأخير في سوره ، ومعناه أنّ التفاوت في الترتيب فقط 3 .

  • 1. لاحظ : تفسير الطبري : 4 / 285 ـ 286 .
  • 2. تاريخ اليعقوبي : 2 / 135 ـ 136 طباعة بيروت ـ دار صادر ; الطبقات الكبرى : 2 / 338 ; الاستيعاب ( القسم الثالث ) : 976 ; مصابيح الأنوار لعبد الكريم الأشعري الشهرستاني : 1 / 125 .
  • 3. هذه الإجابة نُشرت على الموقع الالكتروني الرسمي لسماحة آية الله العظمى الشيخ جعفر السبحاني دامت بركاته .