حقول مرتبطة:
الكلمات الرئيسية:
- معاوية - ابن عباس - الشيعة - القرآن الكريم - تاريخ الخلفاء
موقف ابن عباس من معاوية بن أبي سفيان
إن معاوية مر بحلقة من قريش فلما رأوه قاموا غير عبد الله بن عباس.
فقال له: يا ابن عباس ما منعك من القيام كما قام أصحابك إلا لموجودة أني قاتلتكم بصفين فلا تجد 1 من ذلك يا ابن عباس، فإن ابن عمي عثمان قد قتل مظلوما.
قال ابن عباس: فعمر بن الخطاب قد قتل مظلوما!
قال: إن عمر قتله كافر.
قال ابن عباس: فمن قتل عثمان؟
قال: قتله المسلمون.
قال: فذلك أدحض لحجتك.
قال: فإنا قد كتبنا في الآفاق ننهى عن ذكر مناقب علي و أهل بيته فكف لسانك.
فقال: يا معاوية أ تنهانا عن قراءة القرآن؟
قال: لا.
قال: أ تنهانا عن تأويله؟
قال: نعم.
قال: فنقرؤه و لا نسأل عما عنى الله به، ثم قال فأيهما أوجب علينا قراءته أو العمل به؟
قال :العمل به.
قال: فكيف نعمل به و لا نعلم ما عنى الله؟
قال: سل عن ذلك من يتأوله غير ما تتأوله أنت و أهل بيتك.
قال: إنما أنزل القرآن على أهل بيتي فأسأل عنه آل أبي سفيان يا معاوية! أ تنهانا أن نعبد الله بالقرآن بما فيه من حلال و حرام، فإن لم تسأل الأمة عن ذلك حتى تعلم تهلك و تختلف.
قال: اقرءوا القرآن و تأولوه و لا ترووا شيئا مما أنزل الله فيكم، و ارووا ما سوى ذلك.
قال: فإن الله يقول في القرآن: ﴿ يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ ﴾ 2 .
قال: يا ابن عباس اربع على نفسك 3 و كف لسانك، و إن كنت لا بد فاعلا فليكن ذلك سرا لا يسمعه أحد علانية.
ثم رجع إلى بيته فبعث إليه بمائة ألف درهم، و نادى منادي معاوية أن قد برئت الذمة ممن يروي حديثا من مناقب علي و فضل أهل بيته.
و كان أشد الناس بلية أهل الكوفة لكثرة من بها من الشيعة، فاستعمل زياد ابن أبيه و ضم إليه العراقين الكوفة و البصرة فجعل يتتبع الشيعة و هو بهم عارف، يقتلهم تحت كل حجر و مدر، و أخافهم و قطع الأيدي و الأرجل، و صلبهم في جذوع النخل، و سمل أعينهم و طردهم و شردهم حتى نفوا عن العراق، فلم يبق بها أحد معروف مشهور، فهم بين مقتول أو مصلوب أو محبوس أو طريد أو شريد 4.