حقول مرتبطة:
الكلمات الرئيسية:
- ابو طالب - الحزن - ام الزهراء - ام المؤمنين خديجة - بكاء الرسول - حزن النبي - خديجة - خديجة الكبرى - خديجة بنت خويلد - عام الحزن - فاطمة الزهراء - وفاة ابي طالب - وفاة خديجة
ما هو عام الحزن ؟
عام الحزن هو العام الذي فَقَدَ النبي ( صلى الله عليه و آله ) نصيرين عظيمين له و لرسالته ، فقد تُوفي في هذا العام عمُّه أبو طالب ( رضوان الله عليه ) ، كما تُوفِّيت في العام نفسه زوجته المثالية العظيمة أم المؤمنين السيدة خديجة ( رضوان الله عليها ) ، فكان لوفاتهما وقعاً كبيراً على قلب الرسول المصطفى ( صلى الله عليه و آله ) ، فإشتد مصابه و حزن عليهما ، فسمَّى النبي ( صلى الله عليه و آله ) ذلك العام بعام الحزن .
قال الفخار : لما مات أبو طالب و خديجة بنت خويلد زوج النبي ( صلى الله عليه و آله ) سمى رسول الله ( صلى الله عليه و آله ) العام الذي ماتا فيه " عام الحزن " و ذلك لشدة مصابه بهما و وَجده عليهما 1 .
و جاء في كشف الغُمة : ... ماتت خديجة بعد أبي طالب بشهر و اجتمع بذلك على رسول الله حزنان حتى عرف ذلك فيه ... 2 .
متى كان عام الحزن ؟
ذكر العلامة المجلسي ( رحمه الله ) : إن أبا طالب ( رضي الله عنه ) توفي في آخر السنة العاشرة من مبعث رسول الله ( صلى الله عليه و آله ) ثم توفيت خديجة رضي الله عنها بعد أبي طالب بثلاثة أيام ، فسمى رسول الله ذلك العام عام الحزن ، فقال ما زالت قريش قاعدة عني حتى مات أبو طالب 3 .
وقعُ وفاة خديجة على قلب الرسول ( صلى الله عليه و آله ) :
كان لوفاة السيدة خديجة ( عليها السلام ) وقعاً كبيراً على قلب رسول الله ( صلى الله عليه و آله ) ، و ذلك لأنها لم تكن إمرأة فحسب ، بل كانت مثالاً للمرأة الكاملة المؤمنة و المضحية التي ملأت حياة الرسول المصطفى ( صلى الله عليه و آله ) حناناً و تضحية و فداءً ، و قدَّمت كل ما أوتيت من المال و الجاه و الوجاهة و العزّ و الكرامة ، بل نفسها و روحها من أجل إسعاد خير البشر و سيد الأنبياء و المرسلين لكي تُرضي رب العالمين ، و لتنال شرف الدنيا و الآخرة ، و بوفاتها ألمَّ بالرسول ( صلى الله عليه و آله ) حزناً كبيراً بحيث كان يُعرف ذلك فيه بوضوح ، خاصة و أن وفاتها إتفق بعد وفاة عمِّه و ناصره أبو طالب ( عليه السَّلام ) ، و لشدة حزنه عليهما فقد سَمَّى النبي ( صلى الله عليه و آله ) ذلك العام بعام الحزن .
بكاء النبي ( صلى الله عليه و آله ) لفقد خديجة :
رُوِيَ عن علي ( عليه السَّلام ) أنه قال : ذَكر النبي ( صلى الله عليه و آله ) خديجة يوماً و هو عند نسائه فبكى .
فقالت عائشة : ما يبكيك على عجوز حمراء من عجائز بني أسد ؟
فقال : صدقتني إذ كذبتم ، و آمنت بي إذ كفرتم ، و ولدت لي إذ عقمتم .
قالت عائشة : فما زلت أتقرب إلى رسول الله ( صلى الله عليه و آله ) بذكرها 4 .
نعم كان لهذه الحادثة الأليمة وقعاً كبيراً على قلب الرسول ( صلى الله عليه و آله ) فتألم لفقدها ، و كأنه ( صلى الله عليه و آله ) لم يروقه البقاء بمكة بعد رحيلها حيث أنه لم يمكث بها بعد السيدة خديجة طويلاً .
و يدل على ذلك ما رواه العياشي في تفسيره عن سعيد بن المسيب ، عن علي بن الحسين ( عليه السَّلام ) ، قال : " كانت خديجة قد ماتت قبل الهجرة بسنة , و مات أبو طالب بعد موت خديجة بسنة ، فلما فقدهما رسول اللّه ( صلى الله عليه و آله ) سئم المقام بمكة و دخله حزن شديد , و أشفق على نفسه من كفار قريش , فشكى إلى جبرئيل ذلك , فأوحى الله إليه : يا محمد اخرج من القرية الظالم أهلها , و هاجِر إلى المدينة فليس لك اليوم بمكة ناصر " 5 .
وَقعُ وفاة السيدة خديجة على قلب فاطمة الزهراء ( عليهما السلام ) :
رَوَى المفيد عن ابن قولويه ، عن أبيه ، عن سعد ، عن ابن عيسى ، عن العباس بن عامر ، عن أبان ، عن بريد عن الصادق ( عليه السَّلام ) ، قال : " لما توفيت خديجة رضي الله عنها ، جعلت فاطمة ( عليه السَّلام ) تلوذ برسول الله ( صلى الله عليه و آله ) و تدور حوله و تقول أبة أين أمي ؟
قال : فنزل جبرئيل ( عليه السَّلام ) فقال له : ربك يأمرك أن تقرأ فاطمة السلام ، و تقول لها إن أمك في بيت من قصب كِعابُه من ذهب ، و عَمَدَه ياقوت أحمر ، بين آسية و مريم بنت عمران .
فقالت فاطمة ( عليه السَّلام ) : إن الله هو السلام ، و منه السلام ، و إليه السلام " 6 .
- 1. إيمان أبي طالب ، للفخار : 261 .
- 2. كشف الغمة : 1 / 402 .
- 3. بحار الأنوار ( الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار ( عليهم السلام ) ) : 19 / 25 ، للعلامة الشيخ محمد باقر المجلسي ، المولود بإصفهان سنة : 1037 ، و المتوفى بها سنة : 1110 هجرية ، طبعة مؤسسة الوفاء ، بيروت / لبنان ، سنة : 1414 هجرية .
- 4. بحار الأنوار : 16 / 8 .
- 5. تفسير العياشي : 1 / 257 .
- 6. بحار الأنوار : 16 / 1 ، عن أمالي المفيد ( قدَّس الله نفسه الزَّكية ) .