مجموع الأصوات: 71
نشر قبل 7 سنوات
القراءات: 6565

حقول مرتبطة: 

الكلمات الرئيسية: 

الأبحاث و المقالات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع بالضرورة ، بل تعبر عن رأي أصحابها

الرياضة بين الفوائد والاهداف

من الوسائل المهمة للمحافظة على الصحة ممارسة الرياضة، وذلك لما لها من فوائد كثيرة على الصحة العامة، والتي من أهمها: تنشيط الدورة الدموية، وتقوية القلب، وتنمية عضلات الجسم، والتخلص من الجلطة الدموية، وإطالة الشباب، وزيادة الثقة بالنفس، والقدرة على التكيف الاجتماعي، وتنمية القدرة الذهنية والعقلية وزيادة رشاقة الجسم وتناسقه، وخفض الوزن الزائد ...الخ.
وقد أظهرت دراسات علمية أن التمرينات الرياضية تحسن من حالة القلب، وتخفض من ضغط الدم، وتزيد من اللياقة البدنية، وأيضاً تزيد من معدلات الذكاء، كما أثبتت التجارب أن هناك تحسناً في نفسية ممارس الرياضة، إذ أنه يصبح أكثر استقراراً من الناحية العاطفية، وأقل توتراً من الناحية النفسية، والتفسير الذي يورده العلماء لهذه الظواهر، هو أن الرياضة تتسبب في دفع كمية أكبر من الدم إلى المخ، الأمر الذي يحرك الجزء المختص بالذكاء بصورة أكثر، ويجعله أكثر تفاعلاً .
وفوائد الرياضة ليست مقصورة على الرجال، بل تشمل النساء أيضاً، وهي ضرورية كذلك لهن، ففي بحث علمي لوحظ أن آلام الدورة الشهرية عند البنات اللآتي لا يمارسن أي رياضة تزداد بنسبة الضعف عن البنات اللآتي يمارسن الرياضة، يضاف إلى ذلك أن الرياضة لها تأثير كبير بالنسبة لجمال الجسم واتساق القوام عند الفتاة، ومن تأثيره المباشر على حالتها النفسية وسعادتها، نتيجة ممارستها للرياضة.
أما بالنسبة للمرأة بعد الزواج، فقد أظهرت الدراسات العلمية أن عدم ممارسة المرأة للرياضة غالباً ما يؤدي إلى السمنة، والسمنة مع الحمل تجعل المرأة تتعرض لأمراض ضغط دم الحامل، ومرض السكر، وعرضة للنزف.
وفي بحث علمي آخر .. وجد أن وزن المرأة لو زاد عن المعدل الطبيعي بنسبة 70% فهناك احتمال تباعد الدورات الشهرية أو انقطاعها، وأظهر البحث أهمية الرياضة أثناء الحمل وبعده، حيث أوصى الحامل برياضة المشي يومياً مع إجراء عدد من التمارين البسيطة، وأثبتت الأبحاث أن الرياضة تؤدي الى انخفاض معدل الإصابة بسرطان الثدي عند المرأة.
ويجب على المرأة ممارسة الرياضة بمعزل عن الرجال الأجانب، كي تحافظ على عفتها وحشمتها، وصيانة عرضها، ولذلك من الضروري تخصيص صالات رياضية خاصة بالنساء فقط، أما ما يشاهد في بعض الدول من الاختلاط المفتوح بين الرجال والنساء أثناء الرياضة أو التمرينات الرياضية فهذا محرم شرعاً، وله نتائج وخيمة على البنية الأخلاقية والقيمية في المجتمع المسلم.
ومن الرياضات الجيدة والمفيدة والممتعة: رياضة المشي، الهرولة، السباحة، وركوب الخيل، والرماية، والتمارين السويدية.
ويجب الاهتمام بالتربية الرياضية كوسيلة هامة من وسائل بناء الأجيال الشابة، وإعداد الأفراد للاستفادة من قدرات وطاقات الشباب، وهذا يتطلب برنامجاً متكاملاً ومتوازناً يكون محاوره: البناء البدني، والبناء النفسي، والبناء العقلي، كي يكتمل بناء الشباب بناءً محكماً وقوياً، وإلا تحولت الرياضة إلى هدف بذاتها، في حين يجب أن تكون الرياضة وسيلة من وسائل التربية والبناء الإنساني.
ومن الملاحظ اهتمام الكثير من الشباب بالرياضة أكثر من اللازم، مما يؤدي إلى الاستغراق التام في الألعاب الرياضية، وغياب الاهتمام بالشؤون المهمة الأخرى : كالاهتمام بالشأن الثقافي، والشأن الاقتصادي، والشأن السياسي، والشأن الاجتماعي، والشأن العلمي .. وهذا ما يسبب آثاراً سلبية في تربية الشباب، مما يؤدي بدوره إلى تأخر الأمة عن اللحاق بقطار التقدم والمدنية، والذي يتطلب أن يكون الشباب بمستوى التحدي الحضاري.
إن من أهداف الرياضة في الإسلام هو تربية الإنسان على الخشونة والرجولة والشجاعة والإقدام، وتنمية الثقة بالنفس، والقدرة على التكيف الاجتماعي، وتحمل المسؤولية، وأداء العمل بفاعلية، وبناء الإرادة والعزيمة القوية، بعيداً عن كل مظاهر الترف الزائد، والميوعة والدعة، والاسترخاء والوهن والضعف 1.

  • 1. الموقع الرسمي لسماحة الشيخ عبدالله اليوسف حفظه الله - «محرر الموقع» - 12 / 11 / 2010م - 7:57 م.