الأبحاث و المقالات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع بالضرورة ، بل تعبر عن رأي أصحابها

موقف الشيعة من القائلين بتحريف القران

نص الشبهة: 

أمامنا فريقان؛ فريق طعن في كتاب الله مدّعياً وقوع التحريف والتبديل فيه (وهم الشيعة) وفريقٌ آخر سلّم الخلافة لأبي بكر بدلاً عن عليّ (وهم الصحابة) ووجّهوا ضربة إلى أهل بيت النبيّ (صلى الله عليه وآله)، فلماذا يلتزم الشيعة الصمت حيال الفريق الأوّل ويقومون بضجّة كبيرة على الفريق الثاني؟

الجواب: 

إنّ السائل تخيّل وجود فريقين نسب لأوّلهما ما شاء من الأُمور التافهة، وفريق آخر هم صحابة النبي (صلى الله عليه و آله وسلم) الذين سلّموا الخلافة لأبي بكر بدلاً من علي (عليه السلام).
وحقيقة الأمر أنّ المسلمين بعد رحلة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) كانوا على نمط واحد، وسبيل فارد، والّذي فرق بينهم هو أنّ قسماً من صحابة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بقوا على ما كانوا عليه في عصر الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم)، من أنّ الخلافة هي لعلي وعترته الطاهرة.
ومال الآخرون إلى تناسي النص، والإعراض عن العمل، فسلّموا الأمر إلى أبي بكر.
هذا هو واقع الفريقين، وأمّا القول بالتحريف فمهما كان القائل به ومهما كان له موقع في المجتمع فهو مرفوض سنياً كان أو شيعياً.
وقد ثبت في البخاري أنّ الخليفة الثاني كان يصر على أنّ آية رجم الشيخين لأجل الزنا جزء من القرآن الكريم.
وقد قام أحد الكتاب المصريين بتأليف كتاب باسم «الفرقان» زعم فيه أنّ القرآن الموجود حالياً غير القرآن الّذي أُوحي إلى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وقد صادره جامع الأزهر، ونعم ما فعل.
وقد قلنا: إنّ روايات التحريف موجودة في كتب الفريقين ولكن جماهير الفريقين غير قائلين به، وأود أن أذكر هنا أمراً هو: أنّ الدكتورة عائشة يوسف المناعي، عميدة كلية الشريعة في قطر قد ألفت كتاباً: أسمته «موقف الشيعة من التحريف» وأقامت براهين جليلة محكمة على أنّ الشيعة ـ بمعنى أكابرها وعظمائها ـ أبرياء من هذه التهمة.
فيا جامع الأسئلة اقتد بهذه الكاتبة الحرة الّتي بذلت جهوداً لتحري الحقيقة على خلاف طريقتك في طرح الأسئلة حيث إنّك تجمع الأسئلة من هنا وهناك، وهدفك هو فقط تشويش الأذهان، وإبعاد المسلمين عن دينهم ومنهجهم.
كما أنّ الشيعة لا يرضون المساس بحرمة أهل البيت ( عليهم السلام ) كما فهم ولا يسمحون لكل مَن تسوّل له نفسه المساس بحرمة القرآن والقدح فيه، ولا يلتزمون الصمت حياله والشاهد على ذلك الكتب التحقيقيّة الكثيرة التي كُتبت في شأن عدم تحريف القرآن الكريم، أمثال كتاب «آلاء الرحمن» للمرحوم البلاغي، وكتاب «البيان في تفسير القرآن» للمرحوم آية الله الخوئي، و «صيانة القرآن من التحريف» لآية الله محمد هادي معرفة، و «التحقيق في نفي التحريف» للسيّد علي الميلاني، والكثير من الكتب والمؤلّفات الأُخرى.
فأنت يا جامع الأسئلة من الانترنت إمّا إنّك لا تعرف هذه الكتب، أو تعرفها إلاّ أنّك لست مستعداً لقبول الحقيقة! 1.

  • 1. هذه الإجابة نُشرت على الموقع الالكتروني الرسمي لسماحة آية الله العظمى الشيخ جعفر السبحاني دامت بركاته.