ما هي آية التخفيف ؟

 

تُسمى الآية ( 66 ) من سورة الانفال بآية التخفيف و هي المشتملة على قول الله تعالى : ﴿ الْآنَ خَفَّفَ اللَّهُ عَنْكُمْ وَعَلِمَ أَنَّ فِيكُمْ ضَعْفًا فَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِائَةٌ صَابِرَةٌ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ وَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ أَلْفٌ يَغْلِبُوا أَلْفَيْنِ بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ ﴾ 1.

و هذه الآية موضوعها التخفيف عن المقاتلين المسلمين في ساحة الحرب لما شق عليهم مقابلة العدو في ظروف استثنائية حسب ما يراه قائد الميدان في ساحة القتال .

قال العلامة الراحل الشيخ محمد جواد مغنية رحمه الله : لقد أطال المفسرون و الفقهاء الكلام حول هذه الآية ، فمنهم من قال: إنها ناسخة للآية المتقدمة التي فرضت على المسلم أن لا يفر من عشرة ، و قال آخر ، شق على المسلمين أن يقابل الواحد منهم عشرة ، فجاء التخفيف بقوله : ﴿ الْآنَ خَفَّفَ اللَّهُ عَنْكُمْ ... 1، و أفتى الفقهاء استنادا الى هذه الآية بتحريم الفرار من الزحف إلا إذا كان عدد جيش العدو أكثر من ضعف عدد جيش المسلمين .. و بينا عند تفسير الآية 15 من هذه السورة ان الفقهاء لا يملكون الفتوى بذلك ، و ان الأمر فيه يترك لتقدير قائد الجيش الخبير الأمين وحده .

و من أجل هذا نرجح ان الآيتين هذه و التي قبلها لم تردا لبيان حكم الفرار من الزحف بوجه عام ، و إنما هما خاصتان بالنبي و أصحابه فقط ، و لا تتجاوزان إلى غيرهم ، و اللّه أعلم بمراده 2.