نشر قبل 16 سنة
مجموع الأصوات: 371
القراءات: 88239

حقول مرتبطة: 

الكلمات الرئيسية: 

ما هي الموسيقى المحرمة ، و ما سبب تحريمها رغم أنها موهبة منحها الله للإنسان ؟

ما هي الموسيقى ؟
لكي نجيب على هذا السؤال إجابة دقيقة لا بُدَّ و أن نعرف أولاً ما هو المراد بالموسيقى بصورة عامة حتى يتسنى لنا معرفة رأي الشرع فيها من خلال النصوص الشرعية و آراء الفقهاء ، و من ثم نناقش هذا الموضوع من الزاوية التي تم السؤال عنها .
إن للموسيقى تعريفان ، تعريف عام و هو كل صوت موزون أو كل نغمة لها إيقاع و تأثير في النفس ، و بإختلاف هذه النغمات يتفاوت التأثير على المستمع لها ، فقد يطرب و قد يحزن و قد ينشط إلى غيرها من التأثيرات المختلفة حسب شدة تلك النغمات و ضعفها ، و حسب قابلية الأفراد و طبائعهم .
و هناك تعريف خاص للموسيقى ، و هو التعريف الفقهي الذي عليه مدار التحريم ، و هو الصوت المشتمل على النغمات و الألحان اللهوية التي تستخدم في الملاهي و مجالس الفساد .
و هذا النوع من الموسيقى هو المحرم شرعاً بناءً على إستنباط الفقهاء المجتهدين من النصوص الشرعية .
أما القول بأن الله عَزَّ و جَلَّ قد أودع هذه الموهبة ( موهبة الموسيقى ) في كثير من الناس و من ثَم استنتاج جواز الاستمتاع بالموسيقى اللهوية تجنباً لعبثية إيداع هذه الموهبة ـ على حد تعبيرك ـ من قبل الله سبحانه و تعالى ، فهذا غير صحيح ، و ذلك لأن الله قد أودع في الإنسان مواهب و قدرات كثيرة غير هذه الموهبة ، و في نفس الوقت لم يسمح له بإستخدامها بصورة مطلقة ، بل حدد موارد استخدامها ، أو موارد عدم استخدامها ، فمنحه مثلاً القدرة على الكلام و النطق ، لكن منعه من الكذب و الفحش و الغيبة و غيرها من المحرمات المرتبطة بالنطق و الكلام ، رغم أن الله عَزَّ و جَلَّ هو الذي أودع في الإنسان القدرة على الكلام ، فواضح أن الإنسان لا يجوز له أن يتكلم بكل ما يريد لوجود القدرة ، أو الرغبة في نفسه إلى ذلك ، بل الجائز هو إستخدام الإنسان قدراته و مواهبه ضمن الأطر و الحدود الشرعية .
و قد رُوِيَ عن الإمام جعفر بن محمد الصادق ( عليه السَّلام ) أنهُ قَالَ : " اسْتِمَاعُ الْغِنَاءِ وَ اللَّهْوِ يُنْبِتُ النِّفَاقَ فِي الْقَلْبِ كَمَا يُنْبِتُ الْمَاءُ الزَّرْع‏ " 1 .

  • 1. الكافي : 6 / 434 ، للشيخ أبي جعفر محمد بن يعقوب بن إسحاق الكُليني ، المُلَقَّب بثقة الإسلام ، المتوفى سنة : 329 هجرية ، طبعة دار الكتب الإسلامية ، سنة : 1365 هجرية / شمسية ، طهران / إيران .

8 تعليقات

صورة بروفسور ضياء

حلية الغناء و الموسيقى و المعازف عند جميع المذاهب الاسلامية

1.عن الإمام زين العابدين ( عليه السلام ) في الجارية لها صوت ( أي تعرف التغني الموجب لازدياد ثمنها ) قال ( عليه السلام ) : ( ما عليك لو اشتريتها فذكرتك الجنة .)
الوسائل 12 : 122 ، باب 16 ، رقم 2

قال الصدوق : يعني بقراءة القران و الزهد و الفضائل التي ليست بغناء ، فأما الغناء فمحظور .

قلت : انظر كيف خالف الصدوق قول ائمة اهل البيت عليهم السلام مخالفة صريحة تأييدا لمذهبه الباطل الفاسد هو و من وافقه في تحريم الغناء و الموسيقى و المعازف ، فالامام زين العابدين عليه السلام ارشد السائل الى احد الطرق الصحيحة لاستعمال الغناء و هي ( التذكير بالجنة ) و هنا ليس المقصود حصرا الغناء بما يتعلق بالجنة بل المقصود هو الطريقة الصحيحة لاستعمال الغناء و يقاس على ذلك استعمال المعازف و الموسيقى و الامام زين العابدين هو من اهل المدينة و اهل المدينة معروف حبهم و ولعهم بالغناء و الموسيقى و المعازف منذ ايام رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم و ليس هذا سببا لاباحة الغناء و الموسيقى و المعازف و انما هي مباحة لأنها من الطيبات و لأنها من زينة الله فأي عاقل سليم القطرة سيصنفها هكذا غير ذلك فهو مريض بمرض الجهل او تعسير الدين او هو ممن يخاف الله خوفا مغلوطا يسخط الله
و قد كان في المدينة المنورة مغنيات و قينات و مغنيين و عازفين بالالات الموسيقى المعازف و لا بد ان الجارية التي اشتراها السائل للامام زين العابدين علي بن الحسين هي جارية مغنية و عازفة على احدى الالات الموسيقية كما كان مشهورا عند اهل المدينة

قال المولى محمد تقي المجلسي ـ في الشرح : و يظهر من المصنف ان أمثال هذه لا تسمى غناء و إنما الغناء ما كان في باطل .
قلت : و هذا باطل لأن الغناء هو امر مجرد و انه ليس كل باطل محرم ، فبعض انواع الباطل هو الذي لا فائدة فيه كاللعب و اللهو فليس هو مما هو محرم و لا بالمذموم و لا بالمستحب تركه و لا من الفضائل تركه .

قال : و يؤيده العرف ثم أورد روايات الأمر بالترجيع في قراءة القران و تحسين الصوت بها ـ على ما أسلفنا و زعم ان الجواز في ذلك إنما هو لكون المادة غير باطلة ، فلم يكن غنا 61 .

قلت : قولك باطل يعني لا عبرة به لأن الرسول قال : ( من لم يتغنى ) أي استخدم لفظ غناء و تغني
و هو تحسين الصوت بالكلام او بالصوت المجرد مع التنغيم و التلحين و مستحيل ان يكون هذا بذاته مجردا من المحرمات و الا ينبغي ان يذكره الله في القرأن تصريحا و اما لهو الحديث فهو من الحديث و الحديث منه ما هو محرم و منه ما هو حلال و لهو الحديث ينطبق عليه ما ينطبق على الحديث فمنه ما هو حلال و اكثره حلال و منه ما هو حرام و القليل جدا الذي لا يذكر منه هو الحرام

لكن ماذا يقول هؤلاء في روايات الأمر بالتغني بالقران على ما سلف بيانه ؟
و قد مال الى ذلك الأستاذ الخوئي ( قده ) قال : يعتبر في الغناء ( أي في تحققه صدقا ) أمران :
الأول : ان تكون المادة باطلة لهوية .( قلت : الاجدر ان يقول باطلة شرانية ، لأن الباطل قد اسلفنا القول فيه و لهوية فقط قلنا ان اللهو و اللعب ليس محرما بذاته

و الثاني : ان تكون الهيأة مشتملة على المد و الترجيع قال : و بانتفاء احدهما لا يصدق الغناء فتحسين الصوت في قراءة القران و ترقيقه ، و كذا ما تعارف عند أهل الخطابة و الوعظ من الإلقاء بنحو يشتمل على الترجيع ، خارج عن الغناء ( أي لا يتحقق الغناء ) و قال ـ بصدد استثناء الغناء في المراثي : انه بالتخصص لا بالتخصيص ، لعدم كون المادة لهوية 62 .
لكنه خلاف ما توافقت عليه أراء الفقهاء و اللغويين جميعا ، على ان الغناء كيفية صوتية قائمة بذاتها اما مجردة أو بالعزف على الات الموسيقى المعهودة ولم يعهد اعتبار المادة في صدق هذا المفهوم .
قال سيدنا الأستاذ الإمام الخميني ( قده ) : ( و ليست مادة الكلام دخيلة في صدق الغناء ، و لا فرق في حصوله بين ان يكون الكلام باطلا أو حقا أو قرانا أو رثا لمظلوم ، و لا اصطلاحا خاصا بالشرع كي تفرض دخالة المادة في مفهومه قال : و لذلك فمن العجيب ما قيل من دخول الغناء تعبدا في قول الزور و ان خالفه مفهوما ) 63 .

2. في صحيح علي بن جعفر عن أخيه ، قال : سألته عن الغناء هل يصلح في الفطر والأضحى و الفرح ؟ قال ( عليه السلام ) : ( لا باس به ما لم يعص به )

الوسائل 17 : 122، رقم 5، باب 15، ما يكتسب به .

3. في موثقة ابي بصير عن الإمام ابي عبد الله الصادق ( عليه السلام ) قال : ( أجر المغنية التي تزف العرائس ليس به باس ، و ليست بالتي يدخل عليها الرجال( .

و ابي بصير هذا يزيد و ينقص و قد زاد عبارة ( و ليست بالتي يدخل عليها الرجال ) فهذه العبارة باطلة و زيادة و كذب على ابي عبدالله الصادق عليه السلام

الوسائل 17 : 121 ، رقم 3

4. في موثقته الأخرى قال : ( سالت أبا عبد الله ( عليه السلام ) عن كسب المغنيات ؟ فقال : ( التي يدخل عليها الرجال حرام ، و التي تدعى الأعراس ليس به باس و هو قول الله عز و جل : ﴿ وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ ... ﴾

و هنا زاد ابي بصير عبارة (التي يدخل عليها الرجال حرام ) و زاد الاية الكريمة من قول الامام مع انه لم يقل ذلك

الوسائل 17 : 120 ، رقم 1، باب 15 .
الوسائل 17 : 120 ، رقم 1، باب 15 .

5. روى الصدوق ، قال : سال رجل علي بن الحسين ( عليه السلام ) عن شراء جارية لها صوت ؟ فقال : ما عليك لو اشتريتها فذكرتك الجنة .

الوسائل 17 : 123 ، باب 16، رقم 2

6. في حديث عبد الله بن الحسن الدينوري قال : قلت لأبي الحسن ( عليه السلام ) : ( فاشتري المغنية أو الجارية تحسن ان تغني ، أريد بها الرزق لا سوى ذلك ؟ قال ( عليه السلام ) : اشتر و بع .

الوسائل 17: 122 ، باب 16، رقم 1

------------------------------------------------

اما في تحسين الصوت بالقرأن و التغني به :

1. قال رسول الله ( صلى الله عليه و اله ) : ( لكل شي حلية وحلية القران الصوت الحسن ( .
و قال : ( ان من أجمل الجمال الشعر الحسن و نغمة الصوت الحسن )

الكافي الشريف 2 : 614 ـ 616

2. و قال : ( ان حسن الصوت زينة للقران )

بحار الانوار 89 : 190 ، باب 21، رقم 2

3. قال ( صلى الله عليه و اله ) : ( حسنوا القران بأصواتكم فان الصوت الحسن يزيد القران حسنا ثم قراء :﴿ ... يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ مَا يَشَاءُ ... ﴾
و قال : ( زينوا القران بأصواتكم )

4. و قال الإمام الصادق ( عليه السلام ) ـ في تفسير قوله تعالى :﴿ ... وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا ﴾
) هو ان تتمكث فيه و تحسن به صوت ( .

بحار الانوار 89 : 190 ، باب 21، رقم 6 و2 و4

5. قال الإمام الباقر ( عليه السلام ) : ( و رجع بالقران صوتك فان الله عز و جل يحب الصوت الحسن يرجع فيه ترجيعا )

الكافي الشريف 2 : 616 ، رقم 13

و الترجيع : إدارة الصوت في الحلق بحيث يوجب قلقلة لطيفة في الصوت توجب حسن أدائه و حسن الاستماع إليه .
قال ابن الأثير : الترجيع ، تقارب ضروب الحركات في الصوت قال : و في صفة قراءته ( صلى الله عليه و اله ) يوم الفتح : ( انه كان يرجع ) و هو ترديد في القراءة ، و منه ترجيع الأذان .

صورة عَبْدُالله

استدلال واضح البطلان

استدلال غير صحيح.
من أين قلت بأن أبا بصير يزيد وينقص في الحديث؟ إذَن أنت تتهمه بأنه كذاب مفتري وهذا يجعله غير مأمون وموثوق في الحديث، وبالتالي ليس من الأمانة العلمية أن تأخذ من الرواية ما تريد وتنفي ما لا تريد بدعوى أن الراوي قد زاد أو نقص، لأن الزيادة أو النقصان تجعل الرواية كلها غير صالحة للاستدلال، هذا لو سلّمنا بأن أبا بصير يزيد وينقص في الحديث، إلا أن ذلك يحتاج إلى دليل تقدمه على هذا الكلام، وما قمت به أكثره لعب بالاستدلال ولا يصح بناء حكم شرعي عليه، لأنه لا يراعي التدرج والتسلسل في الاستنتاج المقبول، فمثلا أنت تريد التوصل إلى أنه يجوز للرجال الأجانب أن يستمعوا إلى غناء الجواري ، رغم أن الحديث صريح في تحريم دخول الرجال عليهن، والاستدلال الذي قدمته على أن الإمام الصادق لم يقل ذلك هو استدلال متهافت جدا، فمن أين عرفت أن ابا بصير قد زاد الكلام هنا وأن الإمام لم يقل ذلك؟ هل جلست مع الإمام (ع) نفسه وسمعت الحديث منه حتى تحكم بكذب أبي بصير ؟ ثم إن ما استنتجه الشيخ الصدوق هو أمر مقبول، وربما أمكن القول بأن غناء المرأة للنساء او غناء المرأة لزوجها مثلا هو أمر جائز ، أنا لا أدري لكن أقول أنه قد يكون ذلك جائزا ، أما محاولتك إثبات حلية استماع غناء المرأة للأجانب فهو أمر واضح البطلان، والمؤسف حقا أن الأحاديث الصريحة في تحريم ذلك قد وقفت عقبة أمام النتيجة التي أردت التوصل إليها فلم تجد إلا دعوى الكذب، مع أن أبا بصير متفق على وثاقته إن لم يكن من أهل الإجماع، فمن أين أتيت بدعوى أنه زاد هنا وأن الإمام لم يقل ذلك؟ فالرواية حسب ما أشرت أنت معتبرة، فمن أين عرفت أنه زاد تلك الجملة؟ هل الرواية تخالف ظاهر القرآن الكريم حتى تحكم بذلك؟ المشكلة معظمها تكمن في الاستدلال الخاطئ ومواصلة المسير وبناء الاستنتاجات على ذلك الاستدلال الخاطئ، ومعروف أنه "ما بُنِيَ على باطل فهو باطل" ، فالنتيجة النهائية التي توصلت لها غير صحيحة.

صورة نعيم محمدي أمجد (amjad)

حكم الغناء

سلام عليكم ورحمة اللّه

نعم، الغناء بمعنى الكلام اللهوي الذي يؤتى به بالألحان المتعارفة عند أهل اللهو واللعب حرام.

 

وللمزيد يمكنك قراءة:

ماحكم سماع الأغاني ؟ و ما هي الآثام التي تترتب على سامعها ؟

ما هو حكم الإسلام بالإستماع للأغاني ... ؟

كيف نفرّق بين الأغاني اللهوية و الغير لهوية ، يعني ما المقصود من مناسبة لمجالس اللهو و الباطل ، هل ... ؟

 

وسدد اللّه خطاك