هل الاسلام يعترف بحقوق الانسان ؟

خلق الله الانسان و لم يتركه سدى ، كما و لم يتركه هملاً دون إرشاد ، و الدليل على ذلك هو أنه مع أول إنسان حطَّ على وجه الارض كانت النبوة معه و كان الوحي الالهي قَرينُه ليتمكن من أن يرى دربه و ليميز بين الحق و الباطل و ليعرف واجباته و مسؤولياته و ما يصلح أموره و ما له و ما عليه من الحقوق .
و كذباً تدعي المنظمات العالمية المنادية بحقوق الانسان أنها هي المبادرة لتنظيم حقوق أفراد النوع البشري و المطالبة بها ، حيث أن الله عزوجل  رسم جدولاً متكاملاً لحقوق الانسان المتبادلة من خلال شرائعه السماوية و بواسطة أنبيائه و رسله عليهم السلام ، و بصورة خاصة و بشكل أوسع ما أنزله في القرآن الكريم و ما جاء به الرسول المصطفى محمد صلى الله عليه و آله من التعاليم القيمة التي تعجز البشرية عن الاتيان بمثلها .
نعم إن أكثر ما يمكن القول به هو أن هذه المنظمات قررت الاعتراف و العمل ببعض الحقوق التي جاءت بها الشرائع السماوية و بشكل خاص الدين الاسلامي و الشريعة المحمدية الغراء ، و التي نادت به العترة الطاهرة عليهم السلام في خطاباتها .

دور أهل البيت في بيان حقوق الانسان

تبعاً للنبي المصطفى صلى الله عليه و آله قام أئمة الهدى من أهل البيت عليهم السلام ببيان و نشر هذه الحقوق و الوظائف و أصروا على ترسيخ ثقافة المطالبة بهذه الحقوق و أمثلة ذلك كثيرة ، فمنها عهد الامام أمير المؤمنين علي عليه السلام لمالك الاشتر النخعي ، و رسالة الحقوق للامام علي بن الحسين السجاد عليه السلام .
و هذه الحقوق و الوظائف المبينة تشكل في الحقيقة النمط الاسلامي للحياة و هي المنظومة الحقوقية المتكاملة التي من شأنها إسعاد البشرية إن اُخذ بها .
و من الواضح أن المقصود بهذه الحقوق هي مجموعة الالتزامات و الواجبات و المسؤوليات المتبادلة بين العباد و خالقهم و بين الناس قريبهم و بعيدهم .