نشر قبل 19 سنة
مجموع الأصوات: 33
القراءات: 13718

السائل: 

علي شرف الدين

العمر: 

30

المستوى الدراسي: 

الدولة: 

المدينة: 

صنعاء

ما هي الادله من الكتاب والسنه على ان الامام المهدي عليه السلام سيكون من المعمِّرين ؟

السوال: 

ما هي الادله من الكتاب والسنه على ان الامام المهدي عليه السلام سيكون من المعمِّرين حيث لديه من العمر اكثر من 1220 سنة الى حد الآن ؟
من فضلكم اريد الاجابه من القرآن الكريم والاحاديث المتفق عليها عند جميع الامه الاسلاميه .

الجواب: 

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ، و بعد : الإمام المهدي المنتظر ( عجَّل الله فرَجَه ) هو الإمام الثاني عشر من أئمة أهل البيت ( عليهم السلام ) ، و هو إمامنا و إمام كل المسلمين في العصر الحاضر ، و هو الذي بَشَّر به الرسول الكريم ( صلى الله عليه و آله ) في أحاديث كثيرة متواترة ، و أخبر بأنه سوف يظهر و يُطهِّر الأرض من كل ألوان الظلم و الفساد ، و ينشر العدل و الخير ، و يحكم بحكم الله ، و ينتصر لدين الله ، و يملأ الأرض قسطاً و عدلاً بعد ما ملئت ظلماً و جوراً . و قد نصَّت أحاديث كثيرة على أن المهدي ( عجَّل الله فرَجَه ) من أهل البيت ( عليهم السلام ) ، و أنه من وُلد فاطمة الزهراء سيدة نساء العالمين ( عليها السلام ) ، و أنه الإمام و الخليفة الثاني عشر لرسول الله ( صلى الله عليه و آله ) . ففي سنن أبي داود : حَدَّثَنَا ‏عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ‏حَدَّثَنَا ‏الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ ، ‏حَدَّثَنَا ‏فِطْرٌ ‏عَنْ ‏الْقَاسِمِ بْنِ أَبِي بَزَّةَ ، ‏عَنْ ‏أَبِي الطُّفَيْلِ ، ‏عَنْ ‏عَلِيٍ ‏رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، ‏عَنْ النَّبِيِّ ‏( صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ [ و آله ] وَسَلَّمَ ) ‏قَالَ : " ‏لَوْ لَمْ يَبْقَ مِنْ الدَّهْرِ إِلَّا يَوْمٌ لَبَعَثَ اللَّهُ رَجُلًا مِنْ أَهْلِ بَيْتِي يَمْلَؤُهَا عَدْلًا كَمَا مُلِئَتْ ‏جَوْرًا ‏" . و في سنن أبي داود أيضاً : حَدَّثَنَا ‏أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ‏، حَدَّثَنَا ‏عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ الرَّقِّيُّ ‏، حَدَّثَنَا ‏أَبُو الْمَلِيحِ الْحَسَنُ بْنُ عُمَرَ ، ‏عَنْ ‏زِيَادِ بْنِ بَيَانٍ ‏، عَنْ ‏عَلِيِّ بْنِ نُفَيْلٍ ، ‏عَنْ ‏سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ ‏، عَنْ ‏ ‏أُمِّ سَلَمَةَ ‏قَالَتْ : ‏سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ( ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ [ و آله ] وَسَلَّمَ ) ‏يَقُولُ : " ‏الْمَهْدِيُّ مِنْ ‏عِتْرَتِي ‏مِنْ وَلَدِ ‏فَاطِمَةَ " . و في سنن أبي داود أيضاً : حَدَّثَنَا ‏مُوسَى بْنُ إِسْمَعِيلَ ، ‏حَدَّثَنَا ‏وُهَيْبٌ ‏، حَدَّثَنَا ‏ ‏دَاوُدُ ‏، عَنْ ‏عَامِرٍ ‏، عَنْ ‏جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ ، ‏قَالَ : ‏سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ( ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ [ و آله ] وَسَلَّمَ ) ‏يَقُولُ : " ‏لَا يَزَالُ هَذَا الدِّينُ عَزِيزًا إِلَى اثْنَيْ عَشَرَ خَلِيفَةً " . قَالَ : فَكَبَّرَ النَّاسُ وَضَجُّوا ، ثُمَّ قَالَ كَلِمَةً خَفِيفَةً ، قُلْتُ لِأَبِي يَا أَبَتِ مَا قَالَ ؟ قَالَ : " كُلُّهُمْ مِنْ ‏قُرَيْشٍ " . فأصل قضية الإمام المهدي و كونه من أهل البيت ( عليهم السلام ) ثابتة بين المسلمين شيعة و سنة و لا نقاش فيها ، يبقى الكلام في فروع هذه القضية و تفاصيلها ، و لمعرفة التفاصيل ينبغي الرجوع إلى أهل البيت ( عليهم السلام ) و ما رُوِيَ عنهم و ذلك لأن أهل البيت ( عليهم السلام ) أدرى بما في البيت . هذا و أن روايات أهل البيت ( عليهم السلام ) تؤكد أن المهدي ( عجَّل الله فرَجَه ) له غيبة طويل و عُمُرٌ طويل ، و إليك نماذج منها : 1. ما رُوِيَ عن عائشة زوجة الرسول ( صلى الله عليه و آله ) : حدثنا أبو المفضل محمد بن عبد الله بن المطلب رضي الله عنه ، قال حدثنا أبو عبد الله جعفر بن محمد بن جعفر ، قال حدثنا عبد الله بن عمر بن خطاب الزيات في سنة خمس و خمسين و مائتين ، عن الحارث بن محمد التميمي ، قال حدثني محمد بن سعد الوافدي ، قال أخبرنا محمد بن عمر ، قال أخبرنا موسى بن محمد بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن أبي سلمة ، عن عائشة قالت : كان لنا مشربة و كان النبي ( صلى الله عليه و آله ) إذا أراد لقاء جبرئيل ( عليه السَّلام ) لقيه فيها ، فلقيه رسول الله ( صلى الله عليه و آله ) مرة فيها و أمرني أن لا يصعد إليه أحد ، فدخل عليه الحسين بن علي ـ ( عليه السَّلام ) ـ . فقال جبرئيل من هذا ؟ فقال رسول الله ( صلى الله عليه و آله ) : " ابني " . فأخذه النبي فأجلسه على فخذه . فقال له جبرئيل : أما إنه سيقتل . فقال رسول الله : " و من يقتله " ؟ قال : أمتك تقتله . قال رسول الله ( صلى الله عليه و آله ) : " تقتله " ! قال : نعم ، و إن شئت أخبرتك بالأرض التي يقتل فيها ، و أشار إلى الطف بالعراق ، و أخذ منه تربة حمراء فأراه إياها ، و قال هذه من مصرعه . فبكى رسول الله ( صلى الله عليه و آله ) . فقال له جبرئيل : يا رسول الله لا تبك فسوف ينتقم الله منهم بقائمكم أهل البيت . فقال رسول الله : " حبيبي جبرئيل و من قائمنا أهل البيت " ؟ قال : هو التاسع من ولد الحسين ، كذا أخبرني ربي جَلَّ جَلالُه أنه سيخلق من صلب الحسين ولدا و سماه عنده عليا خاضعا لله خاشعا ، ثم يخرج من صلب علي ابنه و سماه عنده موسى واثق بالله محب في الله و يخرج الله من صلبه ابنه و سماه عنده عليا الراضي بالله و الداعي إلى الله عز و جل و يخرج من صلبه ابنه و سماه عنده محمدا المرغب في الله و الذاب عن حرم الله و يخرج من صلبه ابنه و سماه عنده عليا المكتفي بالله و الولي لله ثم يخرج من صلبه ابنه و سماه الحسن مؤمن بالله مرشد إلى الله ، و يخرج من صلبه كلمة الحق و لسان الصدق و مظهر الحق حجة الله على بريته له غيبة طويلة يظهر الله تعالى به الإسلام و أهله و يخسف به الكفر و أهله " [1] . 2. ما رُوِيَ عن عبد الله بن العباس : حدثنا شيخنا محمد بن علي رضي الله عنه ، قال حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل رحمة الله عليه ، قال حدثنا محمد بن أبي عبد الله الكوفي ، قال حدثنا موسى بن عمران النخعي ، عن عمه حسين بن يزيد النوفلي ، عن الحسن بن علي بن سالم ، عن أبيه ، عن أبي حمزة ، عن سعيد بن جبير ، عن عبد الله بن العباس ، قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه و آله ) : " إن الله تبارك و تعالى اطلع إلى الأرض اطلاعة فاختارني منها فجعلني نبيا ، ثم اطلع الثانية فاختار منها عليا فجعله إماما ، ثم أمرني أن أتخذه أخا و وصيا و خليفة و وزيرا ، فعلي مني و أنا من علي و هو زوج ابنتي و أبو سبطي الحسن و الحسين ، ألا و إن الله تبارك و تعالى جعلني و إياهم حُججا على عباده و جعل من صلب الحسين ـ ( عليه السَّلام ) ـ أئمة ليوصون بأمري و يحفظون وصيتي ، التاسع منهم قائم أهل بيتي و مهدي أمتي ، أشبه الناس بي في شمائله و أقواله و أفعاله ، ليظهر بعد غيبة طويلة و حيرة مظلة ، فيعلن أمر الله و يظهر دين الحق و يؤيد بنصر الله و ينصر بملائكة الله ، فيملأ الأرض عدلا و قسطا كما ملئت جورا و ظلما " [2] . 3. ما رُوِيَ عن عمار بن ياسر رضي الله‏ : أخبرنا محمد بن عبد الله بن المطلب الشيباني ، قال حدثنا محمد بن الحسين بن حفص الخثعمي الكوفي ، قال حدثنا عباد بن يعقوب ، قال حدثنا علي بن هاشم ، عن محمد بن عبد الله ، عن أبي عبيدة بن محمد بن عمار ، عن أبيه ، عن جده عمار ، قال كنت مع رسول الله ( صلى الله عليه و آله ) في بعض غزواته ، و قَتَل علي ( عليه السَّلام ) أصحاب الألوية ، و فرَّق جمعهم ، و قتل عمرو بن عبد الله الجمحمي ، و قتل شيبة بن نافع ، أتيت رسول الله ( صلى الله عليه و آله ) فقلت له : يا رسول الله صلى الله عليك إن عليا قد جاهد في الله حق جهاده . فقال : " لأنه مني و أنا منه ، وارث علمي و قاضي ديني و منجز وعدي و الخليفة بعدي و لولاه لم يعرف المؤمن المحض ، حربه حربي و حربي حرب الله و سلمه سلمي و سلمي سلم الله ، إلا أنه أبو سبطي و الأئمة من صلبه يخرج الله تعالى الأئمة الراشدين و منهم مهدي هذه الأمة " . فقلت : بأبي أنت و أمي يا رسول الله ما هذا المهدي ؟ قال : " يا عمار إن الله تبارك و تعالى عهد إلي أنه يخرج من صلب الحسين تسعة و التاسع من ولده يغيب عنهم ، و ذلك قوله عَزَّ و جَلَّ : { قُلْ أَ رَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ ماؤُكُمْ غَوْراً فَمَنْ يَأْتِيكُمْ بِماءٍ مَعِينٍ } يكون له غيبة طويلة يرجع عنها قوم و يثبت عليها آخرون ، فإذا كان في آخر الزمان يخرج فيملأ الدنيا قسطا و عدلا ... " [3] . 4. ما أخبر به سيد العابدين علي‏ بن الحسين ( عليه السَّلام ) : حدثنا محمد بن علي بن بشار القزويني ، قال حدثنا أبو الفرج المظفر بن أحمد ، قال حدثنا محمد بن جعفر الكوفي الأسدي ، قال حدثنا موسى بن عمران النخعي ، عن عمه الحسين بن يزيد ، عن حمزة بن حمران ، عن أبيه ، عن سعيد بن جبير ، قال سمعت سيد العابدين علي بن الحسين ( عليه السَّلام ) يقول: " في القائم سُنَةٌ من نوحٍ و هو طول العمر " [4] . إلى غيرها من الروايات و الأحاديث الكثيرة التي تُصَّرح بأن المهدي ( عجَّل الله فرَجَه ) تطول غيبته و عُمُره . هذا مُضافاً إلى ما صرَّح به كثير من علماء السنة بولادة المهدي المنتظر ( عجَّل الله فرَجَه ) و أنه من إبن الإمام الحسن بن علي العسكري ( عليه السَّلام ) علماً بأن الإمام الحسن العسكري ( عليه السَّلام ) استشهد في شهر ربيع الأول سنة : 260 هجرية . للإطلاع على ما قاله علماء السنة في ولادة المهدي ( عجَّل الله فرَجَه ) راجع إجابتنا تحت عنوان : هل أن علماء السنة يقولون بأن الإمام المهدي ( عجَّل الله فرَجَه ) هو ابن الإمام الحسن العسكري ( عليه السَّلام ) ، و أنه ( عليه السَّلام ) قد ولد ؟ من خلال الوصلة التالية : http://www.islam4u.com/almojib_show.php?rid=492 ---------------------------------------- [1] كفاية الأثر في النَّص على الأئمة الأثني عشر ( عليهم السلام ) : 187 ، طبعة : مؤسسة بيدار ، قم / إيران ، سنة : 1401 هجرية ، لأبي القاسم علي بن محمد بن علي الخزار القمِّي الرازي. [2] كفاية الأثر في النَّص على الأئمة الأثني عشر ( عليهم السلام ) : 10 . [3] كفاية الأثر في النَّص على الأئمة الأثني عشر ( عليهم السلام ) : 120 . [4] كمال الدين و تمام النعمة : 1 / 322 ، طبعة دار الكتب الإسلامية ، سنة : 1395 هجرية ، للشيخ أبو جعفر محمد بن علي بن حسين بن بابويه القمي المعروف بالصدوق ، المولود سنة : 305 هجرية بقم ، و المتوفى سنة : 381 هجرية .