الأبحاث و المقالات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع بالضرورة ، بل تعبر عن رأي أصحابها

حديث كنوز الطالقان

وقد وردت له رواية في مصادر السنة عن علي عليه السلام ، كما في الحاوي للسيوطي : 2 / 82 وكنز العمال : 7 / 262 تقول : (ويحاً للطالقان ، فإن لله عز وجل بها كنوزاً ليست من ذهب ولا فضة ، ولكنَّ بها رجالاً عرفوا الله حق معرفته . وهم أنصار المهدي آخر الزمان).
وفي رواية ينابيع المودة للقندوزي ص 449 : (بخ بخ للطالقان).
وورد في مصادرنا الشيعية بلفظ آخر كما في البحار : 52 / 307 عن كتاب سرور أهل الإيمان لعلي بن عبد الحميد بسنده عن الإمام الصادق عليه السلام قال : ( له كنز بالطالقان ما هو بذهب ولا فضة ، وراية لم تنشر مذ طويت ، ورجال كأن قلوبهم زبر الحديد ، لايشوبها شك في ذات الله ، أشد من الجمر ، لو حملوا على الجبال لأزالوها لايقصدون براياتهم بلدة إلا خربوها ،كأن على خيولهم العقبان ، يتمسحون بسرج الإمام يطلبون بذلك البركة ، ويحفون به يقونه بأنفسهم في الحروب ، يبيتون قياماً على أطرافهم ، ويصبحون على خيولهم ! رهبان بالليل ، ليوث بالنهار . هم أطوع من الأمة لسيدها ، كالمصابيح كأن في قلوبهم القناديل ، وهم من خشيته مشفقون ، يدعون بالشهادة ويتمنون أن يقتلوا في سبيل الله . شعارهم يا لثارات الحسين ، إذا ساروا يسير الرعب أمامهم مسيرة شهر ، يمشون إلى المولى أرسالاً ، بهم ينصر الله إمام الحق ) .
وقد كنت أتصور أن المقصود بالطالقان في هذه الأحاديث المنطقة الواقعة في سلسلة جبال آلبرز ، على بعد نحو مئة كلم شمال غرب طهران . وهي منطقة مؤلفة من عدة قرى تعرف باسم ( الطالقان ) ليس فيها مدينة ، وإليها ينسب المرحوم السيد محمود الطالقاني الذي كان من شخصيات الثورة الإيرانية . وفي أهل منطقة الطالقان خصائص من التقوى والتعلق بالقرآن وتعليمه من قديم ، حتى أن أهل شمال إيران وغيرهم يأتون إلى قرى الطالقان ليأخذوا معلمي القرآن يقيمون عندهم بشكل دائم ، أو في المناسبات .
لكن بعد التأمل ترجح عندي أن المقصود بأهل الطالقان أهل إيران ، وليس خصوص منطقة الطالقان ، وأن الأئمة عليهم السلام سموهم باسم هذه المنطقة من بلادهم لمميزاتها الجغرافية ، أو لميزات أهلها .
وأحاديث الطالقان تتحدث عن أصحاب خاصين للمهدي عليه السلام ولاتحدد عددهم ، ولا بد أنهم من بين جماهيره الواسعة وجيشه الكبير .
وقد تضمنت صفات عظيمة لهؤلاء الأولياء والأنصار ، وشهادات عالية من الأئمة عليهم السلام بحقهم بأنهم عرفاء بالله تعالى ، وأهل بصائر ويقين ، وأهل بطولة وبأس في الحرب ، يحبون الشهادة في سبيل الله تعالى ، ويدعون الله تعالى أن ينيلهم إياها ، وأنهم يحبون سيد الشهداء أباعبدالله الحسين عليه السلام وشعارهم الثأر له وتحقيق هدف وثورته ، وأن اعتقادهم بالإمام المهدي عليه السلام عميق ، وحبهم له شديد . وهي من صفات الشيعة ومنهم الشعب الإيراني 1..

  • 1. عصر الظهور ، للعلامة الشيخ علي الكوراني العاملي حفظه الله.