الأبحاث و المقالات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع بالضرورة ، بل تعبر عن رأي أصحابها

ماذا تعني الوحدة؟

جعلنا في الجمهورية الإسلامية يوم ميلاد النبي يوم عيد، وجعلناه يوم الوحدة، أي من الثاني عشر من ربيع الأول، الذي هو رواية أهل السنة لمولد النبي (ص)، إلى السابع عشر من ربيع الأول، وهو الرواية الشيعية. جعلنا أسبوعاً احتفالياً بين هذين اليومين، وأُطلق عليه اسم «أسبوع الوحدة». طبعاً، كانت خطوة جيّدة، لكن ينبغي تحقيقها، ولا بدّ لنا من الاتّجاه نحو تطبيقها.

حسناً، قد تقولون: نحن لسنا الرؤساء لهذه الدول. نعم، لدى الرؤساء دوافع أخرى. لديهم دوافع سياسيّة وأهداف أخرى. لكنّ المثقّفين والعلماء والكُتّاب والشّعراء والحكماء والنّخب والخواصّ في أيّ بلد قادرون على جعل الأجواء مختلفة عمّا يريده العدوّ، فحين تتبدّل الأجواء، يصير تحقيق هذه النتيجة أسهل.

حسناً، ماذا تعني الوحدة؟

المراد من الوحدة ليس الوحدة المذهبية قطعاً، أيْ أن يتحوّل هذا إلى مذهب ذاك، وذاك إلى مذهب هذا. كلا، ليس هذا المراد قطعاً، ولا الوحدة الجغرافية أيضاً كما حدث في الستينيات والسبعينيات من القرن الميلادي [الماضي]، عندما اتّحدت بعض الدول العربية وأعلنت أنها كيان واحد، وهو ما لم يتحقق وغير ممكن أيضاً. ليس هذا المراد. المراد من الوحدة هو الوحدة في حماية مصالح الأمة الإسلامية. أولاً دعونا نحدد أين مصالح الأمة الإسلامية وما هي، وبعد ذلك فلتتفق الشعوب مع بعضها بعضاً في هذا الصدد. وإذا ما اهتدت الحكومات إلى هذا الطريق - إن شاء الله - ووجّه الله قلوبها في هذا الاتجاه، فليتوافقوا في سياق مصالح الأمّة الإسلاميّة، وليروا ما تحتاجه الأمة اليوم، ومَن يجب أن تُعادي وكيف، ومَن تصادق وكيف. فليتوافقوا على هذه التوجهات عبر المحادثات والمفاوضات، وليسيروا في هذا الاتجاه. هذا هو المراد: العمل معاً ضد مخططات الاستكبار.

لا شكّ أن لدى عالم الاستكبار مخططات واضحة لمنطقتنا هذه وبلداننا. هذه المنطقة الإسلامية فرصة عظيمة. إن منطقتنا إن لم نقل الأكثر حساسية، فهي من أكثر المناطق حساسية في العالم. وإن لم نقل الأغنى، فهذه المنطقة واحدة من أغنى المناطق في العالم. إن آسيا الوسطى وغربي آسيا وشمال أفريقيا، التي هي منطقة إسلامية، منطقة مهمّة للغاية. إن الاستكبار، والقوى الكامنة خلف كواليس السياسات الاستكبارية، أي الشركات والكارتلات والائتمانات الدولية، لديها مخطط تجاه هذه المنطقة. [يجب] أن نعمل معاً في مواجهة مخططاتهم. هذه معاني الوحدة. لقد اقترحنا هذا على العالم الإسلامي وطلبناه منه 1 2.

  • 1. مقتبس من كلمة قائد الثورة الإسلامية خلال إستقباله جمع من المشاركين في المؤتمر الدولي الـ36 للوحدة الإسلامية.
  • 2. المصدر: موقع مکتب سماحة القائد آية الله العظمى الخامنئي دامت بركاته.