الأبحاث و المقالات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع بالضرورة ، بل تعبر عن رأي أصحابها

ما هي رسائل المسيرة الأربعينية إلى أعداء الأمة الإسلامية؟

بسم الله الرحمن الرحيم

﴿ وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ ﴾ 1 ﴿ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَٰنُ وُدًّا ﴾ 2
يجدد عشاق الإمام الحسين الشهيد عليه السلام في كل عام موعدهم مع مسيرة الأربعين، حيث توافد هذه السنة 1445 هجري، 2023 ميلادي، جموع ضخمة من المحبين والعاشقين لهذا الإمام المجاهد والمظلوم والشهيد، وتؤكد الأرقام المعلنة من الدولة العراقية أن زوار كربلاء تجاوز عددهم عتبة العشرين مليون زائر وزائرة، ويمكن القول أن هذه المسيرة الحسينية العالمية قد تحولت تدريجيا إلى أعظم مسيرة وحطمت جميع الأرقام القياسية المعلنة من حيث ضخامة العدد المتواتر كل عام، و من حيث حجم التكافل الذي تجسده ومن حيث عدد المتطوعين المشاركين في خدمة زوار الحسين ومن حيث انها أطول مسيرة.
و من حيث عدد الدول التي يأتي منها السائرون نحو الحسين، كما أن المسيرة الحسينية تحمل أبعادا استثنائية دينية وعاطفية وسياسية تختص بها عن غيرها، وتحمل في روحها ذلك الانتماء العظيم إلى الإمام الحسين الشهيد عليه السلام باعتباره رمز البقاء والثبات والانتصار الكبير للإسلام المحمدي الاصيل، إننا نفهم التعتيم الإعلامي الغربي والامبريالي والصهيوني، لما تحتويه مسيرة الأربعين من رؤية عالمية جديدة وأصيلة قوامها مقاومة الظالمين والمفسدين والمعتدين على الإنسان وعلى الفطرة الإنسانية الإيمانية. إن جميع الظالمين ينظرون إلى هذه المسيرة الحسينية المليونية بصفتها تهديدا حقيقيا لوجودهم. فهي مظهر متجدد لوحدة المستضعفين من عشاق العدل والقسط ولقدرتهم على مواجهة جميع عوامل الإحباط واليأس.

و كل متابع للتكامل والرقي الذي تشهده هذه المسيرة المليونية يلحظ بكل يسر ٱفاقها المنتظرة، فالمشاركون فيها والساهرون عليها يحملون في قلوبهم الإيمان العميق الحاسم بالظهور القريب لإمام عالمي رباني، يملأ الأرض عدلا وقسطا وينهي كل ظلم وجور. فهي تتحول تدريجيا لتصبح الملتقى العالمي السنوي لبناء العالم الجديد، عالم الرحمة والمحبة والعدالة 3.