الأبحاث و المقالات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع بالضرورة ، بل تعبر عن رأي أصحابها

ما هي رسائل ودلالات المسيرة الأربعينية في مجال تحقيق الوحدة بين الشعوب الإسلامية ؟

 اعتبر القرآن الكريم الوحدة بين ابناء الأمة الإسلامية والإنسانية، تجليا سياسيا واجتماعياً لعقيدة التوحيد، والتشتت والتناحر الداخلي مظهرا شيطانيا في الاجتماع الإنساني. " إن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاعبدون" ورسالة الإسلام المحمدي الاصيل اختصرها النبي الاكرم محمد صلى الله عليه وٱله وسلم في مكارم الأخلاق " أن تعطي من منعك وتعفو عمن ظلمك وتصل من قطعك، " والمتقون حسب المواصفات القرآنية " الذين ينفقون في السراء والضراء والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس.." وكلها شروط ضرورية لحفظ وحدة المجتمع والأمة، وتأتي مسيرة الأربعين المليونية لتصبح من أعظم التجليات الروحية والإيمانية والسياسية والاجتماعية لعقيدة التوحيد ولمكارم الأخلاق ولواجب الوحدة.
فهي منجز في مستوى المعجزة الإنسانية الإيمانية وقد استطاع حب الحسين الشهيد عليه السلام أن يطلق ينابيع الخير العظيمة في قلوب الملايين من المؤمنين ويحررهم من أخطر عوامل التشتت والتناحر، ويثبت فيهم عوامل الوحدة والحب، فتشهد مسيرة الأربعين مظاهر الإيثار والعطاء والتضحية لأجل سلامة الآخرين وأمن الآخرين. وتذوب الأنانية والبخل والكسل، و تتوارى بعيدا جميع مظاهر العنصرية والعصبية، ولا يوجد اليوم مثال ينافس مسيرة الأربعين في التكافل والإطعام المجاني، و التطوع الذاتي لخدمة الآخرين، على طول عشرات الأميال يرسم عشاق الحسين لوحة المحبة والوحدة المعنوية الإيمانية.
إننا أمام مظهر للوحدة لم تشهد الإنسانية له مثيلا، وبقدر ما تثبت مسيرة الأربعين بهذه الخصائص الروحية الجهادية فإنها ستصبح أعظم صدمة إيجابية في التاريخ الإنساني المعاصر، وسنرى بفضلها ليس وحدة المسلمين والمستضعفين بل وحدة الإنسانية جميعاً وسنرى التحاق جميع الاحرار في العالم بركب الحسين الشهيد عليه السلام 1.

  • 1. مقتبس من مقابلة اجرتها وكالة أنباء الحوزة.