الأبحاث و المقالات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع بالضرورة ، بل تعبر عن رأي أصحابها

النمل لا تتكلم فكيف يقول الله تعالى: فتبسم ضاحكا من قولها

نص الشبهة: 

قال تعالى : { حَتَّى إِذَا أَتَوْا عَلَى وَادِي النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ } { فَتَبَسَّمَ ضَاحِكًا مِّن قَوْلِهَا ... } أَفهل تتكلّم النمل ؟ وكيف يستمع سليمان إلى كلامها ؟!

الجواب: 

النملة وكذا سائر الحشرات ليس لها صوت وإنّما تَتَبادل أخبارَها وتتفاهم بعضها مع بعض عن طريقة إشعاع أمواج لاسلكيّة ، وهكذا تتلقّى الأخبار وكذا عن طريقة الشمّ ، ممّا لا صلة له بالكلام الصوتي .
لكن العُمدة أنّ للحيوانات برُمّتها مَنطِقاً أي طريقة خاصّة للتفاهم مع بعضها ، سواء أكان ذلك عن طريقة إيجاد أصوات خاصة كما في الدوابّ والطيور أم بطريقة أُخرى ( إشعاع أمواج لاسلكيّة ) كما في الحشرات ، الأمر الذي يمكن الوقوف عليه بطريقةٍ مّا ، وبالفعل قد عُرف شيء من مَنطِق البهائم وحتّى بعض الحيتان في البحار ، ولا يستحيل في قدرة اللّه تعالى أنْ يُعلّم نبيّه مَنطِق الطير وسائر الحيوان ، يقول تعالى ـ حكايةً عن سليمان ـ : ﴿ ... عُلِّمْنَا مَنطِقَ الطَّيْرِ وَأُوتِينَا مِن كُلِّ شَيْءٍ ... 1 .
يقول الأُستاذ الطنطاوي : ويعتقد بعض العلماء اليوم أنّ تبادل الخواطر هو مستوى القوّة التي تُمكّن الشخص مِن نقل آرائه إلى شخصٍ آخر بدون أيّة واسطة مادّية أو ظاهريّة ، فهل هذا الرأي مُمكن أو مُحتمل الوقوع ؟ وإجابةً على ذلك يقول العالِم الإنجليزي ( برسي ) : إنّ نقل الأفكار قد يحدث في أوقات شاذّة وحالات خاصّة ، وذلك مالا يُعارض فيه أحد من الباحثينَ ، ولكنّه لا ينطبق على الحالات العامّة ، وذلك التبادل قد يُرى بوضوح بين الحشرات والحيوانات قد اقتربت حشرةً من أُخرى . قال : وبذلك نعرف أنّ الحيوانات تُكلّم بعضها بنقل الخواطر ، والنَّمل من هذا القبيل ، وأنّ الإنسان مُستعدّ لذلك ؛ لأنّه من جُملة مواهبه ، ولكن هذه المَوهبة تجيء تارةً بطريق الوحي الخارق للعادة وتارةً بالتَمرين 2 3 .

  • 1. القران الكريم : سورة النمل ( 27 ) ، الآية : 16 ، الصفحة : 378 .
  • 2. تفسير الجواهر : 13 / 158 ـ 159 .
  • 3. شُبُهَات و ردود حول القرآن الكريم ، تأليف : الأُستاذ محمّد هادي معرفة ، تحقيق : مؤسّسة التمهيد ـ قم المقدّسة ، الجمهوريّة الإسلاميّة الإيرانيّة ص 320 ـ 321 .