الأبحاث و المقالات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع بالضرورة ، بل تعبر عن رأي أصحابها

لا تعترضوا على ابي بكر

نص الشبهة: 

السلام عليكم..

في رد لأحد المخالفين على أن أبا بكر كان يجهل حكم (الأب) قال ما فحواه: إن علياً لم يكن يعرف حكم (الوذي ـ أو قال المذي ـ لا أذكر) فهما سواء.. فهل ورد خبر كهذا، سواء من مصادرنا، أو مصادرهم؟! وما هو حاله من حيث الإسناد والمتن؟! وما هو رأيكم الشريف في الموضوع؟! وهل هو مورد اتفاق بين أعلامنا؟!

والسلام عليكم ورحمة الله

الجواب: 

بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله، والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين..
وبعد..

  1.  ـ إن الذي كان يجهل معنى الأب هو عمر بن الخطاب وليس أبا بكر 1..
  2. بالنسبة للرواية التي تذكر أن الإمام علياً (عليه السلام) لم يكن يعرف حكم المذي، نقول: إن هذه الرواية قد رواها أهل السنة في كتبهم الحديثية. وليس لهم أن يستدلوا علينا بكتبهم خصوصاً فيما يتضمن الانتقاص من مقام أمير المؤمنين (عليه السلام)، وتعظيم مناوئيه، وغاصبي الإمامة منه..
  3. أما ما روي من ذلك من طرق أهل البيت (عليهم السلام)، مثل ما ورد في الإستبصار ج1 ص91 وفي تهذيب الأحكام ج1 ص17 وفي الوسائل ج1 ص278 وفي البحار ج77 ص225.. فله جوابان: (أحدهما للعامة، والثاني للشيعة).

الأول : أن ذلك قد كان في حياة رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وليس لأهل السنة أن يمنعوا من تعلم الإمام علي (عليه السلام) من النبي (صلى الله عليه وآله) في حال حياته، كما كان سائر الصحابة يتعلمون منه (صلى الله عليه وآله).. فهو قد تعلم من رسول الله (صلى الله عليه وآله) حتى أصبح (عليه السلام) أعلم الأمة، كما أعلنه رسول الله (صلى الله عليه وآله) في أكثر من مناسبة، ولم يستطع غيره أن يستفيد من وجود رسول الله (صلى الله عليه وآله) في نيل العلوم والمعارف، فاستحق الإمام علي (عليه السلام) الأعلم من كل الأمة، مقام الإمامة بعده (صلى الله عليه وآله)، وحرم غيره ممن لم ينالوا تلك المراتب السامية في العلم وفي الشجاعة، وفي غير ذلك ـ حرموا ـ من ذلك..
وقد علّم رسول الله (صلى الله عليه وآله) الإمام علياً (عليه السلام) ألف باب من العلم، يفتح له من كل باب ألف باب.. وأصبح باب مدينة علم الرسول (صلى الله عليه وآله) فمن أراد المدينة فليأت الباب..
أما عمر فقد كان جاهلاً بالأحكام بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله) وأيام خلافته.
والثاني : أننا نعتقد: أن الإمام يتعامل مع الناس، حتى في مثل هذه الموارد بحسب الوسائل العادية، لا بما أعطاه الله إياه من خلال أهليته واستحقاقه للفيض الإلهي.. ولعل من أسباب ذلك هو أن يحفظ الناس من الغلو فيه، واعتقاد ألوهيته، أو ما إلى ذلك من اعتقادات باطلة. بالإضافة إلى حِكَم أخرى ليس ههنا محل ذكرها..
وذلك معناه: أن على الإمام أن يسأل وأن يتعلم بحسب ظواهر الأمور، وأن لا يستعمل علم الإمامة في بعض الأحيان لمصالح يعلمها الله، وقد أوضحنا هذا الأمر في أكثر من إجابة..
والحمد لله والصلاة والسلام على محمد وآله 2..

  • 1. راجع: الطبقات الكبرى لابن سعد ج3 ص327 وجامع البيان للطبري ج30 ص59 وشعب الإيمان ج2 ص424 وغير ذلك، وقد ذكر له مصادر كثيرة في الغدير ج6 ص144 ط مركز الغدير للدراسات الإسلامية ـ قم ـ إيران. فراجع.
  • 2. مختصر مفيد.. (أسئلة وأجوبة في الدين والعقيدة)، السيد جعفر مرتضى العاملي، «المجموعة الرابعة»، المركز الإسلامي للدراسات، الطبعة الأولى، 1423 ـ 2002، السؤال (213).