لماذا رفع الله الجهاد عن المرأة ؟

صحيح إن الله سبحانه و تعالى أعفى المرأة من حمل السلاح و الذهاب الى ساحات القتال للجهاد في سبيله، لكنه عَزَّ و جَلَّ لم يُسقط عنها الجهاد بل خصها بنوع آخر من الجهاد و أعطاها دوراً آخر و مسؤولية أخرى قد لا تقل أهمية من الجهاد في ساحات القتال.
عَنْ عَلِيٍّ عليه السلام: قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه و آله:‏ "الْحَجُّ جِهَادُ كُلِّ ضَعِيفٍ، وَ جِهَادُ الْمَرْأَةِ حُسْنُ التَّبَعُّلِ" 1، و معنى حسن التبعل هو حسن العشرة مع زوجها و حسن صحبة المرأة مع بعلها، و القيام بدورها الحساس في تحصين الأسرة و تربية الصالحين و المجاهدين الابطال و ذلك من خلال صمودها و صبرها على مكاره الحياة و صعوباتها ، و أيضاً من خلال التزاها الديني الواعي و تسلحها بالحجاب و العفاف ، و لهذا نجد الأعداء يبذلون قصارى جهدهم لتجريدها من هذا السلاح.
و عَنِ الْأَصْبَغِ بْنِ نُبَاتَةَ قَالَ: قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ علیه السلام: "كَتَبَ اللَّهُ الْجِهَادَ عَلَى الرِّجَالِ وَ النِّسَاءِ ، فَجِهَادُ الرَّجُلِ بَذْلُ مَالِهِ وَ نَفْسِهِ حَتَّى يُقْتَلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، وَ جِهَادُ الْمَرْأَةِ أَنْ تَصْبِرَ عَلَى مَا تَرَى مِنْ أَذَى زَوْجِهَا وَ غَيْرَتِهِ" 2.

  • 1. الجعفريات (الأشعثيات): 67، لإبن الأشعث محمد بن محمد، المتوفى في القرن الرابع الهجري، طبعة مكتبة النينوى الحديثة، طهران/ايران.
  • 2. وسائل الشيعة (تفصيل وسائل الشيعة إلى تحصيل مسائل الشريعة): 15 / 23 ، للشيخ محمد بن الحسن بن علي الحُر العاملي، المولود سنة: 1033 هجرية بجبل عامل لبنان، و المتوفى سنة: 1104 بمشهد الإمام الرضا و المدفون بها، طبعة: مؤسسة آل البيت، سنة: 1409 هجرية، قم / إيران.