لماذا لم تعرض كتب الاحاديث على الامام المهدي لمعرفة الصحيح منها حتى لا نحتاج الى الاجتهاد و التقليد و الاحتياط؟

من الواضح أن الامام المهدي عليه السلام في هذه الفترة يعيش في حالة الغيبة بارداة من الله عزوجل و لذلك فلا يمكن الالتقاء به حتى يتم السؤال منه لا بخصوص مسألة كتب الحديث فحسب بل في كل شيء، و حرمان الامة من الالتقاء به عجل الله تعالى فرجه انما هو بحكمة ربانية، و لا شك في أن الغيبة هذه فيها دروس تربوية قيمة و لذلك نرى أن الامام المهدي عليه السلام أرشد الناس الى الرجوع الى العلماء التقاة العلماء بالقرآن و السنة و أحاديث العترة الطاهرة، و لعل ذلك من قبيل التمرين و التحضير و صنع الكوادر القيادية القادرة على التمييز بين الصحيح و الخطأ و الحق و الباطل حسب المعايير و الاصول و القواعد الفقهية و الدينية التي بيَّن الائمة عليهم السلام أصولها و قواعدها.

هذا من جانب، و من جانب آخر، فلعل تعويد الامة دائماً على وجود القائد و الامام و الرجوع اليه في كل الامور يضعف الجانب القيادي للكوادر القيادية المتوقع لها دوراً كبيراً في الساحة القيادية في مرحلة الظهور و قيام دولة الامام المهدي عليه السلام آنذاك، اذن فلعل هذه الفترة ـ فترة الغيبة ـ هي فترة صياغة هذه الكوادر بصورة عملية دون الرجوع الى الامام عليه السلام تمكنها من لعب دورها القيادي تحت راية الامام بعد ظهوره، فثقافة الانتظار و السعي و الاجتهاد الحثيث لمعرفة الصحيح من الخطأ ثقافة لا بد أن تتعود عليه الامة تمهيداً لما هو المطلوب منها لدى الظهور المقدس و قيام دولة الحق في القريب العاجل ان شاء الله تعالى، اللهم عجل لوليك الفرج و اجعلنا من انصاره و أعوانه و المستشهدين بين يديه.