نشر قبل 18 سنة
تقيمك هو: 3. مجموع الأصوات: 32
القراءات: 9265

السائل: 

حسن جمعة

العمر: 

54

المستوى الدراسي: 

الدولة: 

المدينة: 

بيروت

بعض الملتزمين دينيا عندما وافتهم المنية سمعت منهم التلفظ ببعض كلمات الكفر و العياذ بالله ، ما رأي ... ؟

السوال: 

الســلام عليكم و رحمة الله و بركاته
سماحة الشيخ الفاضل سألتكم عن بعض الاشخاص أعرفهم من الملتزمين دينيا و مواظبون على الفروض التي أمر الله بها و لكن عندما وافتهم المنية سمعت منهم التلفظ ببعض كلمات الكفر و العياذ بالله . ما رأي سماحتكم بهكذا حالات ؟ لم أتلق أي جواب . أرجو الاجابة و لكم الأجر و الثواب و شكراً .

الجواب: 

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ، و بعد :
أعتذر أولاً عن التأخير في الإجابة على سؤالك و ذلك بسبب كثرة الأسئلة الواردة و تزاحم الأعمال المختلفة ، حيث أحاول إعطاء كلٍ حقه .
أما الجواب على سؤالك ، فهو :
إن من أصعب الحالات التي يمرُّ بها الانسان في حياته الدنيوية هي حالة الاحتضار ، و التي يُعبِّرُ عنها القرآن الكريم بسكرات الموت .
قال الله عز و جل : { وَجَاءتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنتَ مِنْهُ تَحِيدُ } ، ( سورة ق : الآية : 19) .
و سكرة الموت هي شدته التي تغلب الانسان و تغير فهمه و عقله كالسكر من الشراب .
و هذه الحالة تطرأ على الانسان قبيل خروج الروح من جسده عند النزع و الاحتضار ، و هي حالة خطيرة جداً ، حيث يقوم الشيطان بشتى المحاولات للتغلب على الانسان و منعه من أن يموت على الايمان ، فيمنعه من النطق بالشهادتين أو تلاوة القرآن الكريم ، أو قراءة الأدعية المأثورة .
و قد يتمكن الشيطان من التغلب على المحتضر في تلك الحالة فيجعله يتصرف تصرفاً غير مألوفاً و يمنعه عن الأعمال الصالحة ، بل و قد يجعله يكفر بالله جل جلاله فيموت كافراً غير مؤمن ، الأمر الذي يُعَبَّرُ عنه بالعَديلة عند الموت .
و معنى العديلة عند الموت هو العدول إلى الباطل عن الحق ، و تحصل العديلة هذه بحضور الشيطان عند المحتضر و الوسوسة في صدره و تشكيكه في دينه ليخرجه من الإيمان الى الكفر و الجحود ، أعاذنا الله من العديلة عند الموت .
و قد وَرَدَ في الدعاء : اَللّـهُمَّ اِنِّى اَعُوذُ بِكَ مِنَ الْعَديلَةِ عِنْدَ الْمَوْتِ .
ما ينفع للأمان من العديلة :
روى الطوسي عن محمّد بن سليمان الدّيلمي انّه قال للإمام الصّادق ( عليه السلام ): ان شيعتك تقول : انّ الايمان قسمين فمستقرّ ثابت ، و مستودع يزول ، فعلّمني دعاءً يكمل به ايماني اذا دعوت به فلا يزول .
قال ( عليه السلام ) : " قل عقيب كلّ صلاة مكتوبة : رَضيتُ بِاللهِ رَبّاً ، وَ بِمُحَمَّد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ و آلِهِ نَبِيّاً ، وَ بِالاِسْلامِ ديناً ، وَ بِالْقُرآنِ كِتاباً ، وَ بِالْكَعْبَةِ قِبْلَةً ، وَ بِعَلِىٍّ وَلِيّاً وَ اِماماً ، وَ بِالْحَسَنِ وَ الْحُسَيْنِ وَ عَلِىِّ بْنِ الْحُسَيْنِ وَ مُحَمَّدَ بْنِ عَلِىٍّ وَ جَعْفَرِ بْنَ مُحَمَّد وَ مُوسى بْنِ جَعْفَر وَ عَلِىِّ بْنِ مُوسى وَ مُحَمَّدَ بْنِ عَلِىٍّ وَ عَلِىِّ بْنِ مُحَمَّد وَ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ وَ الْحُجَّةِ بْنِ الْحَسَنِ صَلَواتُ اللهِ عَلَيْهِمْ اَئمَّةً ، اَللّـهُمَّ اِنّى رَضيتُ بِهِمْ اَئِمَّةً فَارْضَنى لَهُمْ ، اِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيء قَديرٌ .
و مما ينفع أيضاً قراءة كَلِمَاْت الفَرَج ، و هي كلمات يستحب تلقينها للميت و هي : " لا إله إلاّ الله الحليم الكريم ، لا إله إلاّ الله العلي العظيم ، سبحان الله ربّ السماوات السبع و رب الأرضين السبع ، و ما فيهن و ما بينهن و ربّ العرش العظيم ، و الحمد لله ربّ العالمين ، و صلى الله على محمد و آله الطاهرين " .
كما و لا بأس بقراءة دعاء العديلة المذكور في كتاب مفاتيح الجنان أيضاً .
هذا و أن لدرجة إيمان الإنسان و مقدار عمله الصالح أثراً كبيراً في إبعاد هذا الخطر العظيم من الانسان عند الموت ، كما و أن بعض الذنوب و الآثام من شأنها تشديد هذا الخطر .
ثم إن لبعض الأعمال الصالحة مثل صلة الرحم ، و كسوة المؤمن أثراً في تخفيف سكرات الموت على الميت .