نشر قبل 18 سنة
مجموع الأصوات: 147
القراءات: 30893

السائل: 

كويتي

العمر: 

35

المستوى الدراسي: 

الدولة: 

المدينة: 

الكويت

ما هي المعجزه ، و هل حدثت لغير انبياء الله ؟

السوال: 

ما هي المعجزه ؟

و هل حدثت لغير انبياء الله ؟

و هل يمكن لكافر بالله ان تحصل له معجزة ، فقد رأيت مسلسل اجنبي عن من يدعي المعجزة من خلال ما حصل له من قبل نجاته من الحريق بدون حرق و غيرها ، فهل يصح ان تحصل المعجزة لكافر ، و هل حصلت قبل هذا اليوم لكافر ؟

الرجاء الافادة ، مشكووورين ، و سددكم الله .

الجواب: 

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ، و بعد :

المعجزة كما عرَّفها العلماء : " أمر خارق للعادة ، مقرون بالتحدي ، مع عدم المعارضة ، مع دعوى النبوة " ، ( 1 ) .

و تعتبر المعجزة من الدلائل المهمة التي تثبت بها نبوة الأنبياء ، و هي بمثابة أوراق اعتماد النبي و هويته التي تؤيد صدق دعواه و ارتباطه بالله تعالى ، فلذلك نرى أن الأنبياء ( عليهم السَّلام ) إلى جانب ما أقاموه من الدلائل و البراهين على صدق دعواهم فقد اظهروا معاجز تؤكد صدق ادعائهم و لا تدع مجالا للشك في حقانية نبوتهم .

و لقد زوَّد الله عز و جل أنبياءه بمعاجز كثيرة ذكر القرآن الكريم بعضاً منها ، و ذكرت الأحاديث الشريفة قسماً كبيراً منها .

معاجز النبي موسى ( عليه السلام ) :

فالنبي موسى ( عليه السلام ) زوده الله عز و جل بعدة معاجز منها عصاه التي كانت تنقلب حية تسعى ثم تعود الى حالتها السابقة ، و يده التي كانت تشع كالشمس المضيئة ، و إنفلاق البحر و عبوره مع بني اسرائيل منه ، و غير ذلك من المعاجز ، و لقد أشار القرآن الكريم الى هذه المعاجز .

قال الله جل جلاله : { وَهَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ مُوسَى {طه/9} إِذْ رَأَى نَارًا فَقَالَ لِأَهْلِهِ امْكُثُوا إِنِّي آنَسْتُ نَارًا لَّعَلِّي آتِيكُم مِّنْهَا بِقَبَسٍ أَوْ أَجِدُ عَلَى النَّارِ هُدًى {طه/10} فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِي يَا مُوسَى {طه/11} إِنِّي أَنَا رَبُّكَ فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ إِنَّكَ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى {طه/12} وَأَنَا اخْتَرْتُكَ فَاسْتَمِعْ لِمَا يُوحَى {طه/13} إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي {طه/14} إِنَّ السَّاعَةَ ءاَتِيَةٌ أَكَادُ أُخْفِيهَا لِتُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا تَسْعَى {طه/15} فَلاَ يَصُدَّنَّكَ عَنْهَا مَنْ لاَ يُؤْمِنُ بِهَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَتَرْدَى {طه/16} وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ يَا مُوسَى {طه/17} قَالَ هِيَ عَصَايَ أَتَوَكَّأُ عَلَيْهَا وَأَهُشُّ بِهَا عَلَى غَنَمِي وَلِيَ فِيهَا مَآرِبُ أُخْرَى {طه/18} قَالَ أَلْقِهَا يَا مُوسَى {طه/19} فَأَلْقَاهَا فَإِذَا هِيَ حَيَّةٌ تَسْعَى {طه/20} قَالَ خُذْهَا وَلَا تَخَفْ سَنُعِيدُهَا سِيرَتَهَا الْأُولَى {طه/21} وَاضْمُمْ يَدَكَ إِلَى جَنَاحِكَ تَخْرُجْ بَيْضَاء مِنْ غَيْرِ سُوءٍ آيَةً أُخْرَى {طه/22} لِنُرِيَكَ مِنْ آيَاتِنَا الْكُبْرَى {طه/23} اذْهَبْ إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى {طه/24} قَالَ رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي {طه/25} وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي {طه/26} وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِّن لِّسَانِي {طه/27} يَفْقَهُوا قَوْلِي {طه/28} .

و قال تعالى أيضاً في قصة إنفلاق البحر لموسى ( عليه السلام ) : { فَلَمَّا تَرَاءى الْجَمْعَانِ قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ {الشعراء/61} قَالَ كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ {الشعراء/62} فَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنِ اضْرِب بِّعَصَاكَ الْبَحْرَ فَانفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ {الشعراء/63} وَأَزْلَفْنَا ثَمَّ الْآخَرِينَ {الشعراء/64} وَأَنجَيْنَا مُوسَى وَمَن مَّعَهُ أَجْمَعِينَ {الشعراء/65} ثُمَّ أَغْرَقْنَا الْآخَرِينَ {الشعراء/66} إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُم مُّؤْمِنِينَ {الشعراء/67} وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ {الشعراء/68} .

معاجز النبي عيسى المسيح ( عليه السلام ) :

و أما النبي عيسى ( عليه السلام ) فقد زوده الله عز و جل كغيره من الأنبياء بمعاجز ، و من تلك المعاجز معجزة إبراء المرضى و المعاقين المحرومين من نعمة البصر و السمع ، و إحياء الموتى .

قال عز مِن قائل : { وَرَسُولاً إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنِّي قَدْ جِئْتُكُم بِآيَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ أَنِّي أَخْلُقُ لَكُم مِّنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِ اللّهِ وَأُبْرِىءُ الأكْمَهَ والأَبْرَصَ وَأُحْيِي الْمَوْتَى بِإِذْنِ اللّهِ وَأُنَبِّئُكُم بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ {آل عمران/49} وَمُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَلِأُحِلَّ لَكُم بَعْضَ الَّذِي حُرِّمَ عَلَيْكُمْ وَجِئْتُكُم بِآيَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ فَاتَّقُواْ اللّهَ وَأَطِيعُونِ {آل عمران/50} .

معاجز النبي محمد ( صلى الله عليه و آله ) :

و أما المعجزات التي زود الله بها رسوله الحبيب المصطفى ( صلى الله عليه و آله ) فهي كثيرة ، و من أهمها القرآن الكريم ، و القرآن هو كلام الله العزيز و النص الإلهي المنَّزل بواسطة الوحي على رسول الإسلام و خاتم النبيين محمد بن عبد الله ( صلى الله عليه و آله ) بلغة العرب و لهجة قريش .

و هو المعجزة الإلهية الخالدة التي زوَّد الله تعالى بها رسوله المصطفى ( صلى الله عليه و آله ) ، و هو الميراث الإلهي العظيم و المصدر الأول للعقيدة و الشريعة الإسلاميتين ، و الذي لا يُعْدَلُ عنه إلى غيره من المصادر مطلقاً .

و لمزيد من التفصيل بخصوص هذا الموضوع يمكنك مراجعة إجابتنا السابقة من خلال الوصلة التالية :

http://www.islam4u.com/daily_question_show.php?fq_id=85

و أما بالنسبة لإمكانية ظهور المعجزة على أيدي الكفار فهو أمر مستحيل لم و لن يتحقق ، و من يدعي ذلك يكون كاذباً يتضح كذبه و خداعه ، و ما شاهدته في المسلسل المذكور إنما هو إدعاء كاذب أو خداع تقني ليس إلا .

و أما بالنسبة الى إمكانية ظهور أمور خارقة للعادة على يد أناس مؤمنين و علماء مخلصين فهذا أمر وارد و ممكن ، لكن لا تسمى مثل هذه الأمور معجزة ، بل تُسمى بالكرامة التي يُكرم الله بها عباده الصالحين لتُعرف منزلتهم بين الناس ، و هو تكريم لهم في الدنيا قبل الآخرة ، و هذه الكرامات كثيرة ، و قد سجل التاريخ كثيراً منها لأولياء الله الكرام .

ـــــــــــــــــ

( 1 ) الإلهيات : 3 / 69 ، طبعة : مؤسسة الإمام الصادق ( عليه السلام ) ، قم / إيران .

تعليقتان

صورة نعيم محمدي أمجد (amjad)

كلام في شمولية طوفان نوح (ع)

سلام عليكم ورحمة اللّه

أخي الكريم، اختلفت كلمة العلماء والمفسرين في شمولية الطوفان وعدمه. فمنهم من ذهب إلى أن ظاهر القرآن والروايات هو أن الماء غطى العالم بأسره، ومنهم من استدل على انحصاره في المنطقة التي كان يسكنها النبي نوح (ع) وأن العذاب خص قومه دون غيرهم.

وطبعا سؤالك موجه إلى من تبنى الرأي الأول، وفي الإجابة نقول: لا ريب في أن اللّه عز وجل لا يعذب من دون سابق إنذار وإتمام الحجة؛ فإن كان العذاب قد عمهم يعني ذلك عالمية تبليغ النبي نوح (ع) وأن صدى رسالته بلغ الكل، ولم يختصر على قومه.

وهناك رأي لطيف لبعض العلماء یمکنه الجمع بين هذا وذاك، وهو أن البشر آنذاك كان مقتصرا على تلك المنطقة التي كان يسكنها نوح (ع) ولم ينتشروا بعد في أرجاء العالم، وبالتالي الطوفان عندما عم قومه عم كل الناس الذين كانوا يقطنون العالم حينها.

 

وهذا مقال مفصل للمرحوم الشيخ محمد هادي معرفة، تبنى فيه عدم الشمولية ودافع عنه بشدة، ومن خلاله يمكن الوقوف على الآراء الأخرى أيضا:

دراسة في قصة الطوفان

 

كما يمكنك قراءة:

جزع نوح عليه السلام بعد الطوفان

كيف أغرق الله قوم نوح و فيهم الاطفال و من لا ذنب له ؟!

كم كان عمر النبي نوح ( عليه السلام ) ؟

 

وسدد اللّه خطاك