إنَّ عبارة «خزائن اللّه» وما شابهها لا تصف مقام الرب وشأنه الجلیل، ولا یصح أن نعتبرها بعین معناها، وإنّما استعملت للتقریب، من باب تکلّم الناس بلسانهم، لیکونوا أکثر قرباً للسمع وأشد فهماً للمعنى.
الجَنْبُ في اللغة القُرب، و جنب الله قربه من حيث طاعته أي التقرب اليه بإمتثال أوامره و طاعته، فَما و مَن يكون مثالاً لجنب الله هو ما و من يمثل رضا الله، فجنب الله هو قرب الله المتمثل في طاعة الله، و كذلك في طاعة من أمر الله بإطاعته.
الجهل على نوعين، جهل عن قصور ، و جهل عن تقصير، و من يكون جهله ناتجا عن القصور بالجاهل القاصر، و أما الذي يكون جهله ناتجاً عن تركه السعي لمعرفة الواقع يسمى بالجاهل المقصر.
إن العقلانية بطبيعتها وفي نظر العقلاء والحكماء قديماً وحديثاً لا تعرف الاكتمال أو الانتهاء، وليست هناك عقلانية مكتملة، أو عقلانية بلغت درجة الاكتمال، أو وصلت حد الانتهاء، كما ليس هناك ما يمكن وصفه بالعقل الكامل بين البشر.
ومن هنا يتبيّن ان المراد من أولى الأمر الذين أوجب القرآن الکريم طاعتهم هم الائمة المعصومين لانّهم منزهون عن الخطيئة و الخطأ و هم امناء الوحي ومعادن الرسالة.
وبالتالي فليس هناك إنسان بلا عقلانية بالمطلق، ولكن الناس يختلفون ويتفاوتون فيها قوة وضعفاً، بمعنى أن الناس متساوون في العقل من جهة الطبيعة، ولكنهم متفاوتون في العقلانية من جهة الفعلية، والمقصود أنهم متفاوتون في درجة تنمية عقولهم وإعمالها وتجليتها.
السعادة في حقيقتها هي الراحة الشاملة التي تعم الجسم و النفس فينتج عنها حالة من الرضى و الارتياح و القناعة و السرور و الانبساط، و عكسها هو الشقاء التي هي الشدة و المحنة و التعب و عدم الارتياح.
و ربّّّما يصبح خليفة للنبي و لکنّه ليس بإمام، و هذا ما أشار اليه القرآن الکريم في قوله تعالى مخاطبا ًسيّدنا إبراهيم (عليه السلام):﴿ ... إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا ... ﴾1.
ان الحق و التكليف متلازمان، و الاقرار بأحدهما يستوجب الاقرار بالاخر. وكذلك يكون وضع الاحكام الوضعية، كالجزئية و الشرطية في العقود و الاتفاقات و أمثالها، من الاحكام التي توفر الحقوق و التكاليف المترتبة عليها.
لا شك في ان تطبيق أيّ نظام حقوقي يتوقف على مدى تقبل المجتمع له، و اذا ما قاومه كل الناس، او اكثريتهم، او الجماعات الفعّالة المؤثرة فيهم و لم يرتضوه، فانه لا يمكن ان يوضع موضع التنفيذ. ولكن بغض النظر عن قبول الناس لنظام حقوقي او عدم قبولهم له، هل يمكن ان نصفه بانه عادل او ظالم؟
يتّفق المسلمون جميعاً على تحريم البِدْعة في الدين، ويرَوْنها خلقاً لطقوس أو عادات أو مفاهيم تُلصَقُ بالدين، ولا علاقة للدين بها. فأيُّ إقحامٍ لما ليس من الدين في الدين يُعدّ عندهم بدعةً، على كلام وتفصيل بينهم في حدود تعريف البدعة، ومعاييرها، ليس هو محلّ نظرنا الآن.